ما شاء الله ... فوائد قيمة ... كم نستفيد من هذه النقاشات
نتمنى كثرتها في المجلس
عرض للطباعة
ما شاء الله ... فوائد قيمة ... كم نستفيد من هذه النقاشات
نتمنى كثرتها في المجلس
في الحقيقة نقاش طيب ما رأيته إلا الساعة ، والذي يترجح لي أن زيادة زائدة شاذة لتفرده من بين هؤلاء الرواة بهذه اللفظة ( يحركها ) ، وهو الذي أشار إليه ابن خزيمة ، ورجحه شيخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف ، رحمهما الله ، وأقول تعليقا على هذه الزيادة : زائدة من زائدة .
جزاك الله خيرا أخي رضا رزقنا الله وإياك رضا ربنا.
لكن لي ملحوظة ، وقد قرأت ما سبق بسرعة لضيق الوقت ، قول أخينا زيان صاحب الموضوع :
وقال في عون المعبود:" قال الشيخ سلام الله في المحلى شرح الموطأ:"... على أن المراد بالتحريك هاهنا هو الرفع لا غير، فلا يعارضه ما في مسلم عن ابن الزبير كان صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها"، وهذا من أحسن الجمع لو صح لفظ زائدة الشاذ كما مر، بينما قال بعض المالكية في الجمع أنه يشير بأصبعه فإذا وصل إلى كلمتي التشهد حركها والله أعلم .
لعله سبق قلم . وهو ليس في مسلم . بل في المستخرج علي مسلم لأبي عوانة وغيره ، ولم أر من نبه عليه ، وهي ضعيفة .
ذكرت في غضون البحث أن زائدة قد أخطأ في هذا الحديث في عدة مواضع :
أولاها : في قوله :" يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا"، ثُمَّ جِئْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ فِيهِ بَرْدٌ فَرَأَيْتُ النَّاسَ عَلَيْهِمْ الثِّيَابُ تُحَرَّكُ أَيْدِيهِمْ مِنْ تَحْت الثِّيَابِ مِنْ الْبَرْد"، فهي مدرجة متداخلة ، فقد ذكرتُ أثناء البحث أن النقاد ذكروا أن الحفاظ كمحمد بن جحادة وغيره رووها من طريق عَبْد الْجَبَّارِ بْن وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَال:"كنْتُ غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي قَالَ فَحَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي وَائِلِ بْنِ حُجر بنحوها" فاختلط الإسنادان على زائدة .
والثانية : أن زائدة بن قدامة لم يتفرد بالحديث بل قد تفرد بلفظة:" يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا"، وفرق كبير بين التفرّدين، فإن الأول مقبول، والثاني لو سلمنا أنه زيادة ثقة لكان العبرة فيها بالقرائن والضبط والكثرة ، والصواب أن حديثه من باب إبدال لفظ بآخر على سبيل الرواية بالمعنى من فهمه ، فوهم في ذلك ، فإن العشرات من الرواة مع العشرات من الصحابة كلهم قد قال:"يشير بها يدعو بها"، وقال زائدة وحده: " يحركها يدعو بها"، وقد ذكرت الأدلة على أن الإشارة وهي متواترة شيء، والتحريك شيء آخر مخالف لها .
والثالثة : أنه روى هذا الحديث العدد الكبير الذي يقارب العشرين راويا بأكملهم عن عاصم بن كليب بنفس الإسناد والمتن فلم يذكروا فيه التحريك أصلا، بل ذكروا الإشارة فقط، وكذلك روى الحديث العشرات من الصحابة لم يذكر أحد منهم التحريك .
والرابع : أن الأحاديث الصحيحة الثابتة كلها بنفي التحريك، حيث ذكرت ما خرجه ابن حبان في صحيحه وأبو عوانة في صحيحه المستخرج على مسلم:من طريق حجاج ثنا ابن جريج أخبرني زياد عن محمد بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير أنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها"، قال ابن جريج: وزاد عمرو قال: أخبرني عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك ".
وكذلك ذكرت الحديث الصحيح من طريق كثير بن زيد عن مسلم بن أبى مريم عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى ويشير بإصبعه ولا يحركها، ويقول: إنها مذبة الشيطان، ويقول:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله"، وكل رجاله ثقات إلا كثير بن زيد فهو السهمي الأسلمي المدني، ففيه خلاف يسير، فقد وثقه الأكثرون منهم ابن معين والموصلي، وابن حبان وابن شاهين في ثقاتهما، والبخاري، والبوصيري في زوائده، وقال ابن عدي وأحمد: ما أرى به بأس، وحسن له الترمذي .
كما ذكرت حديث جابر بن سمرة قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة..."، وهو يقتضي سكون الجسم واليدين بما فيهما من أصابع ، ولا يكون هذا السكون إلا بترك التحريك، لأن أذناب الخيل كثيرة التحرك فنُهينا نهيَ تنزيه عن التشبه بها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته