من همّ ( الدين ) .. إلى همّ ( الدنيا ) ..وليس من شك في أنه لا مشاحة في الإصطلاح ، بيد أن إهمال المصطلحات الشرعية والاستعاضة عنها بهذه المصطلحات المحملة بالمعاني الصحيحة والفاسدة هو الذي يدفعنا إلى أن نتحفظ على هذه المصطلحات ونرفضها في بعض الأحايين .ثمة مصطلحات كثيرة بات يتداولها الكتاب وتتناقلها أجهزة الإعلام وألسنة العامة ، وهي ما بين مصطلح معقّد وآخر في منتهى السلاسة والوضوح .
ولعل من المصطلحات الحادثة والتي بات يتداولها حتى ( الشرعيون ) من مثل : الفكر ، والثقافة ، والمفكر ، والمثقف ، والحضارة ، والمدنية ، والتقدم ، والتخلف ، وسوها من مصطلحات كثيرة .
وفي الساحة الدعوية المحلية أسماء لامعة قد كانت تعرف بالدعوة إلى الإسلام ومبادئه ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتعزز الجانب الشرعي حين يضعف في طائفة من هذه الأمة نراها هجرت هذا الميدان ، وتراجعت عن هذا الهم ( الهم الديني ) إلى ( الهم الدنيوي ) ، أو ما يسميه بعضهم ( الهم الحضاري ! ) .
لقد هُجِر همُّ ( إنكار المنكر ، ونشر السنن النبوية ، وتعليم الأحكام ، والدعوة إلى الله ) إلى هم ( إشكاليات النهضة ، وبنية التخلف ، وثقافة التعايش ، والبعث الحضاري ) .
لستُ هنا أقلل من بناء الدنيا بما يكفل تحقيق الدين ، ولكني أعتب على انهماك الداعية إلى الله ببناء الدنيا بهذه الصورة التي نشاهدها في ساحة الدعوة اليوم .