صورة:
نظرَت إلى المرآة ،وتحسسَت وجهها الشاحب الممتقع،
مرَّرت يديها على شعرها المنفوش المتمرد ،لا لتهدئ من روعه ولكن في محاولة لردع بعض الخصلات المتساقطة على جبينها وردها إلى مكانها ،هناك حيث ثارت باقي أخواتها.
منذ متى لم تقف أمام المرآة لتعالج هذا القحط الذي سبَّبه الإهمال؟ شهرا ؟؟ شهرين؟؟ ربما أكثر .
تذكرَت،آخر مرة حينما كانت ذاهبة لحفل عرس أختها ،الصيف الماضي.
كانت تبدو و كأنها عروس.
كم كان زوجها سعيدا ..
مسكين، ظن أنها قد عادت إلى تلك الأيام ،حينما كانت تمضي جل وقتها في بحث عن التميز .
وما الذي ذكرها الآن بالمرآة ؟
أهو الحنين إلى لأنوثة؟
أم أنها تذكرت أجر إسعاد الزوج؟؟؟
لا هذا ولا ذاك ،وقفت فقط لتتأكد من أن منظرها على" أسوء" ما يرام ،فقد اقترب موعد رجوع زوجها..
ابتسمت ،فالأمور تسير كما خططت لها؛
لكنها سرعان ما رأت قسمات وجهها تنفرج ؛لتفصح عن جمالها فعادت للعبوس وتقطيب الجبين.
وفي عجرفة وتطاوس:
"لا أحد يستحق أن أكون سببا في جذله..لعله يعترف أنني كما أستطيع إسعاده ،أستطيع أيضا أن أجعله أتعس رجل في العالم.. "
وصورة:
نظرت إلى المائدة للتأكد من أن كل شيء على مايرام ،ثم نظرت إلى المرآة في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة.
عطر الخزامى يعم الأجواء ،والستائر الوردية تضفي على المكان طابعا رومانسيا .
تذكرت خصومتهما قبل أن يتوجه إلى عمله ،ظللت عينيها سحابة حزن عابرة لكنها سرعان ما انقشعت.
همهمت وهي تبتسم:
(لن أمكنك يا شيطان من اعتلاء المناصب .لن تكون لدى إبليس من المقربين ولن تحظ بسماع :نِعْمَ أنت"