يقول بالكلام النفسي وأرد عليه في نفسي!!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد كان من سوالف الأقضية أني اقتنيت كتاب "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين ابن السبكي، ولما عدت بالكتاب إلى داري تصفحت أجزاءه المختلفة مرارًا، لكني – لعمر الله – استأت كثيرا من تعصب ابن السبكي لأشعريته؛ ذاكم التعصب الذي حمله على مجانبة الإنصاف مع مخالفيه بصورة فجة، وساءني أكثر وأكثر ما رأيت من عقوق التاج لشيخه الذهبي؛ والذي ظهر في عبارات فجة فاه بها في حق شيخه الذهبي – رحمه الله – مع اعترافه بتخرجه عليه؛ فيالله العجب كم فعلت البدع بأصحابها!
والحق أني لما رأيت ذلك زهدت في الكتاب أيما زهد، وأحسست بضيق لوجوده في مكتبتي – رغم فوائده الجمة – فما كان مني إلا أن أعدته للكتبي الذي باعنيه، والله المستعان! وقد كنت علقت منه هذه الفائدة الطريفة:
قال ابن السبكي في ترجمة الشيخ فخر الدين ابن عساكر: ((..وأنه ربما مر بالشيخ الموفق ابن قدامة، فسلم عليه، فلم يرد الموفق السلام؛ فقيل له، فقال: إنه يقول بالكلام النفسي، وأنا أرد عليه في نفسي..))ا.هـ "طبقات الشافعية الكبرى" (8/184/طبعة دار هجر ، بتحقيق الطناحي والحلو)
رد: يقول بالكلام النفسي وأرد عليه في نفسي!!
يا أخي الكريم.
ما كان لك أن تزهد في هذا الكتاب الذي توسمت فيه الفوائد الجمة، بسبب ما رأيت.
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * * * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
بشار بن برد
= = = =
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة * * * يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
كثير بن عبد الرحمن