أحسنت أخي .
بيد أني أودّ أن تصرف نظرك عن العروبة , وتقصد الإسلام , فهو الحلّ الوحيد , أما العروبة والسيوف اليعربية فيحملها أقوام ليسوا على ديننا , ولا عقيدتنا !..
وسأضع قصيدة سبقتك بسنة وزيادة ..
كان عنوانها :
وَ لِيْ مِنْ عِشْقِهَا مَرْمَى !!!!
غزة ... ذلك الطود المعتلي قمم النفوس الأبية ..
وذلك الألم الكائن في الأرواح المؤمنة ..
عشقتها ,, وحقّ لمثلها أن يُعشَق ..
دَمْعٌ (بغزّةَ) وَافَى الليَّلَ والأَلَمَا
فَحَاكَتِ الجُرْحَ والآهاتِ والثُلَمَا
كَأنّهُ في صُرَاخِ الوَجْدِ شَادِيَةٌ
مَضَتْ عَليْهَا دُهُورٌ تَكْتَسـِي النِّقَمَا
تَخِذتِ لَيْلَكِ يا ثَارَاتُ أُغْنَيَةً
عَلَى صَدَاهَا يَحِلُّ اللّيلُ مُنْسَجِمَا
يَا وَرْدَةً فِي خَرِيفِ الحُبِّ ذَاوِيةً
هَاكِ السِّقاءَ, وذَاكَ العَاشِقُ الْحُرُمَا
خِلاّن مَا الْتَقَيَا فِي الْكَوْنِ والْتَأَمَا
إِلاّ وَعَادَ نَدِيْمُ الْحُزْنِ مُبْتَسِمَا
كُفِّي النُّوَاحَ وذُودِي فِي مُقَارَعَةٍ
تَسْتَنْزِفُ العِزَّ والأَخْلاقَ والذِّمَمَا
يَا (غَزَّةً) فِي أَعَالِي الطَّودِ شَامِخَةً
لِيَهْنِكِ الْعَيْشُ... يَبْقَى الدِّينُ مُرْتَسِمَا
وَهَادِنِي الْمَجْدَ فِي سَاحَات جِدَّتنا
وَصَيِّرِي المَوْتَ يُمْـسـِي عَظْمُه رِمَمَا
يَا نَشْوَةً مِنْ مَرَاقِي الخَيرِ أَبْعَثُهَا
تَسْتِنْطِقُ الزَّادَ فِي آثاَرِ مَا انْصَـرَمَا
وَتَسْتَشِفُّ رُبُوعَ النَّصْلِ فِي أَلَقٍ
تَرُومُ سَعْدَاً وَعَمَّارَاً وَمُعْتَصِمَا
إِنِّي بَكَيْتُكِ يَا ظَمْآنَةَ النَّجْوَى
حَتَّى أَحَرْتُ هَزِيعَ الصَّمْتِ والألَما
وَكَمْ تَعَشّقْتُ ذِي الشَّمْطَاءَ فِي وَلَهٍ !
تَعَشُّقَ الصَبِّ لَيْلَاهُ وقد وَجَمَا
أُعَانِقُ النَّصـرَ .. والرَّاياتُ فِي كَنَفٍ
مِنَ الإِبَاءِ.. لتحيا بيعة العُظمَا
لا تَجْزَعِي فَسَلِيلُ الْمَجْدِ مُؤْتَلِقٌ
وَإِنْ تَحَجَّبَ مِنْ أَنْظَارِهِ بِعَمَى
إِنَّا غُذِينـَا بِأَذْنَابٍ لَهَا عِلَقٌ
مِنَ التَّخَاذُلِ لاَ تَسْتَنْبِحُ الْقَلَمَا
فَذَا خُوَارٌ مَعَ الأَدْيَانِ مَرْتَعُهَا
وَمَجْمَعٌ لِبَنِي الأَجْرَابِ قَدْ عَقِمَا
بَلْ صَارَ جُلُّ رُؤَانَا خِصْـرُ غَانِيَةٍ
أَوْ لُعْبَةٌ تَبْتَغِي الدِّهْقَانَ والْلَّمَمَا
كَأَنَّنَا فِي عِدَادِ الذِّكْرِ مَقْبَرَةٌ
قَدْ أَقْفَرَتْ مَوْتَاً وَحَيَّتِ الظُّلَمَا
حَتَّى النُّفُوسُ التّي فِي رِدْئِهَا أَنَفٌ
قَدْ أُلْبِسَتْ خَرَسَاً يَسْتَصْحِبُ الصَّمَمَا
يَا رَبِّ إنَّ حَيَاتِي اليَوْمَ فِي عَجَبٍ
أَسْتَطْلِقُ الصَّوْتَ يَأْتِي الصّوتُ قَدْ هَرِمَا
وأستعين على الأعدا بقافيتي
فيـزأرُ الحرفُ!!: هَوِّنْ؛ لَنْ تَرَى حِمَمَا
مَاذا نطالبُ فِي الأُمُورِ ؟! قَدْ رَقَصَتْ
زُهْرُ الكِلاَب وَخَارَ الليّثُ مُنْهَزِمَا
يَا (غَزَّةً) في طريق الحرب لا تقفي
أَوْ تَبْتَغِي النَّصْـرَ ممّن يَجْحَدُ النِّعَمَا
هَذَا عَزَائِي وَنَصـْرُ اللهِ أَرْقُبُهُ
فِي كُلِّ رَابِيَةٍ تَسْتَكْبِرُ الهِمَمَا
الله أَكْبَرُ يَا ثَارَاتِ (غَزَّتِنَا)
الله أَكْبَرُ دُكِّي أرضهم بِسَمَا
الله أكْبَرُ شُدِّي العَزْمَ وانْطَلِقِي
والله أَكْبَرُ خَارَ العِلْجُ مَرتَطِمَا
الله أكْبَرُ لا عُرْبٌ ولاَ عَجَمٌ
الدِّينُ يَسْمُو وَيَعْلُو شَاهِقَاً قِمَمَا
أبو الليث
أسامة بن عبد الرزاق الشيراني
4/12/1429هـ
مكة المكرمة
-حرسها الله-
همسة : استخدمت بعض زحافات بحر البسيط التي لا تروق للبعض , فلا يظنن ظان أن في القصيدة كسراً !