قال الإمام الشافعي رحمه الله : ( هذا الحديث يدخل في سبعين بابا ) ؟!.
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في كتاب :
( الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية )
عند كلامه عن القاعدة الأولى :
" الأمور بمقاصدها "
المبحث الثاني :
فيما يرجع إلى هذه القاعدة من أبواب الفقه
اعلم أنه قد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدر حديث النية :
قال أبو عبيدة : ليس في أخبار النبي صلى الله عليه و سلم شيء أجمع و أغنى و أكثر فائدة منه .
و اتفق الإمام الشافعي و أحمد بن حنبل و ابن مهدي و ابن المديني و أبو داود و الدارقطني و غيرهم على أنه ثلث العلم و منهم من قال : ربعه .
ووجه البيهقي كونه ثلث العلم : بأن كسب العبد يقع بقلبه و لسانه و جوارحه .
فالنية أحد أقسامها الثلاثة و أرجحها لأنها قد تكون عبادة مستقلة و غيرها يحتاج إليها و من ثم ورد : [ نية المؤمن خير من عمله ] .
و كلام الإمام أحمد يدل على أنه أراد بكونه ثلث العلم أنه أحد القواعد الثلاث التي ترد إليها جميع الأحكام عنده ، فإنه قال : أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث :
- حديث [ الأعمال بالنية ] .
- و حديث : [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] .
- و حديث [ الحلال بين و الحرام بين ] .
و قال أبو داود : مدار السنّة على أربعة أحاديث :
- حديث " الأعمال بالنيات ".
- و حديث : " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ".
- و حديث : " الحلال بين و الحرام بين " .
- و حديث : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " .
و في لفظ عنه : يكفي الإنسان لدينه أربعة أحاديث فذكرها ، و ذكر بدل الأخير : حديث : [ لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرض لنفسه ] .
و عنه أيضا : الفقه يدور على خمسة أحاديث :
- الأعمال بالنيات .
- و الحلال بيّن .
- و لا ضرر و لا ضرار .
- و ما نهيتكم عنه فانتهوا و ما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم .
وقال الدارقطني : أصول الأحاديث أربعة :
- الأعمال بالنيات .
- و من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
- و الحلال بيّن .
- وازهد في الدنيا يحبك الله .
و حكى الخفاف من أصحابنا في كتاب الخصال عن ابن مهدي و ابن المديني : أن مدار الأحاديث على أربعة :
- الأعمال بالنيات .
- و لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث .
- و بني الإسلام على خمس .
- و البينة على المدعي و اليمين على من أنكر .
و قال ابن مهدي أيضا : حديث النية يدخل في ثلاثين بابا من العلم .
و قال الشافعي :
يدخل في سبعين بابا
.
قلت ( السيوطي ) : و هذا ذكر ما يرجع إليه من الأبواب إجمالا :
ثم ذكرها .....
يتبع بإذن الله .....
-