بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القهار خالق الجنة والنار يصرف الأمر يقدر الأقدار
و أصلي وأسلم على النبي المختار من بشر بالجنة وأنذر من النار
عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار ومن مشى في دربه ومن سار لينال عقبى الدار..
ان اعظم مايحيل الانسان عن الحق ويحيد عنه هـــــــو كثرة مخالطة الباطل حسا ومعنى،بلا معرفة مسبقة بالحق محكمة وكما جاء في الاثر:كثرة النظر في الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.
ولهذا جاءت النصوص في الوحيين بالتحذير من الخوض في الباطل وادامه النظر فيه او الجلوس بين المبطليين،بل وحتى من يثير شبهات في دين الاسلام كما هو حال البعض قال تعالى:((فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره))النساء 140،لان القلب يشرب الفكرة والراي شيئا فشيئا حتى تستحكم منه لذا قال الله تعالى مبينا المآل:((انكم اذا مثلهم))النساء140ا حالكم سيكون كحالهموهذا سبب اكثر الانحراف في البشر لذا قال المشركون لما سئلوا :((ماسلككم في سقر ))المدثر42قالوا:(( كنا نخوض مع الخائضين))المدثر 45وروى احمد عن ابن مسعود قال :اكثر الناس خطايا اكثرهم خوضا في الباطل.
لقد رايت من يكثر مطالعه الباطل اكثر من الحق ككتابات الصحف ومقالات ولقاءات اعلاميه وغيرها ويوغل فيها تذهب بمعرفة الحق من قلبه من حيث لا يشعر ،فالعقل والنقل يـــدل على انه مامن فكرة او عقيده ولو كانت موغلة في البشر الا ولها قبول ولو كان كامنآ دقيقا في النفوس،وربما لاتدركه النفوس لدقته واضمحلاله يخفيها تارة غلبة علية القناعه بغيرها او عدم اشتغال الفكر بها او كثرة ورود النواقض لها امام البصر والسمع فيطفي جذوتها في النفس فيظن الانسان انه لاقبول له بغير ماورد اليه ويحييها في النفس عكس ذلك ،فتحيا وتنمو شيئا فشيئا،وقد يرد عليها مايجعلها تخبو من دوافع احيـــــــاء غيرها وتتدافع تدافع الحياة والموت في الفكر والعقيدة والغلبة للاغلب،ولهذا جاء في الشريعه ان النفس لا تؤاخذ بما تحدث به نفسها حتى تتكلم او تعمل.
وهذا سبب خطاب جميع البشر على السواء بانواع المحرمات ولوكانت تنفر من الطباع كالشذوذ الجنسي والقتل بلا حق والغش والسرقة غيرها لوجود جذوة كامنة لها خوفا من وارد نادر يحييها وهــــــــذا لكمال الشريعة الاسلامية واستيعابها وحياطتها
والله اعلم
هذا ماتيسر ايراده فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
اختكم في الله :طالبة فقه
المملكة العربية السعودية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته