اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوزكرياالمهاجر
اقتباس:
1- قال عبدالله بن وهب في جامعه (140/الثاني من التفسير): أخبرنا عبدالله بن عياش [و]أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، أنه جاء إليه رجلٌ فسأله... قال أبو معاوية: فسألتُه عن ذلك؛ ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟ فقال: (أما امرأة لوط؛ فكانت تدلُّ على الأضياف، وأما امرأة نوح؛ فلا علم لي بها).
وأبو معاوية البجلي هو عمار الدهني.
أما هذا الأثر فليس فيه ذكر بالتصريح بالسماع فلا حجة فيه
غفر الله لك، ولمَ أوردتُه أصلاً وصدَّرته بأنه "صرَّح به" ما دام كذلك؟
وهل السماع لا يثبت إلا بلفظ التصريح بالسماع؟
هذا من الجمود -وفقك الله-، والسماع يثبت ولو بغير لفظه مما يَدُلُّ عليه.
ولا شك أن قول الراوي: "سألت فلانًا"، ثم نقله جواب ذلك الشيخ= سماعٌ صريح، بل لعله أوضح في السماع من بعض الصيغ الصريحة!
وقد أشرت إلى هذا في قولي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
والثاني منها أظهرها في الصحة، وهو أوضحها في السماع، لأن فيه حوارًا بين عمار وسعيد، لا سؤالاً فحسب.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوزكرياالمهاجر
وأما هذان
اقتباس:
2- قال عبدالرزاق -في مصنفه (14160)-: أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألتُ سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان؟ فقال: (كَرِهَه ابن مسعود)، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: (إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كَسَرَها).
3- وقال الطبري -في تفسيره (12/430)-: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا الثوري وابن عيينة...، قال ابن عيينة: وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك؟ فقال: (كان ابنَ نوح، إن الله لا يكذب).
قدأورد عليهما الشيخ عبد الرحمن الفقيه اشكالا هو :
أنهما من طريق ابن عيينة ويشكل عليه ما ورد في العلل لعبدالله بن أحمد عن أبيه تدل على أن رواية سفيان بن عيينة عن عمار الدهني من كتاب أرسله إبراهيم بن عرعرة لسفيان
ففي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص433
ذكر لأبي أن ابن عيينة قال ألقي إلي كتاب إن حدثت به قتلناك يعني حديث عمار الدهني في بني ناجية قال أبي يقال أن إبراهيم بن عرعرة كتب بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة.
وإبراهيم بن عرعرة على ثقته إلا أن الإمام أحمد أنكر عليه بعض السماعات
جاء في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1/ص182
قال محمد بن عبيد الله كنت عند أحمد بن حنبل فقيل له ان ابن عرعرة يحدث فقال اف لا يبالون عمن كتيوا
وقال الأترم قلت لأبي عبد الله تحفظ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة فقال كتبوه من كتاب معاذ ولم يسمعوه فقلت إبراهيم بن محمد بن عرعرة يزعم انه سمعه فتغير وجه أحمد ونفض يده وقال كذب وزور ما سمعوه منه واستعظم ذلك.
قال ابن المديني روى قتادة حديثا غريبا تفرد به هشام عنه حدثنا أبو حسان عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة ما اقام قال على فنسخته من كتاب معاذ بن هشام وهو حاضر ولم اسمعه منه فقال لي معاذ هات حتى اقراه قلت دعه اليوم قال الخطيب فما الذى يمنع ان يكون ابن عرعرة سمعه من معاذ
وقد قال أبو حاتم صدوق وقال ابن معين مشهور بالطلب لكنه يفسد نفسه يدخل في كل شئ )انتهى.
فاحتمال كون رواية سفيان بن عيينة من كتاب أرسله له تلميذة إبراهيم بن عرعرة وارد ، ولذلك تجد رواية ابن عيينة عن عمار الدهني بالعنعنة أو الإخبار .فما قولك في هذا ؟
أولاً: لم أقف على كلام الشيخ الفقيه وكلام غيره إلا اللحظة، وكنت حال بحثي في المسألة أعلاه أجزم أني وقفت عليها مبحوثة، لكني ما استطعت تذكر موضع ذلك، والله المستعان.
ثانيًا: سماع سفيان بن عيينة من عمار الدهني ثابتٌ بألفاظ مختلفة:
قال ابن عيينة: (رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم علي -رضي الله عنه-...، فقال عمار: لم يحرقهم...)، وفي لفظ: ساق ابن عيينة حديث أيوب مصرِّحًا فيه بالسماع منه، ثم قال: (فقال عمار الدهني -وهو في المجلس؛ مجلس عمرو بن دينار؛ وأيوب يحدث بهذا الحديث-: إن عليًّا لم يحرقهم...)، أخرجه الحميدي (533)، والبيهقي (9/71) من طريق محمد بن عباد؛ كلاهما (الحميدي، ومحمد بن عباد) عن سفيان.
وهذا بعيدٌ عن احتمالات تغيير الصيغ، والتجوُّز في ذكر الإخبار، وهو صريحٌ في لقاء ابن عيينة لعمار، وحضوره المجلس الذي حضره، وسماعه إياه.
بل قد صرَّح به سفيان بن عيينة تصريحًا بلفظه، فأخرج يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/670) حديثًا عن الحميدي، عن سفيان، عن عمار، ثم نقل عن سفيان قولَه: (
جالستُ عمارًا سنة ثلاث وعشرين ومئة عند عمرو بن دينار).
ثم قد أخرج ابن المبارك في الزهد (335/زوائد نعيم) -ومن طريق ابن المبارك: البغوي في شرح السنة (15/248)- عن سفيان، عن عمار الدهني؛ أنه
حَدَّثه عن عطية العوفي...
وأخرج الحميدي عن سفيان حديثين في مسنده (290، 488) يقول فيهما: (ثنا عمار الدهني...)، وفي أولهما قال سفيان: (لم نجدهُ عند غيره)؛ يعني: هذا الحديث الذي رواه عنه، وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (1369/السفر الثالث)، وقال فيه: (ولم نجده هاهنا بمكة) يعني: الحديث.
وأخرج يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/16) عن الحميدي حديثًا آخر قال فيه: (حدثنا عمار الدهني...).
وأخرج فيها (2/670) عن الحميدي، عن سفيان، قال: (حدثنا عمار الدهني...)، قال الحميدي: وربما قال سفيان فيه: (
سمعت عمارًا).
وأخرج يعقوب أيضًا (2/552) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/439)- عن الحميدي، عن سفيان، قال: (
سمعت عمار الدهني...).
وأخرج الفاكهي من طريقه (499) قال: (ثنا عمار الدهني...).
وأخرج ابن البختري في مجلسين من إملائه (20) وفي الرابع من حديثه (165) عن سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: (حدثنا عمار الدهني...).
وأخرج الطبراني في الأوسط (9473) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: (نا سفيان، نا عمار الدهني...).
وهذا بعضٌ من كُلٍّ، ولم أُرِد الاستقصاء.
ولا شك أن بعضَ هذا يَثبُت بِه السماعُ على أشَدِّ المذاهب في إثباته، فكيف بأخَفِّها؟
وأما الحكاية المنقولة في الكتاب الملقي إلى سفيان بن عيينة، فليس فيها ما يُشكل على هذا البتة، وإنما وقع الخطأ في فهمها على وجهها.
وهذه هي بشكل يوضِّح المراد منها:
قال عبدالله بن أحمد: ذُكر لأبي أن ابنَ عيينة قال: (أُلقِيَ إليَّ كتابٌ: "إن حَدَّثتَ بِهِ قَتَلناك"؛ يعني: حديث عمار الدهني في بني ناجية). قال أبي: (يُقال: إن إبراهيم بن عرعرة كَتَبَ بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة).
فمعنى كلام ابن عيينة: أنه وصل إليه كتابٌ مفادُهُ ومضمونُه: أنه إنْ حَدَّث بحديث عمار الدهني في بني ناجية؛ فإنهم سيقتلونه.
وحديث عمار في بني ناجية مشهور، وقد كان ابن عيينة أسنده، فأخرجه عبدالرزاق في المصنف (18715)، قال: (أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: بعث عليٌّ معقلَ السلمي إلى بني ناجية، فوجدهم ثلاثة أصناف: صنف كانوا نصارى فأسلموا، وصنف ثبتوا على النصرانية، وصنف أسلموا ثم رجعوا عن الإسلام إلى النصرانية، فجعل بينه وبين أصحابه علامةً إذا رأيتموها فضعوا السلاح في الصنف الذين أسلموا ثم رجعوا عن الإسلام، فأراهم العلامة، فوضعوا السلاح فيهم، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم...).
وقد رواه غيرُ عبدالرزاق عن ابن عيينة، وغيرُ ابن عيينة عن عمار الدهني.
ولعل السبب الباعث لتهديد ابن عيينة عن التحديث بهذا: أن فيه أن عليًّا -رضي الله عنه- سبى السبايا من بني ناجية، وهذا طعنٌ فيهم، وربما أثَّر في أنسابهم، والله أعلم.
وإبراهيم بن عرعرة من بني ناجية (وهم بنو سامة بن لؤي)؛ فلا يبعد أنه كتب بهذا إلى ابن عيينة، إلا أن الإمام أحمد -رحمه الله- احتاط عن هذا الاتّهام بتمريضه القول به، ونسبته إلى غيره.
وهذا التفسير واضحٌ جدًّا في بيان المراد من النص الذي في العلل برواية عبدالله، وأما فهم أن رواية سفيان بن عيينة عن عمار الدهني من كتابٍ لابن عرعرة؛ فبعيد، ويورث إشكالاتٍ واضطرابًا في أصل النص.
وعليه؛ فالتطويل في حال إبراهيم بن عرعرة ليس هذا مكانه، وليس له مدخل هنا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوزكرياالمهاجر
إذا أضفت إلى ذلك نفي الامام أحمد لسماعه منه
أما هذا؛ فهو -في نظري- بعيد، وانفراد العلائي به فيه نظر، وأظنه أخذه من ورود القصة في كتاب العلل عن الإمام أحمد.
ولو كان للإمام أحمد كلام لأبرزه الأئمة في مواضعه، خاصة الناقلون عنه، وأخص: عبدالله بن أحمد لما ساق قصة أبي بكر بن عياش مع عمار الدهني.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوزكرياالمهاجر
وكذلك القصة التي فيها نفيه للسماع لم يفهم الامام أحمد منها هذا بل اعتمد عليها في نفي السماع مطلقا
تلك القصة لم يروِها أحمد، بل ابنه عبدالله، ولم ينقل لأبيه تعليقًا عليها.
وسبق أن في الجزم بنفي أحمد للسماع نظرًا، فضلاً عن الجزم بكونه اعتمد على تلك القصة في نَفيِه للسماع.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوزكرياالمهاجر
بالاضافة الى أن هذا التأويل يتمضن كذب عمار على أبي بكر بن عياش وهذا فيه ما فيه
قد تبيَّن عُذرُه في نَفيِه السماع، والأمر غير منحصر في الكذب.
والله أعلم.