إلى متى هذا التشرذم أيها العاملون للإسلام
في ظل الأزمات التي تعيشها الحركات الإسلامية والتشرذم الذي تعرفه الصفوف وفي عز الضيق الذي انتابني لحال حملة المشروع الإسلامي الذين كنا بعواطفنا نترقب عطاءاتهم للمجتمع عثرت على هذه الكلمات التي تعايش الواقع من فكر داعية إسلامية عايشت هذا النوع من الخلافات ، فأردت أن أضعها بين يدي المهتمين بهذا الشأن للإسهام من خلال مناقشات مستضيفة في تحليل الظاهرة .
خاطرة من وحي صراع العاملين للإسلام
عجبت لهؤلاء الذين تسموا بأسماء مختلفة ، ورفعوا شعارات مختلفة للعمل الإسلامي ، ثم لم يتقوا الله في المسلمين ، ولم يكفوا عن عبثهم بأعراض بعضهم بعضا من خلال الشعارات والأسماء! ! ! عجبت لهؤلاء كيف لا يفكرون بما هي عليه أحوالهم الذاتية ، من تدهور و إهمال وانكفاء ، وبما هي عليه أحوال أمتهم من ارتكاس وذل وتخلف !
إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات ، ومهما اختلفت الواجهات ، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس ، والاتهامات التي لا غرض من ورائها إلا إثارة الفتن والعداوة والبغضاء وتعميق الخلاف.
إن العمل الإسلامي ساحة واسعة، تستوعب ضمن حدودها كل مخلص ، لديه من صفاء البصيرة ما يمكنه من العمل دون
أن يرى كل عامل معه خصما له ، ودون أن تحمله الأنانية ووسوسة الشيطان على الانشغال بمعارك جانبية سخيفة مع إخوانه عن عدو يتهدد الساحة كلها بما فيها.
أعجب لامرىء مسلم ملتزم بالإسلام،لا يفهم من الأخوة في الله إلا أن يكون الطرف الآخر عضوا في جماعته وحركته
فإن لم يكن كذلك انقلب عدوا لدودا له ، ولو جاء الآخر بالمعجزات ليدلل له على حبه له في الله وثقته به وطمعه في أخوته !
لا بأس من اختلاف أطر العمل الإسلامي ، ولا بأس أن يختلف تصورنا عن وسائل العمل ما دام العمل لله .
ولا بأس أن تتفرق بنا الطرق ما دام هدفنا واحدا، لا بأس أن يستقل كل منا بأسلوبه في الدعوة إلى الله ، لا بأس ، ولكن البأس كل البأس ، والمصيبة كل المصيبة في اقتتال الإخوة، واختلافهم الشديد
فهذه دعوة يرفعها إبليس ليزرع بين الذين قل إيمانهم وساءت أخلاقهم العداوة والبغضاء ليصدهم عن سبيل الله ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
كان نقد القيادات ، والتعبير عن الرأي ، والقول بالحق فيما مضى نصرة للحق ، وتعزيزا لوضع الجماعة، ورفعا لشأن الإنسان المسلم ، واحتراما لآراء الأفراد . . . حتى قال عمر : و ا"لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فينا إن لم نسمعها و حمد الله على أن جعل في رعيته من يقوم اعوجاج عمر. . و عمر هو عمر! فأصبحنا اليوم وقول كلمة الحق مدمر لوحدة الصف !! ومفكك لأواصر الأخوة !! ومزلزل لوضع القيادات ! ومكروه منكر من قبل القائمين على الجماعات الإسلامية! ! ! ما تكاد تقول كلمة حق أو نقد أو تكتب شيئا تعبر فيه عن رأيك حتى يلحقوا اسمك بأسماء المنشقين المخربين في الصف الإسلامي وربما حذروك حذرهم من الداء الأصفر، وربما آذوك في نفسك إيذاء بليغا، وربما كلموك حتى جعلوك تشعر بالذنب لأنك أقدمت على القول بما ترى
وربما ألجؤوك إلى التقاعس عن تصحيح الخطأ وزينوا لك أن ما تفعله إثم عظيم وإساءة لإخوانك من القياديين !
عجبا لجماعات إسلامية هذه حالها يخاف المسئولون فيها على مواقع مسئولياتهم ، أشد من خوفهم على مصير الجماعة، وتذبذب شخصيات أفرادها، وسوء حاضرها ومستقبلها وهي ترتجي أفرادا عاجزين عن عمل أي شيء حتى لو كان قول كلمة حق ! ! !
اللهم أعطنا قوة نواجه بها النفس والشيطان ، وثباتا للاستمرار في مواقع الجهاد
اللهم هب لنا من لدنك صبرا و مصابرة، واجعلنا من جندك المخلصين الذين لا يركعون أمام المحن . اللهم ارزقنا الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدء بأنفسنا في ذلك كله . وارزقنا الشدة في الحق ، ولو على أنفسنا، والغضب لك ، والخوف منك في السر وفي العلن .
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
رد: إلى متى هذا التشرذم أيها العاملون للإسلام
بسم الله الرحمان الرحيم
عجبت لهذا القول:
إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات ، ومهما اختلفت الواجهات ، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس ، والاتهامات التي لا غرض من ورائها إلا إثارة الفتن والعداوة والبغضاء وتعميق الخلاف.
إن العمل الإسلامي ساحة واسعة، تستوعب ضمن حدودها كل مخلص ، لديه من صفاء البصيرة ما يمكنه من العمل دون
أن يرى كل عامل معه خصما له ، ودون أن تحمله الأنانية ووسوسة الشيطان على الانشغال بمعارك جانبية سخيفة مع إخوانه عن عدو يتهدد الساحة كلها بما فيها.
أعجب لامرىء مسلم ملتزم بالإسلام،لا يفهم من الأخوة في الله إلا أن يكون الطرف الآخر عضوا في جماعته وحركته
فإن لم يكن كذلك انقلب عدوا لدودا له ، ولو جاء الآخر بالمعجزات ليدلل له على حبه له في الله وثقته به وطمعه في أخوته !
لا بأس من اختلاف أطر العمل الإسلامي ، ولا بأس أن يختلف تصورنا عن وسائل العمل ما دام العمل لله .
ولا بأس أن تتفرق بنا الطرق ما دام هدفنا واحدا، لا بأس أن يستقل كل منا بأسلوبه في الدعوة إلى الله ، لا بأس ، ولكن البأس كل البأس ، والمصيبة كل المصيبة في اقتتال الإخوة، واختلافهم الشديد
فهذه دعوة يرفعها إبليس ليزرع بين الذين قل إيمانهم وساءت أخلاقهم العداوة والبغضاء ليصدهم عن سبيل الله ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
أقول:
الاختلاف كائن ويكون إلى يوم القيامة.
ودوائه ما اخبر به النبي صلى الله علي وسلم{ فعليكم بسنتي.....}.
أما :** إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات ، ومهما اختلفت الواجهات ، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس**
فهذا خطأ لوجوه:
01: قوله تعالى: { واعتصموا بحبل الله تعالى ولا تفرقوا}، فقد أمرنا الله بالاعتصام بحبل الله مع عدم الفرقة، ولم يقل سبحانه: اعتصموا ولا تتفرقوا مهما تعددت الرايات ، ومهما اختلفت الواجهات .
والصحيح :
أن من أعظم أسباب ضعف الأمة وهوانها وذهاب ريحها وضعف شوكتها: الإختلاف.
فكما أن الإجتماع قوة، فكذلك الفرقة ضعف، ولهذا نهانا الله عز وجل عن التنازع والإختلاف، قال تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. التوبة.
ومرجع الخلاف كله هو ترك إتباع الدليل والتعصب لأقوال وآراء الرجال بالجهل.
فلوحدة الصف واجتماع الكلمة لابد من القضاء على الخلاف، وهذا لا يكون إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، لأن دواء الفرقة والإختلاف هو اتباع السنة كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم في حديث العرباض ابن سارية الطويل: {... فإته من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين...}.
قال الحافظ ابن رجب:
<< هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بما وقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأفعال والأقوال والاعتقادات،وهذ ا موقف لما روى عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة وأنها كلها في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كان عليه وأصحابه، ولذلك في هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والسنة هي الطريق المسلوك، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدين من الاعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديما لا يطلقون اسم السنَة إلا على ما يشمل ذلك كله >>.
ولهذا لابد من التكلم عن التوحيد والسنة وأهميتهما، والشرك والبدعة وخطرهما حتى يرجع الناس إلى ذلك المورد العذب الزلال(وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلموأصحابه رضي الله عنهم)، وأول شيء علينا أن نبدأ به هو تصحيح عقائد الناس ، لأن قبول وحبوط الأعمال متوقف عليه، قال تعالى : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) 75 آل عمران ، وقال سبحانه: (ولقد أوحي إليك وإلى اللذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكنّن من الخاسرين) 65 الزمر .*
فإذا كان الله خلقنا لعبادته، وأنزل كتبه وأرسل رسله لدعوة الناس إلى توحيده، وجعل دخول الجنة والنار متوقف على ذلك.
فلماذا يدعوا المسلمون اليوم إلى الأحزاب السياسية، أو الطوائف البدعية، وينسون أو يتناسّون أن الحكمة من خلقهم وإرسال الرسل إليهم، هو الدعوة إلى عبادته وحده سبحانه.
وإن من عرف الحق يعز عليه أن يراه مهانا، فالناس اليوم تدعوا إلى كل شيئ (الحزبية_القومية _حرية المرأة_الرجوع إلى عبادة الأضرحة_الإختلا _وأنواع أُخرى من البلايا والخزايا لا يعلمها إلا الله)، سوى التوحيد (إلا من رحم ربك وقليل ما هم).
فعلى كل من له منبرا وأراد أن يكون من أتباع الحق فعليه أن يدعوا إلى ما كانت تدعوا إليه الرسل أولا.
فليس أحد أعلم بالله من رسوله، وليس هناك من هو أعرف برسول الله من صحابته رضي الله عنهم.
قال الفوزان﴿الإرشاد﴾ :
** فعقيدة المسلم هي أعز شيء عنده، فعليه أن يحرص على تجنب ما يسيء إليها أو ما يمسها من الشركيات والخرفات والبدع لتبقى صافية مضيئة، ولا يكون ذلك إلا بالالتزام بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة **.
فمن أراد الفلاح والنجاح فعليه باتباع منهاج الرسول وأصحابه، لا بمخالفتهم واتباع غيرهم فإنهم لن يغنوا عنهم من غذاب الله شيئا.
قال تعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115)} النساء.
قال الإمام الطبري:
<< {وَمَنْ يُشاقِق الرّسُولَ}: ومن يباين الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم معاديا له, فيفارقه على العداوة له¹ {مِنْ بَعْدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدَى} يعني: من بعد ما تبين له أن رسول الله, وأن ما جاء به من عند الله يهدى إلى الحقّ, وإلى طريق مستقيم. {وَيَتّبِعْ غيرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ} يقول: ويتبع طريقا غير طريق أهل التصديق, ويسلك منهاجا غير منهاجهم, وذلك هو الكفر بالله, لأن الكفر بالله ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم. {نُوَلّهِ ما تَوَلىّ} يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام, وهي لا تغنيه ولا تدفع عنه من عذاب الله شيئا ولا تنفعه >>.
ولهذا كان لزاما على كل من أراد التمسك بهذا الدين في كل صغيرة و كبيرة أن يرجع إلى ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة وفقه ومنهاج ،كيف لا ورب العزة زكاهم من فوق سبع سموات قال تعالى: { رضي الله عنهم ورضوا عنه } ( المائدة119 ).
ولقد أخطأ من ظن أن ذلك يكون بالتساهل والتسامح في قواعد الدين.
حتى صار كثير من الناس، إذا قيل له لما لا تعفي اللحية ،أو لما لا تلبس القميص؟ يقول لك متهاونا في ذلك، هذه سنة فقط ،أي أنه صار الإقتداء بالنبي عندهم ليس من الأولويات، ولكن التشبه باليهود والنصارى صار من الضروريات.
ولأن التمسك بالأول هو من التخلف، ولكن التمسك بالثاني هو من التقدم.
فمثل هذا الكلام ليس هو الاجتماع على الدين،و إنما هو الاجتماع على هدم الدين.
ولقد أخطأ أيضا كثير من الناس لما ظنوا أن سبب ضعف الأمة هو بسبب ضعف الحكام !!!
وإن كان في الحقيقة هو واحد من الأسباب الكثيرة، ولكن يبقى السبب الحقيقي هو البعد عن دين الله، قال عمر رضي الله عنه:
<< كنا قوم أذلة فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله >>.
فلما ابتغينا العزة في غيره حدث لنا ما حدث.
فبعد أن كانت الأمة منارة يهتدى بها في العلم والتقدم والأخلاق والقيم، أصبحت الأمة اليوم وللأسف تتسول على موائد اليهود والنصارى ترضى بالفتات.
فيجب علينا أن نكون كما كان، وعلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم،
فلا يكون الاجتماع على الدين إلا بالتصفية والتربية .
أي تصفيته من البدع والشركيات التي أدخلت فيه، وتربية الناس على ذلك الدين المصفى.
قال الإمام مالك رحمه الله:
<< لن يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله >>.
فأول شيء ينبغي البدء به هو تصحيح عقائد الناس، ومحاربة الشرك بكل أنواعه، ولا يكون ذلك إلا بتعلم التوحيد والدعوة إليه، و نشر السنة ومحاربة البدع بكل أصنافها، وهذا هو المعنى الحقيقي للتصفية والتربية.
فطريق العز لا يكون بالاجتماع فقط، وإنما بالاجتماع على الحق، ولهذا لا بد من الرجوع الى التوحيد
التوحيد أولا يا دعاة الإسلام.
قال الشيخ الفوزان حفظه الله:
*فلّما كان توضيح العقيدة الصحيحة والدعوة إليها هو أهم الأمور وآكد الواجبات، لأنها الأساس الذي تبنى عليه صحة أعمال وقبولها ، ولهذا كان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واهتمام أتباعهم بإصلاح العقيدة، أولا عما يناقضها أو ينقصها، وكان نصيب الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم واهتمامه النصيب الأكبر، فقد مكث في مكة ثلاثة عشرة سنة يدعوا إلى التوحيد وإصلاح العقيدة.،ولما فتح مكة كان أول شيء بدأ به هدم الأصنام والقضاء عليها.*
ولا يكون ذلك (أي تصحيح عقائد الناس) إلا بشرطين :
01: بتعلم العقيدة الصحيحة.
02: الدعوة إليها.
تعلم العقيدة الصحيحة:
فتصحيح عقائد الناس هو أساس دعوة الرسل عليهم السلام، فيجب على الداعي إلى الله أن يتعلمها وأن يحفظها مما أدخله الناس فيها.
قال الفوزان﴿الإرشاد﴾ :
<< فالعقيدة السليمة هي التي جاء بها الرسل، فمن تمسك بها كان على الحق.
أما من خالفها يكون متمسكا بالأوهام والباطل، فماذا بعد الحق إلا الضلال، قال تعالى: { ذلك بأن الله هو الحق و أنما يدعون من دونه الباطل}‹الحج›.
فيجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الإسلامية ليعرف معناها وما نقوم علبه,ثم يعرف ما بضادها ويبطلها وينقصها من الشرك الأكبر والأصغر، قال تعالى: { فاعلم أنه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك }‹18. محمد›>>.
قال البخاري في صحيحه: ‹باب العلم قيل القول والعمل›وأستشهد بهذه الآية الكريمة .قال الحافظ ابن حجر في الفتح :قال ابن المنير : << أراد به أن العلم شرط في صحة القول للعمل فلا يعتبران إلا به فهو متقدم عليهما ,لأنه مصحح للنية المصححة للعمل. فكما لابد من القول ‹الشهادتين›فلا بد من العلم قبل القول والعمل,
فكذلك لابد من العمل بعد العلم والقول>>.
فبنور العلم تنجلي ظلمة الجهل، وبقوة الحق يزهق الباطل، وإن من أعظم نعم الله علينا أن خصنا بخير كتاب أنزل، وبخير نبي أرسل صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.
ولقد جائنا هذا الرسول الكريم الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بهذا الدين القويم: الإسلام : والذي هو الإستسلام والإنقياد لكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، وهو مجموع ومختصر في أصلين اثنين.
1: الأصل الأول: شهادة أن لا إله إلا الله.
2: الأصل الثاني: شهادة أن محمدا صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم رسول الله.
الدعوة إليه:
افالدعوة إلى الله هي رسالة كل الرسل عليهم السلام.
فعلى طالب الحق أن لا يتوقف طلبه على تعلم الحق والإنتفاع به لوحده، بل علي أن يُعلمَ غيره، حتى ينتشر وينتفع به الناس، وهذا هو منهاج الأنبياء والمرسلين، وهو أيضا منهاج سيد المرسلين قال الله تعالى: { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} يوسف 107.
الإمام ابن كثير رحمه الله:<< يقول تعالى لرسوله صلى اللّه عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن آمراً له أن يخبرا الناس أن هذه سبيله، أي طريقته ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن "لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له" يدعو إلى اللّه بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، وقوله: {وسبحان اللّه} أي وأنزه اللّه وأجله وأعظمه وأقدسه عن أن يكون له شريك أو نظير أو عديل أو نديد أو ولد أو والد أو صاحبة أو وزير أو مشير، تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله علواً كبيراً >>.
قال الشيخ الفوزان:
<< ثم بعد ما تعلم المسلم هذه العقيدة فيجب عليه أن يدعوا الناس إليها لإخراجهم من الظلمات إلى النور،لأن العقيدة الصحيحة هي فاتحة دعوة الرسل جميعا فلم يكونوا يبدءون بشيء قبلها، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}(35 النحل).
وكان كل رسول أول ما يدعوهم: أعبدوا الله ما لم من اله غيره.هود.
كما قال ذلك نوح وهود وصالح و موسى وعيسى ومحمد سائر الرسل عليهم السلام.
فيجب على من عرف هذه العقيدة وعمل بها أن لا يقتصر على نفسه، بل يدعوا الناس إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى: {أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.(164.النحل)، فلا بد من الدعوة إليها فعن ابن عباس رضي الله عنه –مسام والبخاري عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه...فالآية الكريمة تدل على أهمية معرفة العقيدة السلامية والدعوة إليها \\وأن أتباع الرسول على صلى الله عليه وسلم هم من اقتدى به في ذلك واتصف بصفتين :
01: العلم بالعقيدة
02:الدعوة إليها
وأن من لم يتعلم أحكام العقيدة ويدع إليها فليس من أتباع الرسل على الحقيقة.
والدعوة تكون على حسب المدعوا >>.
ولأنا الدعوة إلى الله هي دعوة الحق، وكل دعوة إلى غير ذلك (كالدعوة إلى الحزبية او القومية أو الوطنية او غير ذلك...) فهي دعوة باطلة قال تعالى:{ ذلك بأن الله هو الحق و أنما يدعون من دونه الباطل}‹الحج›.
ولكن للأسف اليوم الدعاة وأئمة المساجد إلا من رحم ربك وقليل ما هم، لا يذكرون التوحيد في دروسهم إلا رسما ، بل تجد منهم من يقيم الدنيا ولا يقعدها على مسألة فقهية فيها خلاف، يوالي ويعادي عليها، وإذا ذكرت عنده أية أو حديث فيه التوحيد مر عليه مر الكرام .
فمثلا: إذا جاء موسم الحج سمعت الإذاعات و رأيت القنوات التلفزيونية كلها تتكلم عن الحج ،ورأيت المشايخ يذكرون أحكام الحج و ينصحون الحجاج ،لا تفعل كذا وكذا ، وهذا صحيح وجميل، ولكن : والله لم أسمع واحد منهم نصح الحجاج
بالتوحيد وحذرهم من الشرك بالله، وكأن هذا الأمر لا يحتاج أن يذكر أو أن يعلّم ،لأننا والحمد لله كلنا موحدون .
ونحن نرى بعض الحجاج قبل ذهابهم إلى مكة يذهبون إلى الأولياء للبركة والحفظ.
بل ما يفعله بعض الجهال بقبر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من أغرب الأفعال!!
وللأسف نقطة يجب التنبيه عليها أيضا، فإنه إذا جاء ربيع الأول رأيت الأئمة عندنا إلا من رحم ربك يتكلمون في المولد وتجدهم يبدّعون من خالفهم، بل منهم من سود أوراق الجرائد والمجلات وقد ذكر فيها أن الإحتفال بالمولد النبوي سنة حسنة، فإلى الله المشتكى حيث أصبحت البدعة سنة، والمخالف له في ذلك أصبح من دعاة التفريق والفتنة!!!
فإن اردنا التمكين في الأرض يا اخي فعلينا بالرجوع إلى العقيدة الصحيحة
فعلى المسلم أن يحرص على تعلم وتعليم ما يعود بالنفع عليه وعلى الناس، وليس هناك ما هو أنفع للناس في دينهم ودنياهم من الدعوة إلى توحيد الله رب العالمين.
فيجب أولا دعوة الناس إلى التوحيد،و إخراجهم من ظلمات الشرك بالله،و هذا هو طريف الرسل في الدعوة إلى الله ،ولأن الأعمال إنما هي صالحة بصلاح العقيدة، و فاسدة باطلة بفسادها.
فالعقيدة الصحيحة هي سبب النصر والتمكين في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن ّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذِي ارْتَضَىَ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنّه ُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.(النور55).
قال الإمام ابن جرير رحمه الله:
يقول تعالـى ذكره: { وَعَدَ اللّهُ الّذِين آمَنُوا بـالله ورسوله مِنْكُمْ أيها الناس, وَعمِلُوا الصّالِـحاتِ} يقول: وأطاعوا الله ورسوله فـيـما أمراه ونهياه لَـيَسْتَـخْـلِ فَنّهُمْ فِـي الأرْضِ يقول: لَـيُورثنهم الله أرض الـمشركين من العرب والعجم, فـيجعلهم ملوكها وساستها. {كمَا اسْتَـخْـلَفَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يقول: كما فعل من قبلهم ذلك ببنـي إسرائيـل, إذ أهلك الـجبـابرة بـالشام وجعلهم ملوكها وسكانها. {وَلَـيُـمَكّنَ ّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذِي ارْتَضَى} لَهُمْ يقول: ولـيوطئنّ لهم دينهم, يعنـي ملتهم التـي ارتضاها لهم فأمرهم بها. وقـيـل: {وعد الله الذين آمنوا}, ثم تلقـى ذلك بجواب الـيـمين بقوله: {لَـيَسْتَـخْـل نّهُمْ} لأن الوعد قول يصلـح فـيه «أن», وجواب الـيـمين كقوله: وعدتك أن أكرمك, ووعدتك لأكرمنك.
واختلف القرّاء فـي قراءة قوله: {كمَا اسْتَـخْـلَفَ} فقرأته عامة القرّاء: كمَا اسْتَـخْـلَفَ بفتـح التاء واللام, بـمعنى: كما استـخـلف الله الذين من قبلهم من الأمـم. وقرأ ذلك عاصم: «كمَا اسْتُـخْـلِفَ» بضم التاء وكسر اللام, علـى مذهب ما لـم يْسَمّ فـاعله.
واختلفوا أيضا فـي قراءة قوله: وَلَـيُبَدّلَنّ هُمْ فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار سوى عاصم: {وَلَـيُبْدّلنّ ُمْ} بتشديد الدال, بـمعنى: ولـيغّيرَنّ حالهم عما هي علـيه من الـخوف إلـى الأمن, والعرب تقول: قد بُدّل فلان: إذا غيرت حاله ولـم يأت مكان غيره, وكذلك كلّ مغير عن حاله فهو عندهم مبدّل بـالتشديد، وربـما قـيـل بـالتـخفـيف, ولـيس بـالفصيح، فأما إذا جعل مكان الشيء الـمبدل غيره, فذلك بـالتـخفـيف: أَبْدلته فهو مُبْدَل، وذلك كقولهم: أُبدل هذا الثوب: أي جُعِل مكانه آخر غيره، وقد يقال بـالتشديد غير أن الفصيح من الكلام ما وصفت.
وكان عاصم يقرؤه: «وَلَـيُبْدِلَن ّهُمْ» بتـخفـيف الدال.
والصواب من القراءة فـي ذلك: التشديد, علـى الـمعنى الذي وصفت قبلُ, لإجماع الـحجة من قرّاء الأمصار علـيه, وأن ذاك تغيـير حال الـخوف إلـى الأمن. وأرى عاصما ذهب إلـى أن الأمن لـما كان خلاف الـخوف وجّه الـمعنى إلـى أنه ذهب بحال الـخوف وجاء بحال الأمن, فخفّف ذلك.
ومن الدلـيـل علـى ما قلنا من أن التـخفـيف إنـما هو ما كان فـي إبدال شيء مكان آخر, قول أبـي النـجم:
عَزْلُ الأمِيرِ للأَمَيرِ الـمُبْدَلِ
وقوله: {يَعْبُدُونَنـي} يقول: يخضعون لـي بـالطاعة ويتذللون لأمري ونهيـي.
{لا يُشْرِكُونَ بِـي شَيْئا} يقول: لا يشركون فـي عبـادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها, بل يخـلصون لـي العبـادة فـيفردونها إلـيّ دون كلّ ما عُبد من شيء غيري. وذُكر أن هذه الآية نزلت علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل شكاية بعض أصحابه إلـيه فـي بعض الأوقات التـي كانوا فـيها من العدوّ فـي خوف شديد مـما هُمْ فـيه من الرّعب والـخوف وما يَـلْقَون بسبب ذلك من الأذى والـمكروه>>.
1: القرب من الله: و أي شيء أعظم من الأنس والقرب من الرحيم الرحمان.
2: الأمن بدل الخوف، فإذا كان الله منك فممن تخاف!!.
َ3: التمكين والسعادة في الدنيا والآخرة.
4: أن الله تكفل لأهلها النصروالعاقبة الحسنة،قال تعالى: {انا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}.
5: أن جميع الأعمال لا تقبل إلا بها قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر (65).
6: أنها تمنع الخلود في النار، فمن كان بالله وحدا،وكان له ذنوب ولو كانت كالجبال يغفرها له الله عزّوجل ،قال النبي :قال تعالى : ** يا ابن آدم انك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة**.(حسنه الترميذي والألباني)، وقال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}.
7: تعصم الدم والمال، فقد روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أنّ لا اله إلا الله ،وأن محمدا رسول الله،ويقيم الصلاة،ويؤتوا الزكاة،فإذا فعلوا ذلك ،فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم ،إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى } رواه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
فهذا باختصار يا أخي الحبيب هو يبب النصر والتمكين، أما غيرهذا فهو كقول الشاعر:
ترجوا النجاة ولم تسلن مسالكها******إن السفينة لا تحري على اليبس
ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع
رد: إلى متى هذا التشرذم أيها العاملون للإسلام
جازاكم الله عنا خير الجزاء
هكذا ينبغي ان نفكر
رد: إلى متى هذا التشرذم أيها العاملون للإسلام
خذا التشرذم لن ينتهي الا بعد سنين طويلة - ان شاء الله
ولاتحلم بغير ذلك