كيف نجمع بين الحديثين: حديث ينهى عن تسمية العشاء بالعتمة وآخر يسميها كذلك؟
بسم الله الرلحمن الرحيم
دعوة للمشاركه في هذه السلسلة المباركة والتي تتضمن كيفية الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض فأحببت أن أنشُط الهمم في البحث عن هذا الموضوع ولا يخفي ما في ذلك من الفوائد الجمٌة
وأول حديثين في هذه السلسلة هما
/// الأول :عن عبد الله بن عمر رررقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولففف لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم ألا إنها العشاء وهم يعتمون بالإبل قققأخرجه مسلم -كتاب المساجد-باب وقت العشاء -حديثففف644/228-229قققوغيره.
///الثاني:عن أبي هريرةررر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالففف لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لا لأتوهما ولو حبوا قققأخرجه البخاري كتاب الأذان حديثففف654-721ققق وفي كتاب الشهادات حديثففف2689ققق
وأخرجه مسلم كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها حديثففف437/129قققوغيرهما.
ففي حديث ابن عمر ررر النهي عن تسمية العشاء بالعتمة
وفي حديث ابي هريرة ررر جواز ذلك فكيف نجمع بين الحديثين؟
أرجو المشاركة
رد: (1)دعوه للمشاركه :كيف نجمع بين هذبين الحديثين؟
قال النووي/ شرح مسلم
وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَسْمِيَة الْعِشَاء عَتَمَة ، وَقَدْ ثَبَتَ النَّهْي عَنْهُ ، وَجَوَابه مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا أَنَّ هَذِهِ التَّسْمِيَة بَيَان لِلْجَوَازِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ النَّهْي لَيْسَ لِلتَّحْرِيمِ ، وَالثَّانِي وَهُوَ الْأَظْهَر أَنَّ اِسْتِعْمَال الْعَتَمَة هُنَا لِمَصْلَحَةٍ وَنَفْي مَفْسَدَة لِأَنَّ الْعَرَب كَانَتْ تَسْتَعْمِل لَفْظَة الْعِشَاء فِي الْمَغْرِب ، فَلَوْ قَالَ : لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعِشَاء وَالصُّبْح لَحَمَلُوهَا عَلَى الْمَغْرِب ، فَفَسَدَ الْمَعْنَى ، وَفَاتَ الْمَطْلُوب ، فَاسْتَعْمَلَ الْعَتَمَة الَّتِي يَعْرِفُونَهَا وَلَا يَشُكُّونَ فِيهَا ، وَقَوَاعِد الشَّرْع مُتَظَاهِرَة عَلَى اِحْتِمَال أَخَفّ الْمَفْسَدَتَيْ نِ لِدَفْعِ أَعْظَمهمَا .
قال ابن حجر متعقبا كلام النووي/ فتح الباري
قُلْت : وَهَذَا ضَعِيف لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي نَفْس هَذَا الْحَدِيث " لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصُّبْح وَالْعِشَاء " ، فَالظَّاهِر أَنَّ التَّعْبِير بِالْعِشَاءِ تَارَةً وَبِالْعَتَمَةِ تَارَةً مَنْ تَصَرُّفِ الرُّوَاة ، وَقِيلَ إِنَّ النَّهْيَ عَنْ تَسْمِيَة الْعِشَاء عَتَمَة نَسَخَ الْجَوَازَ ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ نُزُول الْآيَة كَانَ قَبْل الْحَدِيث الْمَذْكُور ، وَفِي كُلٍّ مِنْ الْقَوْلَيْنِ نَظَرٌ لِلِاحْتِيَاجِ فِي مِثْل ذَلِكَ إِلَى التَّارِيخ ، وَلَا بُعْدَ فِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ جَائِزًا ، فَلَمَّا كَثُرَ إِطْلَاقهمْ لَهُ نُهُوا عَنْهُ لِئَلَّا تَغْلِبَ السُّنَّةُ الْجَاهِلِيَّةُ عَلَى السُّنَّةِ الْإِسْلَامِيَّ ةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا يَحْرُمُ ذَلِكَ بِدَلِيلِ أَنَّ الصَّحَابَةَ الَّذِينَ رَوَوْا النَّهْي اِسْتَعْمَلُوا التَّسْمِيَة الْمَذْكُورَة وَأَمَّا اِسْتِعْمَالهَا فِي مِثْل حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فَلِرَفْعِ الِالْتِبَاس بِالْمَغْرِبِ ، وَاَللَّه أَعْلَم .
و قال ابن حجر في الفتح في موضع آخر
....وَثَبَتَ عَنْهُ إِطْلَاق اِسْم الْعَتَمَة عَلَى الْعِشَاء ، فَتَصَرَّفَ الْمُصَنِّفُ فِي التَّرْجَمَتَيْ نِ بِحَسَبِ ذَلِكَ . وَالْحَدِيث الَّذِي وَرَدَ فِي الْعِشَاء أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طَرِيق أَبِي سَلَمَةَ بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ اِبْن عُمَر بِلَفْظِ " لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَاب عَلَى اِسْم صَلَاتكُمْ فَإِنَّهَا فِي كِتَاب اللَّه الْعِشَاء ، وَأَنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِحِلَابِ الْإِبِل " ، وَلِابْنِ مَاجَهْ نَحْوه مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة وَإِسْنَاده حَسَن ، وَلِأَبِي يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيِ ّ مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف كَذَلِكَ ، زَادَ الشَّافِعِيُّ فِي رِوَايَتِهِ فِي حَدِيث اِبْن عُمَر " وَكَانَ اِبْن عُمَر إِذَا سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ الْعَتَمَة صَاحَ وَغَضِبَ " . وَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق هَذَا الْمَوْقُوف مِنْ وَجْه آخَرَ عَنْ اِبْن عُمَر ، وَاخْتَلَفَ السَّلَف فِي ذَلِكَ : فَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَهُ كَابْنِ عُمَر رَاوِي الْحَدِيث ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَ جَوَازَهُ ، نَقَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَغَيْره ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ خِلَاف الْأَوْلَى وَهُوَ الرَّاجِح ، وَسَيَأْتِي لِلْمُصَنِّفِ ، وَكَذَلِكَ نَقَلَهُ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَاخْتَارَهُ ، وَنَقَلَ الْقُرْطُبِيّ عَنْ غَيْره : إِنَّمَا نَهَى عَنْ ذَلِكَ تَنْزِيهًا لِهَذِهِ الْعِبَادَة الشَّرْعِيَّة الدِّينِيَّة عَنْ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهَا مَا هُوَ اِسْم لِفَعْلَةٍ دُنْيَوِيَّة وَهِيَ الْحَلْبَة الَّتِي كَانُوا يَجْلِبُونَهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْت وَيُسَمُّونَهَا الْعَتَمَة . قُلْت : وَذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّ تِلْكَ الْحَلْبَة إِنَّمَا كَانُوا يَعْتَمِدُونَهَ ا فِي زَمَان الْجَدْب خَوْفًا مِنْ السُّؤَال وَالصَّعَالِيكِ ، فَعَلَى هَذَا فَهِيَ فَعْلَةٌ دُنْيَوِيَّة مَكْرُوهَة لَا تُطْلَقُ عَلَى فَعْلَةٍ دِينِيَّة مَحْبُوبَة ، وَمَعْنَى الْعَتْم فِي الْأَصْل تَأْخِير مَخْصُوص ، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ : الْعَتَمَة بَقِيَّة اللَّبَن تَغْبِق بِهَا النَّاقَة بَعْدَ هَوًى مِنْ اللَّيْل ، فَسُمِّيَتْ الصَّلَاة بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَهَا فِي تِلْكَ السَّاعَة . وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق مَيْمُونَ بْن مِهْرَانَ قَالَ : قُلْت لِابْنِ عُمَر مَنْ أَوَّلُ مَنْ سَمَّى صَلَاةَ الْعِشَاء الْعَتَمَةَ ؟ قَالَ : الشَّيْطَانُ
رد: (1)دعوه للمشاركه :كيف نجمع بين هذبين الحديثين؟
قال القرطبي في تفسيره - (12 / 307):إن هذا النهي عن اتباع الأعراب في تسميتهم العشاء عتمة إنما كان لئلا يعدل بها عما سماها الله تعالى في كتابه إذ قال : ومن بعد صلاة العشاء فكأنه نهي إرشاد إلى ماهو الأولى وليس على جهة التحريم ولا على أن تسميتها العتمة لايجوز ألا ترى أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أطلق عليها ذلك وقد أباح تسميتها بذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وقيل : إنما نهي عن ذلك تنزيها لهذه العبادة الشريفة الدينية عن أن يطلق عليها ما هو اسم لفعلة دنيوية وهي الحلبة التي كانوا يحلبونها في ذلك الوقت ويسمونها العتمة ويشهد لهذا قوله : ( فإنها تعتم بحلاب الإبل )
رد: (1)دعوه للمشاركه :كيف نجمع بين هذبين الحديثين؟
تعقيب علي قول النووي
ففف وَالثَّانِي وَهُوَ الْأَظْهَر أَنَّ اِسْتِعْمَال الْعَتَمَة هُنَا لِمَصْلَحَةٍ وَنَفْي مَفْسَدَة لِأَنَّ الْعَرَب كَانَتْ تَسْتَعْمِل لَفْظَة الْعِشَاء فِي الْمَغْرِب ، فَلَوْ قَالَ : لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعِشَاء وَالصُّبْح لَحَمَلُوهَا عَلَى الْمَغْرِب ، فَفَسَدَ الْمَعْنَى ، وَفَاتَ الْمَطْلُوب ، فَاسْتَعْمَلَ الْعَتَمَة الَّتِي يَعْرِفُونَهَا وَلَا يَشُكُّونَ فِيهَا ، وَقَوَاعِد الشَّرْع مُتَظَاهِرَة عَلَى اِحْتِمَال أَخَفّ الْمَفْسَدَتَيْ نِ لِدَفْعِ أَعْظَمهمَا ققق
///قلت يمكن ان يجاب عن ذلك انه جاء عند الدارمي في رواية هذا الحديث قوله (ص) -: فففانه ليس من صلاة أثقل علي المنافقين من صلاة العشاء الاخر وصلاة الفجر 0000ققق ففي هذه الرواية التنصيص علي ان المراد بالعشاء هي الآخرة
رد: (1)دعوه للمشاركه :كيف نجمع بين هذبين الحديثين؟
اريد ان ابين معني قول الحافظ بن حجر في المشاركة الاولي وهي قوله
ففف، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ نُزُول الْآيَة كَانَ قَبْل الْحَدِيث الْمَذْكُور ققق
قلت الايه التي يقصدها هي قوله تعاليففف يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْك ُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)ققق سورة النور
رد: (1)دعوه للمشاركه :كيف نجمع بين هذبين الحديثين؟
ذكر هذا الاشكال الطحاوي في شرح مشكل الآثار وجمع بينهما (3/27 وما بعدها).
رد: كيف نجمع بين الحديثين: حديث ينهى عن تسمية العشاء بالعتمة وآخر يسميها كذلك؟