أرجو المساعدة .. هل الوثيقة العمرية فيها إقرار للمشركين على دينهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل:
ذكر الحافظ ابن جرير الطبري - رحمه الله - وثيقة الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأهل إيلياء، والتي فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلىأهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشرة.
كما في تاريخ الطبري (2/449).
سمعت غير واحد من المنتسبين للعلم حين ذكر هذه الوثيقة يجره الحديث إلى أن ذلك من حرية الاعتقاد، وأن في هذا إقرارا لهم ... حتى ينجر بعضهم إلى انهزامية مقيتة.
حتى أن المعلق على كتاب أحكام أهل الذمة طه عبد الرؤوف سعد قال في موضع:
إن عمر - رضى الله عنه - كان أشد عدلا من هذا المذكور فإنه قد أعطى لأهل القدس الأمان لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم...إلخ.
وكثير من الفقهاء يبحثون لهم تجديد كنائسهم. ا.هـ
ولابن القيم كلام في البدائع عند تفسير قوله تعالى (لكم دينكم ولي دين) لم أنقله دفعا للإطالة.
والمطلوب إلتماس الفائدة ممن له بحث في هذه القضية، أو توجيه حسن يفتح به أفقا..
فأحببت أن نسمع الإفادة من إخواننا والله يحفظكم.