رد: نعَمْ إذ تمشَّت زيْنب
وقد أوردَ الإمامُ الشاطبي - رحِمه الله - البيتَ وما بعده في الباب مورد الغزَل.
وفي حين توقَّف الإمام أبو شامة عن إيراد مقترحات أخرى للبيت، واكتفى بأن قال: وحيث تغزَّل عنى واحدة من نساء أهل الجنة على ما هو لائق بحاله، رضي الله عنه.
وكذلك قال الإمام شعلة: ومعناه اللغوي: مشت حوراء مسماة بزينب من صفتها أن غلب جمالها ودلالها رفيع جمال غيرها ...
نَرى الإمام السيوطي - رحمه الله - في شرحه يَقترح بديلا لطريقة الإمام الشاطبي، فيقول: ولو قال المصنِّف بدل الأبيات:
وأحرف (إذ) مجموع [صد تجز] ستة * * * فأدغمها فيها هشام وذو العلا
وفي الدال مز والدال والتاء ضف وفي * * * سوى الجيم خلاد الكسائي أدخلا
لكان أبين وأخصر.
أقول: هكذا ورد بيتَا السيوطي في شرحه في الطبعتين؛ تحقيق مكتب قرطبة ص 106، 107 وفيه: والتاء والدال.
وتحقيق الشثري والعمر ص 123.
ولا أدري هل الشطر الأوَّل هكذا صحيح أم لا؟!
فإنَّ [صد تجز] خمسة أحرف، وينقصها السين، فهل قصد السيوطي إدخال السين من (ستة) معها ليكتمل العدد، ويكون قوله (ستة) قرينة .... أم أنَّ ذلك خطأ منه أو من التحقيق؟! والله أعلم.
وقد جمعت الأحرف الستة في بيتٍ من نظمي، فقلت:
فلا تذكرَنْ يا صاحِ زيْنبَهُ وخُذْ * * * تَجِدْ مع ثلاثيِّ الصفير حروفَ إذْ
رد: نعَمْ إذ تمشَّت زيْنب
وقال الإمام الشاطبي - رحمه الله - في الأحرف التي وقع الاختلاف فيها مع (قد)، من حيث الإظهارُ والإدغام:
وقَد سحَبتْ ذيْلاً ضَفَا ظَلَّ زَرْنَبٌ /// /// /// جلَتْهُ صَبَاهُ شائِقًا ومعلَّلا
وهي ثمانية أحرف:
السين - الذال - الضاد - الظاء - الزاي - الجيم - الصاد - الشين
أو هي حروف الصفير [الزاي والسين والصاد] + الجيم ، الذال ، الشين ، الضاد ، الظاء.
وقال السيوطي:
"ولو قال المصنف بدل الأبيات:
وأحرفُ قدْ جيمٌ وذالٌ وزايُها * * * وظاءٌ وشينُ الضَّادُ واثْنانِ أُهْمِلا
فأظهَر قالونٌ ومكٌّ وعاصمٌ * * * وفي ضادِها والظَّا فقطْ ورشٌ ادْخَلا
وفي ذيْنِ والذَّال ابنُ ذكوانَ واخْتُلِفْ * * * بزايٍ وفي صادٍ هشامُهُمُ جَلا
لكان أوضح وأخصر" انتهى.
ثمَّ إنّي أكملتُ على البيت الذي ذكرته في حروف (إذ) فصار البيتان:
فلا تذْكُرَنْ يا صاحِ زيْنبَهُ وخُذْ * * * تَجِدْ مع ثلاثيِّ الصفير حروفَ إذْ
وقيِّدْ بِـ ذَمّ الظُّلم ضِفْ جَائعًا شَهِدْ * * * وتلكَ ثمانٍ بالصَّفير حروفَ قَدْ