قيام الساعة في سورة طه الايات 14-16 بقلم فالح الحجية

في سورة طه

1
بسم الله الرحمن الرحيم



( انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري * ان الساعة اتية اكاد ا خفيبها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى * )

سورة طه الايات \14 – 16


الحمد لله \

في هذه الا يات الكريمة مناجاة لموسى عليه السلام فعندما اراد موسى عليه السلام السفر الى مصر بعد سنوات طوال استاذن عمه – والد زوجته – شعيب عليه السلام بالسفر فاذن له فسافر رفقة زوجته واصطحب معه ماعنده من متاع .. منها حمار واغنام واثاث بيته وغيرها وكان سفره في ليلة شتاء با رد قارس شديد البرودة فلما وصل الى جبل طوى في سيناء بدات على زوجته علامات الولادة فولدت له ابنا وقيل انها ولدت في ليلة الجمعة ونظرا لانشغاله بزوجته فقد تفرقت اغنامه .
في هذا الوقت وهذه الحالة السيئة تاتيه رحمة من الله تعالى واسعة فيرى من بعيد من جانب جبل الطور الايمن نارا تتقد فاخبر زوجته وان تبقى في مكانها لعله يسترشد من في النار وياتي بشهاب قبس يتدفؤن به
فلما وصل الى موقع النار نودي ( ياموسى اني انا ربك فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى * فانا اخترتك لما يوحى* انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري*) ناداه ربه ان يتخلص من بعض ادران الدنيا وهما نعلاه واسترشد من ربه تعالى انه بالوادي المقدس طوى وطوى واد في جبل الطور في سيناء واخبره الله تعالى بانه سبحانه وتعالى اختاره من بين كل الخلق واصطفاه ليكون نبيا ورسولا وعليه ان يستمع لما يوحيه اليه ربه تعالى وليعلمه الله تعالى ( انني انا الله لا اله ا لا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ) أي لايوجد اله غيرالله تعالى فهو رب السموات والارض وخالق كل شيء ومالك كل شيء وعلى موسى عليه السلام العبادة والانقياد والخضوع لربه تعالى وحده ولايشرك به احدا وان يقيم الصلاة لذكر الله تعالى أي يذكر الله تعالى عند قيامها فهي جزء من ذكرالله تعالى واساس لذكره تعالى
واخبره الله تعالى ( ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) ومجيء الساعة تعليل لاقامة العبادة لله تعالى وان الساعة لابد ان تاتي فهي كائنة حتما وفيها ان فيها مجال وسعة في الوقت في ( اكاد اخفيها ) فوقتها امتداد لقيام الخلق بالعبادة فقد اخبرالله تعالى نبيه موسى عليه السلام انها لابد اتية مستقبلا لكي يبقى قدرالايمان وايتائها المحقق ( لتجزى كل نفس بما تسعى ) وهذا هو سبب التاخير فمن عبد الله تعالى يجزيه الله تعالى الجزاء الاوفى استحق جزاءه الافضل وهو الجنة ومن خالف وابتعد عن عبادته سبحانه ابتعد عن ذكرالله تعالى و( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) وفي اتبع هواه أي سار وراء شهوته ومغريات الحياة الدنيا فيهلك فان الغفلة عن الساعة يقتضي الشقاء والهلاك في الحياة الاخرى في يوم القيامة الذي فيه الحساب والجزاء
ويتبين ان الضمير في(عنها ) يعود على الصلاة وتقديرها فلا يصدنك عن الصلاة أي عن عبادة الله تعالى والضمير في( من لايؤمن بها ) يعود الى الساعة أي من لايؤمن بالساعة أي فلا يمنعك عن الصلا ة من لايؤمن بقيام الساعة فتقع في الاثم ويلحقه الهلاك الابدي في هذا اليوم العظيم
والله تعالى اعلم

****************************** ***