لماذا يتهمون المتنبي وغيره بالسرقة؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين
لستُ متخصصاً في الأدب لكني أستمتع به، وأتعلم منه كثيراً.
ولفتَ نظري نقطة أحببتُ أن أستوضحها من الخبراء والمهتمين.
أسمع أو أقرأ أن بعضهم يقول عن بيت ما: (سرقه من فلان) أو (أخذه من فلان).
وأضرب مثالاً، أبا الطيب حينما قال:
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ❊❊ إذا استوت عنده الأنوار والظلم
قيل: سرقه من البيت الفلاني و البيت الفلاني!
وأجده مثلاً في شرح البرقوقي أو في العود الهندي..
باختصار: ما العيب في هذا؟ وهل هذا يقلل من قيمة الشاعر الشعرية.
واستغربتُ ذلك، لأنني أظن أن أكثر الصور التي يتحدث عنها الشعراء تدور بينهم!
نعم! قد يأتي بعضهم بـ "بعض" الإبداعات التي لم يسبق إليها، كأبي الطيب مثلاً وغيره.
لكن ألا يعتبر هذا من الظلم للشعراء أن نحكم على إبداعه بأن ينسى كل الصور والأشعار التي قيلت قبله؟
هذا تساؤل، آمل أن أكون قد استطعتُ صياغته بشكل صحيح
سلم الله لكم الأحباب :)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد: لماذا يتهمون المتنبي وغيره بالسرقة؟!!
مصطلح "السرقة" مصطلح ينتمي الى القانون الجنائي ،وبهذه الصفة فهو ليس من مصطلحات النقد الأدبي ، صحيح أن الناقد العربي القديم استعمله بكثافة بهدف التضييق على الشعراء ومحاصرتهم، والغريب أن هذه الملاحقة كانت تتنافى مع بعض الأصول التي استوعبت عمق الابداع الشعري، قال الخليل بن أحمد الفراهيدي(الشعر ء أمراء الكلام ،يحتج بهم ولا يحتج عليهم). ان ما كان يسميه الناقد القديم سرقة وغصبا،هو ببساطة تداخل للنصوص،حيث يكون دائما قدر الشاعر اللاحق أن
يبدأ من حيث انتهى الشاعر السابق،بما يؤدي الى وقوع الحافر على الحافر، لكن دونما تكرار أو حشوأو ابتذال.