الدكتور عبد الله شحاتة .. العالم الرباني والجاذبية الدعوية
الدكتور عبد الله شحاتة .. العالم الرباني والجاذبية الدعوية
بقلم/ أحمد زكريا عبداللطيف
إن موت العالم الرباني خسارة كبيرة للعمل الإسلامي، والدعوة الإسلامية، ولا يعرف الفراغ الذي يتركه العالم، إلا بقدر الفاجعة التي تصيب الأمة برحيله، وكذلك عندما نرى أشباه العلماء يتصدرون ويتبوأون المناصب العالية، وتمتلئ بهم الساحات والقنوات، ويملأون الدنيا طحنا بلا دقيق.
عنده يعرف الناس قيمة عالم كشيخنا الأستاذ الدكتور عبد الله شحاتة - رحمه الله - داخل مصر وخارجها.
فقد تفرغ - رحمه الله - للدعوة الإسلامية، ولخدمة الإسلام في كل الميادين، بلا ضجيج ولا صوت عال، ولم يبحث عن الشهرة بل جاءته رغما عنها.
فتتلمذ على يديه أجيال عديدة من الطلاب والطالبات الذين تعلموا منه العلم الشرعي.. إلى جانب الخلق الرفيع والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
حضور وجاذبية
وامتلك الدكتور عبد الله رحمه الله القدرة على التأثير في مستمعيه ومشاهديه
من خلال البرامج الإذاعية والتليفزيونية العديدة.. حيث كان يجيب على أسئلة المشاهدين والمستمعين في القضايا التي تهم الناس في جميع مناحي الحياة.
فقد أعطاه الله قبولا بين الخلق وقدرة على التأثير في مستمعيه على اختلاف مشاربهم الثقافية.
وهذا من علامات حب الله للعبد أن يضع له القبول في الأرض كما في حديث مسلم، فكانت له كاريزما خاصة، فلم يكن يستأذن على القلوب.. بل كان يمر إليها عذبا فراتا سائغا للشاربين.
بداية الرحلة
ولد الدكتور عبد الله محمود شحاتة بمحافظة المنوفية عام 1930م، وأكمل دارسته في القاهرة حيث حاز علي ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وهي الكلية التي تشرفت بالانتساب إليها والتخرج منها والتتلمذ على أيدي علمائها الأجلاء، ومنهم الأستاذ العلم الدكتور شحاتة رحمه الله.
وحصل علي درجة الماجستير في التفسير من نفس الكلية عام 1960م، وكانت بعنوان: "الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير".
والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن عام 1968م.
داعية من طراز فريد
عمل الدكتور عبد الله شحاتة إماما وخطيبا بعد تخرجه في الجامعة ،ولا ينسى له خطبه الشهيرة في مسجد الشهداء في السويس تحت هدير المدافع وأصوات القنابل، مصاحبا للشيخ حافظ سلامة حفظه الله، والشيخ محمود علي البنا قارئا، مما بث روح الجهاد والبطولة في قلوب جنودنا البواسل.
وكان عاملا كبيرا في تثبيتهم أمام جحافل الأعداء، مما انعكس على الروح الإيمانية للجنود والقادة وأهالي السويس على العموم، بسبب الحماسة والقوة في الحق التي بثها فيهم ذلكم الشيخ الشاب وقتها.
وبعد ذلك تدرج في السلم الوظيفي في كلية دار العلوم حتى صار أستاذا للشريعة، وبعدها التحق بعدد من الجامعات العربية منها جامعة السلطان قابوس بعمان وجامعة أم القرى بالسعودية.
وكان له دور إعلامي بارز حيث قدم أكثر من برنامج تلفزيوني لتوضيح قضايا الدين الإسلامي.. من أشهرها برنامج « رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي».
كما واظب قبل أيام من تدهور حالته الصحية على كتابة باب «يوميات» بجريدة الأخبار يوم الجمعة.
كما تفرغ الدكتور عبد الله شحاتة في سنواته الأخيرة لتفسير القرآن.
كما قدم برنامجين دينيين على القناة الفضائية المصرية، منذ أواخر التسعينيات وحتى وفاته، وعرف عنه أسلوبه الهادئ والبسيط في الحديث والبعيد عن الغلو والحدة.
من أبرز مؤلفاته
"الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير".
وهو من أهم كتبه رحمه الله.
و«الليث بن سعد»
وكتابه «تفسير القرآن» والذي صدر حديثا في عدة مجلدات.
ترجمة القرآن
"الإعلام الديني والدعوة الإسلامية"
و"رؤية الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة" الذي صدر في 2001.
تفسير الآيات الكونية.
الإسلام والبيئة.
علوم الدين الإسلامي.
مع القرآن.
أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم،الهيئة المصرية العامة للكتاب1976.
تحقيق تفسير مقاتل بن سليمان:
فقد خدمه الدكتور عبد الله شحاتة قديماً قبل أن تنشر معظم كتب التفسير نشراً علمياً، وقبل أن تنهض الدراسات القرآنية وأدواتها هذه النهضة المباركة التي نشهدها اليوم .
نهاية الرحلة
وبعد رحلة مباركة من الدعوة والجهاد في سبيل هذا الدين، وبعد أن حفر عبد الله شحاتة لنفسه مكانا بين العظماء في مجال الدعوة والدراسات القرآنية، وأثرى المكتبة الإسلامية بنوادر الأسفار وروائع الدرر.. ترجل الفارس المغوار، بعد صراع مع المرض.
وكان الدكتور شحاتة قد تعرض لأزمة صحية حادة جعلته يقضي ساعات حرجة من عمره في مستشفى أحمد ماهر التعليمية بالقاهرة خاصة بعد إصابته بنزيف في جذع المخ وهبوط حاد في الدورة الدموية، إلى أن خرجت الروح الشريف إلى ربها في 9 ربيع الثاني 1423 هـالموافق 20يونيو عام 2002 ودفن في القاهرة.
فرحم الله شيخنا جزاء ما قدم.. وأخلف على الأمة خيرا.
رد: الدكتور عبد الله شحاتة .. العالم الرباني والجاذبية الدعوية
..شكر الله لك حسن تذكرك لأستاذك
ورحمه الله تعالى، فقد كان أستاذا لي..وأعرف طرفا من أفراد أسرته
وإن كنت أخالفك تماما في الكثير مما وصفته به ..
ادعو الله أن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته ..وكل علمائنا وأساتذتنا..بما سعوا جهدهم في تعليمنا
ودمتم بفضل من الله ونعمة
رد: الدكتور عبد الله شحاتة .. العالم الرباني والجاذبية الدعوية
دفن - رحمه الله- في قريته، واسمها " نادر" مركز الشهداء بمحافظة المنوفية.
أسأل الله أن يرحمه وأن يلحقنا به وهو راض عنا، وأن يحسن لنا الخواتيم.
رد: الدكتور عبد الله شحاتة .. العالم الرباني والجاذبية الدعوية
المد لله رب العالمين
كانت امي حفظها الله تتمنى وانا صغير ان اصبح مثل الدكتور عبدلله شحاته لما كان له من حسن السمت
الله يرحمه ويعامله بما هو اهله هو اهل التقوى واهل المغفره
رد: الدكتور عبد الله شحاتة .. العالم الرباني والجاذبية الدعوية