استغلال الأوقات في طاعة رب الأرض والسموات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذه نصيحة وموعظة وذكرى أوجهها لنفسي أولا ثم لإخواني من طلبة العلم وغيرهم ممن يُشاركون في مثل هذه المنتديات النافعة المفيدة :
احرصوا رحمكم الله على استغلال الأوقات في الخيرات ، فالوقت قصير والعمر قليل ، ولا يدري الإنسان متى تأتيه منيته ، ومتى أتت المنية تندم الإنسان على عمره ووقته الذي ذهب هباء وسدى ، فيتمنى الرجعة إلى الدنيا ولكن هيهات قد فات الأوان وانقطع الزمان .
وكم من مؤمل أمّل طول العيش في الدنيا ، وما جاءه المساء إلا وهو في ظلمة اللحود والقبور ، فقدموا رحمكم الله ما تفرحون به في ذالكم اليوم العسير العظيم ، من أعمال صالحة ، وأجلها وأعظمها : طلب العلم والدعوة إلى الله )) .
وما أجمله من يوم يمر على الداعية إلى الله قد بلغ فيه الرسالة وأدى الأمانة ، خير يوم يلقى به الله في ذلك اليوم العظيم .
فاعملوا الآن في الطاعات قبل الفوت والندم ، اكتبوا العلم ، واقرؤوا القرآن ، وصلوا بالليل والناس نيام ، وعلموا الناس الخير ، ولا تتكلموا إلا بما يٌُرضي الله ، ولا تكتبوا إلا ما تُحبون أن تروه يوم القيامة في صحيفة حسناتكم .
وأنا أكتب لكم هذه الرسالة أسمع خبرا عن موت قريب ، خرج من الدنيا بعد أن أمّل طول البقاء ، وفجأة يدهمه الموت ، والآن في ظلمات القبور ، مات مريضا بعد أن كان صحيحا ، مات فقيرا بعد أن كان غنيا ، مات فريدا وحيدا بعد أن كان ذا مال وولد .
وأنتم غدا مثله رحمكم الله .
فماذا قدمتم من أعمال صالحة ؟؟
فقدموا الآن علما ودعوة ونصيحة تُذكرون بها في الحياة قبل الممات ، كما يُذكرُ من مات من العلماء الربانيين الصادقين .
أخوكم المحب لكم وللعلم وأهله والدعاة الصادقين / إسماعيل بن علي المنصوري .
خطيب مسجد في صنعاء اليمن ، ومعالج بالقرآن الكريم ، ومدرس لمادة القرآن الكريم .