-
دواء الثعالب
للكاتب الليبي سعيد العريبي
سمع الثعلب بخبر المرض الذي أصاب الدجاج في حظائره .. فادعى الطب ولبس معطف الحكيم وعلق السماعة حول رقبته .. وتوجه إلى حظيرة الدجاج .. صحبة طاقمه الطبي المكون من مجموعة من الثعالب الجياع .. وطرق عليهم الباب .
تساءلت جموع الدجاج : ــ من الطارق .. ؟
قال الثعلب : افتحوا .. أنا الطبيب .. جئت صحبة مجموعة من الممرضين والممرضات كي نعالجكم من المرض الذي أصابكم .
نظروا من ثقب الباب .. ورأوا الطبيب يقف بكامل هيئته .. بمعطفه الأبيض وسماعته ونظارته التي تغطي عينية المخيفتين .. وكادوا أن يفتحوا لهم الباب .. لولا أن أحدهم صرخ فجأة : ــ لا تفتحوا لهم .. إنهم مجموعة من الثعالب .
ــ مجموعة من الثعالب .. تساءلت جموع الدجاج باستغراب شديد .
ــ نعم إنهم مجموعة من الثعالب التي تضمر لكم الشر .
ــ وكيف عرفت ذلك .. ؟
ــ انظروا إلى ذيولهم .. التي تتدلى من تحت معاطفهم .
ونظروا من ثقب الباب .. وشاهدوا ذيولهم الكريهة التي لم يستطيعوا إخفاءها .
وتوالت بعد ذاك الطرقات على الباب .. ونادى الثعلب بصوته الجهوري :
ــ افتحوا الباب .. ستكونون أحسن حالا .. لو شربتم هذا الدواء .
وردت عليه جموع الدجاج وبصوت واحد :
ــ يا معشر الثعالب.. لا نريدكم ولا نريد دواءكم .. فقط دعونا وشأننا .. سنكون أحسن حالا إذا غربتم عن وجوهنا .