وصية الإمام الذهبي لطالب العلم!

قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام الغزالي - رحمهما الله -: نَسْأَل اللهَ عِلْماً نَافِعاً، تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِع؟ هُوَ مَا نَزل بِهِ القُرْآنُ، وَفسَّره الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلاً وَفعلاً، وَلَمْ يَأْت نَهْي عَنْهُ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: (مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي (1)) ، فَعَلَيْك يَا أَخِي بتدبُّر كِتَاب اللهِ، وَبإِدمَان النَّظَر فِي (الصَّحِيْحَيْن� �) و (سُنَن النَّسَائِيّ) ، وَ (رِيَاض النَّوَاوِي) وَأَذكَاره، تُفْلِحْ وَتُنْجِحْ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ عُبَّادِ الفَلاَسِفَة، وَوظَائِفِ أَهْلِ الرِّيَاضَات، وَجُوعَ الرُّهبَان، وَخِطَابَ طَيْشِ رُؤُوْسِ أَصْحَابِ الخلوَات، فُكُلُّ الخَيْر فِي مُتَابعَة الحنِيفِيَة السَّمحَة، فَواغوثَاهُ بِاللهِ، اللَّهُمَّ اهدِنَا إِلَى صرَاطك المُسْتقيم.

صدق وصدقت
جزاك الله خير الجزاء.

..جـزاك الله خيـــر..

بارك الله في نقلكم
وكفى بها من كتب تبني العلم والعمل
تزكي العقل والقلب

قال الذهبي ايضا: من طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه،
ومن طلب العلم للمدارس والافتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الانفس *
(قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) * [ الشمس: 9 و 10 ] أي: دسسها بالفجور والمعصية.ا.هـ

وقال ايضا: " فطالب الحديث ينبغي له أولا أن يحصل : " الجمع بين الصحيحين", و" الأحكام" للضياء, أو غيره, ويدمن النظر فيه".أ.هـ

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرالسعد

وكفى بها من كتب تبني العلم والعمل
تزكي العقل والقلب

---

وبارك الله فيك وفي جميع المشاركين!
وهذا هو المقصود من العلم: العمل، أو كما يقول الإمام الغزالي في منهاج العابدين: ثمرة العلم العبادة!

نصيحة كلاسيكية ..

فَعَلَيْك يَا أَخِي بتدبُّر كِتَاب اللهِ ( لأنه العلم الصميم ، والأصل الذي ترد العلوم إليه )
، وَبإِدمَان النَّظَر فِي (الصَّحِيْحَيْن� �) ... لأنهما جمعا أصول السنة الصحيحة
و (سُنَن النَّسَائِيّ) ، ... لأن من أدام النظر فيه بصر في علم العلل ، وحصل له خير كثير في هذا الباب ...
وَ (رِيَاض النَّوَاوِي) ... فيه الأحاديث الجوامع ، وآداب المسلم ، وما لا غنى له عنه .
وَأَذكَاره، فلا بد للطالب من أورارد وأذكار يستعين بها
تُفْلِحْ وَتُنْجِحْ ... فرحم الله الإمام الذهبي وأسكنه الجنان

جزاك الله خيرا

ما أجملها من نصيحة وما أغلاها من موعظة من عالم قل نظيره في أمتنا
بوركت أخي على النقل

جـزاك الله خيـــر

و في ترجمة الصديق - رضي الله عنه - من التذكرة قال :
و قال علي بن عاصم - و هو من أوعية العلم لكنه سيء الحفظ - أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت أبا بكر الصديق يقول : إياكم والكذب فإن الكذب مجانب الإيمان
قلت : صدق الصديق فإن الكذب أس النفاق و آية المنافق و المؤمن يطبع على المعاصي و الذنوب الشهوانية لا على الخيانة و الكذب فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه و هوالقائل أن كذبا علي ليس ككذب على غيري من يكذب علي بني له بيت في النار ، و قال : من يقل علي ما لم أقل .......الحديث
فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه ما لم يقله مع غلبة الظن أنه ما قاله فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم و تعمد عليه الكذب و قوله ما لم يقل و قد قال عليه السلام : من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين .
فإنا لله وإنا إليه راجعون ما ذي إلا بلية عظيمة و خطر شديد ممن يروي الأباطيل و الأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه و أن يسأل أهل المعرفة و الورع ليعينوه على إيضاح مروياته و لا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقله الأخبار و يجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن و كثرة المذاكرة و السهر و التيقظ و الفهم مع التقوى و الدين المتين و الإنصاف و التردد إلى مجالس العلماء و التحري و الإتقان و إلا تفعل فدع عنك الكتابة لست منها و لو سودت وجهك بالمداد
قال الله تعالى عز وجل : فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
فإن آنست يا هذا من نفسك فهما و صدقا و دينا و ورعا و إلا فلا تتعن و إن غلب عليك الهوى و العصبية لرأى أو لمذهب فبالله لا تتعب و إن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج و ينكب الزغل و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث و أين أهله كدت إن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب . اهـ

يقول الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 323):
ثُمَّ العِلْمُ لَيْسَ هُوَ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ، وَلَكِنَّهُ نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي القَلْبِ، وَشَرْطُهُ الاَتِّبَاع، وَالفِرَارُ مِنَ الهَوَى وَالاَبْتَدَاع، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم لِطَاعَتِهِ.

جزاك الله خيراً ..

وكتب أجرك ..