ما أثقل من يمشي على وجه الأرض وجوفه خالي من العلم جثم بنوعيه على صدره الجهل . تصيح الأرض من تحته رب أقم الساعة !
يستثقلونك إذا رأوا بين يديك كتاباً وهم الثقلاء حقاً !
مسخت الدنيا عقولهم فهم يتخبطون بها خبط عشواء . أسرتهم عادات وتقاليد قومهم ووضعتهم في الحديد وشدّت عليهم الوثاق ولم تقم لهم وزنا . صدورهم قبور لقلوبهم وليس لها قبل الممات نشور . يدّعون العلم فيناديهم من وراء الران الذي على قلوبهم :معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي !
يعجبك أحدهم في جسده وملبسه فإذا ما أطلعك على مَخْبره تود حينها لو أنك قُرِّضت بالمقاريض ولم تُرعه سمعك !
نعم قصر مزخرف لكن باطنه عدم لا عرشٌ فيه ولا علم
يطلق ضحكته الطويلة التي تكاد أن تنخلع معها روحه التي تلعنه . إذا رأيته يفتح الله لك تدبر هذه الآية وتستحضر قلبك عند قرائتها ؛ وتنصب عليك نفحات الإخلاص في الدعاء :
( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون )
شتّان بين ضيفٍ مُكثه عندك ثوانٍ معدودة يستأذنك بعدها أن يُضيِّفك برياضٍ خضراء فسيحة اتساعها ما امتد بك البصر ؛ ومن حسْبُك بمجيئه أن يولي شيطانك مدبراً خائفاً يترقّب
يسعى خلف من يعترف بفضله ( الموهوم ) ، مسكين إي والله يكدح كدحاً
بتسمين ذئبان جائعان يفسدان عليه خير ماله وتجارته !
يحضر المناسبات ؛ فيتخطى الجماعات بخفّة وعجلة فذلك كرسياً شاخصٌ لأجل أن يَبرُك عليه
فيئط وحق له ذلك ، فإنه لا يكاد أن يجاوزه قدر أنملة ؛ وإلا فلسوف تفوته هذه الأشياء جملةً واحدة :
من الأمكنة ما ارتفع ، ومن الفلاشات ما سطع ، ومن المحامد ما اجتمع
لو كان عنده حفنة علم هل ضرّه أن يجلس في طرف المجلس ؟!!
فأصحاب العلوم الشرعية وسائر العلوم الأخرى - إن حسنت النيات - عشرات المنابر
تحنّ إلى صوته ، ومئات الطلاب يعرفون له مكانته وفضله وشرفه الذي سيلحقه في قبره ..
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير )
ثم اعلم يا من أغرك الغَرور في دار الغُرور ، أن من التفوا حولك ووطئوا عقبك
سينفضون أيديهم منك ... ولن أفصِّل في هذه الجزئية فأنا أول من سيضيق بها ذرعاً ، فيا حسرةً على العباد !!
ستعرف إذا انجلى الغبار
أفرس تحتك أم حمار
وثمة فائدة أود إخبارك بها ؛ وأرجوا أن تعزوها لصاحبها فإن ذلك من بركة العلم
ألا وهو ( التاريخ ) ...
تيقّن يا أخي أن شهوتك الخفية ستدبوا وإن حاولت كبحها وستر مفضوحها
ذلك أن عامة الناس يكشفون مخبؤك بقرائن دالة عليها . فضلاً عن أولياء الله في أرضه الذين يجسّون قلوب الخلق ويشامونها ، فيعرفون ما فيها بنور وصحة فراسة
( إن في ذلك لآيات للمتوسمين )
فلئن سحرت أعين الناس بالأنشطة ( الجوارحيّة ) ، وقلوبهم ببيان يعجز قلمي عن وصفه ؛ فإن عصا الحق ستلقف ماتصنع إذ أنه لا يفلح الساحر حيث أتى !
وليعذرني القاريء الكريم ، قد أكون مزجت صفات وأحوال شتّى بعضها ببعض وألبستها ذلك الشخص
وربما الأمر يكون كذلك فلا تناقض ولا تعارض !!
ثم إن ما كتبته بالأعلى هو من باب العام المخصوص ، ورحم الله الإمام مالك حين قال : وأرجوا أن يكون كلانا
على خير !!!
اللهم نعوذ بك من قول الزور والبهتان ، ومن تزكية أنفسنا بالإيمان