هل الجاحظ يمتدح الفِكر العربي أم يذمه ؟!!
قال أبو عثمان الجاحظ : " إنَّ كل كلام للفرس ، وكل معنى للعجم ، فإنما هو عن طول فكرة وعن اجتهاد رأي ، وطول خلوة ، وعن مشاورة ومعاونة ، وعن طول التفكر ودراسة الكتب ، وحكاية الثاني علم الأول ، وزيادة الثالث في علم الثاني ، حتى اجتمعت ثمار تلك الفِكَر عند آخرهم . وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال ، وكأنه إلهام ، وليست هناك معاناة ولا مكابدة ، ولا إجالة فِكر ولا استعانة ، وإنما هو أن يصرف وهمه إلى الكلام ، وإلى رجز يوم الخصام ، أو حين يمتح على رأس بئر ، أو يحدو ببعير ، أو عند المقارعة أو المناقلة ، أو عند صراع أو في حرب ، فما هو إلا أن يصرف وهمه إلى جملة المذهب ، وإلى العمود الذي إليه يقصد ، فتأتيه المعاني إرسالاً ، وتنثال عليه الألفاظ انثالاً ، ثم لا يقيده على نفسه ، ولا يدرّسه أحداً من ولده " .
البيان والتبين جـ 2 ص 28 .
رد: هل الجاحظ يمتدح الفِكر العربي أم يذمه ؟!!
لست مختصا في هذا المجال يا أخي الكريم لكن الذي فهمته من كلام الجاحظ المدح و الله أعلم
رد: هل الجاحظ يمتدح الفِكر العربي أم يذمه ؟!!
ماهي بــأول·بركات·ال جاحظ :) فهذا الرجل مغرم باللعب على التناقضات...وذم الشيء ومدحه في آن ...وشيخه النظام فيما حكي عنه و ان كان أستاذا في هذا الفن ..الا انه كان عنده من مقام الهزل في التفكير..فقد كان اقرب الى اللسان الأرسطي في الاعتقاد بتباث الحقائق ...أما تلميذه هذا فقد خالط هذا الهزل دماءه حتى ما صار يعرف عنه جد غيره... أكثر قربا الى المدارس البيانية السوفسطائية منه الى مدارس المشائين و أكثر ميلا لتقرير سلطة اللغة منه لتقرير سلطة الفكر....و لهذا خلاف أساتذته من المعتزلة يناقش المواضيع الحرجة في مجتمعه من فتن العقائد و الشعوبية و الخلافة بأريحية و قلة تعصب..ولهذا لا يعرف كثير هجوم عليه كما هو الحال مع النظام و ثمامة و ابن ابي دؤاد و المريسي و غيرهم...و ان كان للعبه على اوتار التناقضات و كانه يعتقدها جميعا *اتهمه كثير بالكذب و آخرون اتهموه بالزندقة ...
رد: هل الجاحظ يمتدح الفِكر العربي أم يذمه ؟!!
الجاحظ يعرض ما عند الأمم بما يشبه (جولة حضارية) فقد سبق هذا الكلامَ الحديثُ عن الهند واليونان بإيجاز, ثم تحدث عن الفرس وعن العرب وهو في ذلك يعرض فقط ولا أظنه يمدح أو يذم, وكلامه هذا في الرد على الشعوبية, وما تتميز به كل أمة عن غيرها, والله تعالى أعلم
رد: هل الجاحظ يمتدح الفِكر العربي أم يذمه ؟!!
رد: هل الجاحظ يمتدح الفِكر العربي أم يذمه ؟!!
الذي فهمته من كلام الجاحظ أنه يذم الفِكر العربي :
وذلك أنك تراه يقارن بين فكر الفرس والعجم فيصفه بأنه لا يأتي إلا بعد طول تأمل ومدارسة ومشاورة و...و.... " وأظن ذلك شيء محمود ممدوح " .
بينما الفكر العربي إنما هو عن ارتجال دون إجالة فكر أو استعانة .
وأظن أنَّ بعض الكَتَبة كان لديهم موقف من فِكر العرب وحكمتهم .. لا أدري ما الدافع لهذا الموقف .
فمثلاً شمس الدين الشهرزوري يقول عن العرب : " ومنهم حكماء وهم شرذمة قليلة لأن أكثر حكمتهم طيبات الطبع وخطرات الفكر " . نزهة الأرواح وروضة الأفراح ص 87 .
كذلك صاعد الأندلسي يقول عن العرب : " أما علم الفلسفة والحكمة فلم يمنحهم الله – أي العرب – شيئاً منها ، ولا هيأ طباعهم للعناية بها ، ولا أعلم أحداً من صميم العرب شهر بها " طبقات الأمم ص 44 .
وغيرهم كقطب الدين الأشكوري وحاجي خليفة .