في نظري ان هذا هو الذي جعله شيخ الاسلام بعد الصبر واليقين

قال ابن القيم :الجود بالعلم وبذله هو من اعلى مراتب الجود ؛والجود به افضل من الجود بالمال لان العلم اشرف من المال؛
والناس في الجود به على مراتب متفاوتة وقد اقتضت حكمة الله وتقديره النافذ ان لا ينفع به بخيلا ابدا ؛ ومن الجود به ان تبذله لمن يسألك
عنه بل تطرحه عليه طرحا ؛ ومن الجود بالعلم ان السائل اذا سألك عن مسألة استقصيت له جوابها جوابا شافيا لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به الضروره
كما كان بعضهم يكتب في جواب الفتيا (نعم ) أو (لا) مقتصرا عليها .
ولقد شاهدت من شيخ الاسلام ابن تيمية في ذلك امرا عجيبا كان اذا سئل عن مسألة حكمية
ذكر في جوابها مذاهب الامة الاربعة اذا قدر ومأخذ الخلاف وترجيح القول الراجح وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون انفع للسائل من مسألته فيكون فرحه بتلك المتعلقات
واللوازم اعظم من فرحه بمسألته .

ما شاء الله! نقل حسن جدا من مدارج السالكين لابن القيم (2/293-294 ط الفقي)، وما كان يفعله شيخ الإسلام هو ما يسمى في علم البلاغة: جواب الحكيم، نفع الله بكم!