هل يعذب الكافر على الطيبات التي يستمتع بها في الدنيا؟
قول بعض أهل العلم أن الكافر يعذب على الطيبات فيالدنيا لقوله تعالى((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هيللذين آمنوا في الحياة الدنيا........))
أي أن الكافر قدأخذ ما ليس من حقه إذ هي للذين آمنوا فلذلك يعذب
كيف أخذما ليس من حقه وهذا الشئ هي قوام حياته كإنسان فليست من أصول ولا فروعالشريعة
أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
!!!!
من قال بذلك من السلف ؟
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: (قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32] ، أما هؤلاء الكفَّار فهي حرام عليهم ويُحاسَبون عليها، بخلاف المؤمنين، فهي حلال لهم في الدُّنيا، ولا يُحاسَبون عليها يوم القيامة.
فإن قلت: إذا كانت حراماً عليهم، فلماذا لا نمنعهم من الأكل والشُّرب؟
فالجواب على ذلك: أنَّ الله عزّ وجل يرزق العبادَ الحلالَ والحرامَ؛ لأنَّه تكفَّل بالرِّزق، قال اللَّهُ تعالى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] .
إذاً؛ صار الكافر في الدُّنيا أشدَّ محاسبة من المؤمن؛ لأنَّ الكافر يُحاسَب على الأكل، والشّرب، واللباس، وكلِّ نعمة.
أما النَّظر الذي يدلُّ على أنَّ الكافر يُعذَّب في الآخرة على ما استمتع به من نِعَمِ الله: فلأنَّ العقل يقتضي أنَّ من أحسن إليك فإنَّك تُقابله بالامتثال والطَّاعة إذا أمرك، ويرى العقلُ أنَّ من أقبح القبائح أن تُنابذَ من أحسن إليك بالاستكبار عن طاعته وتكذيب خبره، ولهذا قال الله عزّ وجل في الحديث القُدسي: «كَذَّبَني ابنُ آدم ولم يكن له ذلك، وشتَمني ولم يكن له ذلك». فإذا لم يكن ذلك حقاً له دلَّ على أنَّ عمله من أقبح القبائح أن يستمتع بنِعَمِ الله، ثمَّ يُنكر هذا الفضل بالاستكبار عن الطاعة، وتكذيب الخبر).
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم المحمادي
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: (قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32] ، أما هؤلاء الكفَّار فهي حرام عليهم ويُحاسَبون عليها، بخلاف المؤمنين، فهي حلال لهم في الدُّنيا، ولا يُحاسَبون عليها يوم القيامة.
فإن قلت: إذا كانت حراماً عليهم، فلماذا لا نمنعهم من الأكل والشُّرب؟
فالجواب على ذلك: أنَّ الله عزّ وجل يرزق العبادَ الحلالَ والحرامَ؛ لأنَّه تكفَّل بالرِّزق، قال اللَّهُ تعالى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] .
إذاً؛ صار الكافر في الدُّنيا أشدَّ محاسبة من المؤمن؛ لأنَّ الكافر يُحاسَب على الأكل، والشّرب، واللباس، وكلِّ نعمة.
أما النَّظر الذي يدلُّ على أنَّ الكافر يُعذَّب في الآخرة على ما استمتع به من نِعَمِ الله: فلأنَّ العقل يقتضي أنَّ من أحسن إليك فإنَّك تُقابله بالامتثال والطَّاعة إذا أمرك، ويرى العقلُ أنَّ من أقبح القبائح أن تُنابذَ من أحسن إليك بالاستكبار عن طاعته وتكذيب خبره، ولهذا قال الله عزّ وجل في الحديث القُدسي: «كَذَّبَني ابنُ آدم ولم يكن له ذلك، وشتَمني ولم يكن له ذلك». فإذا لم يكن ذلك حقاً له دلَّ على أنَّ عمله من أقبح القبائح أن يستمتع بنِعَمِ الله، ثمَّ يُنكر هذا الفضل بالاستكبار عن الطاعة، وتكذيب الخبر).
بارك الله فيك , في أي مجلد ذكر ذلك ؟
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
في المجلد الثاني، الصفحة الحادية عشر.
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
/// ما ذكره العلَّامة ابن عثيمين رحمه الله هو مفهومٌ للآية، وبنحوه كلام شيخه الشيخ ابن سعدي رحمهما الله.
/// وقد يُعَارَضُ بما ذكره غيره من المفسرين، فبإسناد الطَّبري عن ابن عبَّاسٍ t قال: «شارك المسلمون الكفارَ في الطيِّبات، فأكلوا من طيِّبات طعامها، ولبسوا من خِيار ثيابها، ونكحوا من صالح نسائها، وخلصوا بها يوم القيامة».
/// وبه عنه t قال: «يشارك المسلمون المشركين في الطيبات في الحياة الدنيا، ثم يُخْلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا، وليس للمشركين فيها شيء».
/// ويُعارَضُ كلام الشيخين السَّعدي وابن عثيمين رحمهما الله أيضًا بما أخرجه مسلمٌ في صحيحه، من حديث أنس t قال: قال رسول الله e: «إنَّ اللهَ لا يظلمُ مؤمنًا حسنةً يُعْطَى بها فى الدُّنيا، ويُجزَى بها في الآخرة، وأمَّا الكافر فيطعم بحسناتٍ ما عمِل بها لله في الدُّنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنةٌ يُجزَى بها».
/// وفي لفظٍ: «إنَّ الكافر إذا عمِل حسنةً أُطْعِم بها طُعْمَةً من الدُّنيا، وأمَّا المؤمنُ فإنَّ اللهَ يدَّخر له حسناته في الآخرة ويُعْقِبُه رزقًا في الدُّنيا على طاعته».
/// فمفهوم الحديث أنَّ للكافر طيِّباتٍ في الدنيا حسنات معجلة له من الله تعالى.
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التي يستمتع بها في الدنيا؟
/// وأخرج الطَّبري بإسناده عن ابن زيد، في قول الله عزَّوجل: (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) إلى آخر الآية، ثم قرأ (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) وقرأ: (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) وقرأ: (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنَّم يصلاها مذمومًا مدحورًا) إلى آخر الآية، وقال: هؤلاء الذين أذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم المحمادي
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: (قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32] ، أما هؤلاء الكفَّار فهي حرام عليهم ويُحاسَبون عليها، بخلاف المؤمنين، فهي حلال لهم في الدُّنيا، ولا يُحاسَبون عليها يوم القيامة.
فإن قلت: إذا كانت حراماً عليهم، فلماذا لا نمنعهم من الأكل والشُّرب؟
فالجواب على ذلك: أنَّ الله عزّ وجل يرزق العبادَ الحلالَ والحرامَ؛ لأنَّه تكفَّل بالرِّزق، قال اللَّهُ تعالى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] .
كيف يرزق اللهُ العبادَ الحلالَ والحرامَ؟
هل يُطلق على الكسب الحرام رزق؟
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التي يستمتع بها في الدنيا؟
/// كل ما وصل للناس من طعام وشراب فهو رزق رزقهم الله إياه، لكن يختلف حكمه من جهة الشرع.
/// وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾.
/// وقال: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
/// وقال: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾.
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التي يستمتع بها في الدنيا؟
قال الأخ التبريزي: (كيف يرزق اللهُ العبادَ الحلالَ والحرامَ؟، هل يُطلق على الكسب الحرام رزق؟).
وأقول: نعم، أما قرأت قوله تعالى في سورة يونس: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون)، والله أعلم.
رد: هل يعذب الكافر على الطيبات التي يستمتع بها في الدنيا؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (هل الرزق شامل للحلال والحرام، أو هو خاصٌ بالحلال؟.
نقول: الرزق نوعان:
النوع الأول: رزق ما يقوم به البدن: وهذا يشمل الحلال والحرام، ويشمل رزق البهائم والإنسان، فهو عام، حتى لو فُرِض أن الرجل لا يأكل الخنزير والميتة فهو رزق، ولو فرض أنه لا يأكل إلا الربا وما يكون بالغش والخيانة فهو رزق.
النوع الثاني: رزق ما يقوم به الدين: وهذا خاصٌ بالرزق الحلال؛ لأن رزق الحرام وإنْ قام به البدن لكن ينقص به الدين). (شرح العقيدة السفارينية، ص: 353).