رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
هذه رسائل وصلتني على هاتفي ( المحمول ) من موقع الإسلام اليوم رأيت نقلها لكم مع رسائل أخرى
( الأعمال الدعوية والخيرية أعمال تكاملية تسابقية تسير بتوازن يتعذر معه التصادم فإن تصادمت فقد خرجت النيات عن مسارها وانحرفت إلى تحصيل حظوظ النفس وشهواتها . ) د. عبد الله السكاكر
( إن من أعظم ثمار معرفة أسماء الله – جل وعلا – والإيمان بها هو الفهم الصحيح لمدلولاتها ، والتجاوب مع هذا الإيمان وهذا الفهم بحيث لا تصبح مجرد فهوم ذهنية لا رصيد لها في واقع الحياة على الفرد والأمة )
( التعايش والفاهم والتعاون بين الأمم المختلفة أمر تحتاجه الإنسانية حاجة ماسة ، وقد شرع الإسلام التسامح وأمر بالعدل والرحمة والبر بين البشريّة قال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم )
( إذا مر متدبر القرآن بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن ) ابن القيم
قال لقمان لابنه : ( يابني اختر المجالس على عينك فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإنك إن تك عالما ينفعك علمه وإن تك جاهلا يعلموك ، ولعل الله يطلع عليهم برحمته فتصيبك معهم )
( يصل الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود : غم لا ينقطع ، ومصيبة لا يؤجر عليها ومذمة لا يحمد عليها ، وسخط الرب عليه ، ويغلق عنه باب التوفيق ) أبو الليث السمرقندي
( فكل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يكتفي باتباعه ، أن يقوم بالعبادات الخاصة .. بل لابد أن يكون داعية إلى الله – سبحانه وتعالى – بحاله ومقاله .. ولا بد أن يكون أيضا داعية إلى الله على بصيرة بحال من يدعوهم .. ولا بد أن يكون الداعية عالما بأسلوب الدعوة .. وكيف يدعو الناس .. وهذا أمر مهم جدا بالنسبة للدعاة .. كيف يدعون الناس؟ هل يدعون الناس بالعنف ، والشّدة ، والقدح فيما هم عليه ، وسب ما ينتهجونه ؟! أو يدعون الناس باللّين والرّفق ، وتحسين ما يدعونهم إليه دون أن يقبحونهم فيما هم عليه من منهج وسلوك ؟ .. يقول الله – تعالى – لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بل لعباده ، لجميع المؤمنين : ( ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوًا بغير علم ) الأنعام (108) ..
نحن نعلم أن سب آلهة المشركين أمر مطلوب ؛ لأنها آلهة باطلة .. ولكن إذا يترتب على ذلك مفسده أكبر مع إمكان زوال الباطل بدون هذه المفسدة فإن الله يقول : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوًا بغير علم ) ... وبناء على ذلك فإذا رأى الداعية شخصًا على أمر يرى هذا الداعية أنه باطل وصاحبه يرى أنه حق فليس من طريق الدعوة التي أرشد الله إليها نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلّم أن يقدح فيما هو عليه من مذهب أو نحلة ؛ لأنّ ذلك ينفره ، وربما يؤدي إلى أن يسب ما أنت عليه من الحق ؛ لأنك سببت ما هو عليه من الباطل الذي يعتقده حقّا ولكن الطريق : أن أبين له الحق ، وأشرحه له ؛ لأن كثيرًا من الناس ولا سيما المقلدون قد يخفى عليهم نور الحق .. بما غشيهم من الهوى والتقليد لذلك أقول : يبين الحق ويوضح ، ولا شك أن الحق تقبله الفطر السّليمة ؛ لأنه دين الله وشرعه .. فلا بد أن يؤثر هذا الحق .. أن يؤثر في الدعوة .. لا أقول : إنه يؤثر في الحال ؛ لأن هذا قد يكون من الأمور الصّعبة .. لكن قد يؤثر ولو بعد حين .. قد يفكر هذا المدعو فيما دعي إليه مرة بعد أخرى حتى يتبين له الحق ، فالمهم أن الداعية لا بد أن يكون ذا بصيرة بما يدعو إليه في الأسلوب الذي يدعو إليه الناس ؛ لأن هذا أمر مهم بالنسبة لقبول الدعوة ورفضها ..) ابن عثيمين
رحم الله أمواتنا وحفظ لنا علماءنا
( يتبع )
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
حياك الله أخي
وأعانك الله على نشر الخير
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
مرحبًا بك أخي الحبيب آل عامر
تقبل الله دعوتك
أهديك هذه الكلمات وأرجو أن تقبلها :
( يحتاج الحوار إلى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزموا بها ، لأن الحوار سينهار من قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة . وهذه الآداب تجعل الحوار مثمرًا بإذن الله عز وجل ، وتكون كالمؤشر لإيجابيّة هذا الحوار أو سلبيته .
وهذه الآداب هي من الأخلاق والأسس التي ينبغي أن تتوافر في كلّ مسلم وليس فقط في المتحاورين ) خالد بن محمد
( جمع الخوارج بين متناقضات غريبة وخصال متضاربة لم تكن لغيرهم من الفرق في كثير منها .. فقد كانوا يعتقدون أنهم وحدهم على حق وأن آراءهم هي جوهر الاسلام ، وأن الدفاع عن هذه الآراء والموت في سبيلها بل وقتل من لا يقرهم عليها مما يبتغي به وجه الله .. وقد اعتبروا عبدالرحمن ابن ملجم بطلا شهيدا لأنه قتل عليا رضي الله عنه ابتغاء وجه الله .. وقد أخلصوا لعقيدتهم وتعصبوا لها ولم يسلموا لخصومهم بحجة ، ولم يخضعوا لرأي غير ما استقروا عليه والسبب في ذلك كما يقول الشيخ محمد أبو زهره رحمه الله (( استيلاء أفكارهم على نفوسهم ، وتغلغل مذاهبهم في أعماق قلوبهم ، واستيلاؤهم على مواضع تفكيرهم وطرق إدراكهم )) ثم أنهم في مجموعهم من البدو الخلص وقد غلبت عليهم طبيعتهم الجافة فصبغتهم بصبغتها الخالصة فما كانوا لذلك يفقهون قولا أو يهتدون سبيلا ...) عبدالرحمن عبدالسلام يعقوب
قال عبدالرحمن بن مهدي : لا يكون الرجل إمامًا يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع .
( يعجبني أن يواجه الإنسان هذه الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر ، وسماحة الخلق ، وسعة الاحتمال ، بسمة ترى في الله عوضًا عن كل فائت ، وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود .
( احرص على أن توصف بسلامة الجانب ، وتحفظ من أن توصف بالدهاء ؛ فيكثر المتحفظون منك ، حتى ربما أضر ذلك بك وربما قتلك ؟ ( ابن حزم )
( التسارع الهائل في الحقائق العلمية يعني تسارعًا هائلا في اكتشاف جهلنا فكان ينبغي أن تقودنا هذه المكتشفات إلى التواضع لا إلى الغرور ) الشّريف حاتم العوني
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
الكلمة أمانة وعلى حاملها أن يعيها قبل أن يوصلها
وهذه العبارات مفخرة لأصحابها وناقليها
شكر الله سعيك وأثابك الله
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامية العرب
الكلمة أمانة وعلى حاملها أن يعيها قبل أن يوصلها
وهذه العبارات مفخرة لأصحابها وناقليها
شكر الله سعيك وأثابك الله
جزاك الله خيرا
وهذه هديتي لك :
حتى يكون الداعية ناجحاً، يحتاج أن يكون بصيراً، بطبيعة الدين الذي يدعو إليه، والمنهج الذي يدعو به، والوسط الذي يدعو فيه، والناس الذين يدعوهم وهذه البصيرة مهمة جداً لفوزه بهدفه المنشود.
كما يجب عليه أن يفحص شخصيته جيداً، ليقوم ما قد يكون فيها من عوج، ويعيد ترتيب منظومته الفكرية، حتى يمكنه استغلال كل قدراته من أجل البلوغ إلى هدفه السامي في هداية الناس إلى الحق ) د. علي بن عبدالله الصّياح
( القلوب التي أذعنت لله تعالى فأحبته وخشعت له هي قلوب تحن وتحنوا على الناس فتكون وعاء يحتوي آلامهم وهمومهم ويجود عليهم بما يستطيع )
( ليس عند القلب أحلى ولا ألذ ولا أطيب من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ، ومحبته له ، وإخلاصه الدين له ، وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله فيصير القلب منيبًا إلى الله راغبًا راهبًا كما قال تعالى : ( من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب سليم ) ( ابن تيميّة )
( عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير ؛ سنكتشف في نفوس الناس كنوزًا من الخير ، وسنجد لهم مزايا طيبة ، وسنثني عليها صادقين مخلصين ..ونعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كبيرة )
( وابن خلدون الذي يرى ضرورة إلمام المعلم والمربي بفن التدريس والتربيّة والتعليم ، ولا يكفي أن يكون العلم وحده سلاح المعلم ، بل لا بد من دراسة نفسية للأطفال ، ومعرفة درجة استعداداتهم ومواهبهم العقليّة حتى ينزل إلى مستواهم الفكري ، وبذلك يتم الاتصال بينه وبين الناشئين وواضح من كلام ابن خلدون أن دراسة فن التربيّة وطرق التدريس من أهم ما يعني به المربون ) د. محمد بن أحمد الصالح
وقال الشيخُ بكرُ أبو زيد: «أهلُ الإسلام ليس لهم سمةٌ سوى الإسلام والسلام، فيا طالب العلم – بارك الله فيك وفي علمك –: اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى، على طريقة السلف، ولا تكن خرّاجاً ولاّجاً في الجماعات فتخرج من السعة إلى القوالب الضيّقة، فالإسلام كله لك جادّة ومنهج، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإنَّ يد الله مع الجماعة، فلا طائفيّة ولا حزبيّة في الإسلام، وأعيذك بالله أن تتصدّع فتكون نهّاباً بين الفرق والطوائف والمذاهب الباطلة والأحزاب الغالية، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها، فكن طالب علم على الجادّة تقفوا الأثر، وتتّبع السنن تدعو إلى الله على بصيرة.. » ( الداعية البصير ) د. علي بن عبدالله الصيّاح
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
( الطلب الشديد على البروز الشكلي لدى الشباب كثيرًا ما يكون صدى لفراغ روحي وفكري مخيف ) د. عبدالكريم بكار
( إن الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلميّة ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين . إن بعض الحوارات تنتهي قبل أن تبدأ ، وذلك لعدم التزام المتحاورين بآداب الحوار ) خالد بن محمد المغامسي
(( إظهار البلاء لا على وجه الشّكوى لا ينافي الصبر لأن الله تعالى قال عن أيوب : ( إنا وجدناه صابرا ) مع أنه قال : ( إني مسني الضر )) . النووي
( الكلام عن الأخلاق قليل النفع . والأصل أن يتشرب الأطفال معاني الفضيلة عن طريق الاحتكاك والمعايشة اليوميّة للكبار ...) د. عبدالكريم بكار
( جوهر العبادة إسلام القلب والوجه لله ، ثم تغيير القدم في ميدان الكفاح الشريف دون جزع ولا هوان ، إن العبادة كما هي ضراعة وتسبيح هي قدرة على امتلاك الحياة وتسخييرها في سبيل الله وإعلاء اسمه ) .
( إن العلم لا يجعل المسلم دائمًا أفضل التزامًا ؛ ولكن يجعله على كل حال أكثر حساسيّة نحو مسائل التدين ، والارتقاء الفكري والخلقي ....) د. عبدالكريم بكار
( تفيد تقارير الأمم المتحدة أن المنطقة العربية تسجل حالة إصابة جديدة بفيروس الايدز كل 20 دقيقة ويعيش في الوقت الحالي ما يقرب من نصف مليون عربي مع فيروس الايدز ، وأن العام 2006م شهد وحده 68 ألف حالة إصابة جديدة و36 ألف حالة وفاة ) الإسلام اليوم
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامية العرب
الهدية مقبولة والشكر موصول لناقلها
وهذا والله ماوجدناه في هذا المنتدى الخصيب
انتقاء موفق لأقوال هؤلاء العلماء الأجلاء فأنت كحامل المسك<<<أولئك القوم
أكرمك الله بمسك الجنة أخي الحبيب
( متى تشيع علاقات الحب والعاطفة في علاقاتنا الأسرية . ويكسر احتكار هذه المعاني في الأفلام والأحلام وخارج نطاق الشرعية )
( من أسباب السعادة : إعطاء النفس حظها المعقول من اللذات المباحة دون إفراط ومن حرم نفسه من حقها فقد خالف الشرع والفطرة . إن هذا الحرمان قد يؤدي إلى عله نفسية أو يكون ناتجا عن علة نفسية ) د. محمدالصغير
ملاحــــظــــة : ( طلب الدنيا بعمل الآخرة ثلاثة أقسام : أحدها: أن يعمل الخير خالصًا لوجه الله لكنه يرجو من الله أن يثيبه عليه في الدنيا ، كالذي يتصدق لأجل حفظ ماله وهذا القسم محرم . وثانيها : يعمل الخير لأجل رياء الناس وسمعتهم ، وهذا القسم شرك بالله ، وثالثها: أن يعمل الخير لأجل كسب مادي من الناس مثل الذي يحج لأن يأخذ مالا على الحجة لا من أجل الله تعالى ، أو الذي يتصف بالدين والصّلاح لأجل أن يتعين في وظيفة دينيه لا من أجل الله ، وهذا القسم شرك بالله لأنه قصد بعمله غير وجه الله . أما من أراد بعمله وجه الله لكن حصل له شيء من الدنيا فأخذه فهذا لا إثم عليه وينقص أجره بقدر ما أخذ من الدنيا كالذي يجاهد من أجل الله ويأخذ الغنيمة ) الشيخ محمد السليمان القرعاوي رحمه الله
في 14/ 7/ 1428 من الهجرة النبويّة الشّريفة
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
اقتباس:
طلب الدنيا بعمل الآخرة ثلاثة أقسام : أحدها: أن يعمل الخير خالصًا لوجه الله لكنه يرجو من الله أن يثيبه عليه في الدنيا ، كالذي يتصدق لأجل حفظ ماله وهذا القسم محرم .
كثير ممن أعرفهم يتصدقون لوجه الله راجين من الله دفع بلية أو مصيبة إنفاذا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم((صنائع المعروف تقي مصارع السوء)) هل هذا يندرج تحت هذا القسم؟؟
وما أكثر الامور التي نبتغي بها وجه الله ثم نسأل الله من خيرها في الدنيا كبر الوالدين وما نرجوه من الاجر ثم مانرجوا من بر أبنائنا لنا..........ارجو أن تكون الصورة واضحة جلية
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
ففف النوع الأول : ممن ركبوا هذا الشرك الأصغر وأرادوا بعملهم الحياة الدنيا؛ أنه يعمل العمل الصالح وهو فيه مخلص لله جل وعلا؛ ولكن يريد به ثواب الدنيا ولا يريد ثواب الآخرة. مثلا يتعبد الله جل وعلا بالصلاة وفيها مخلص لله أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله؛ لكن يريد منها أن يصح بدنه، أو وصل رحمه وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة لكي يكون عنده مال فيتصدق وهو يريد بذلك ثواب الدنيا، فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر ومخلصا فيها لله؛ ولكنه طامع في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة، ولم يعمل هربا من النار وطمعا في الجنة، فهذا داخل في هذا النوع، وداخل في قوله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ).
والأعمال التي يعملها العبد ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:
القسم الأول: أن يكون العمل الذي عمله واستحضر فيه ثواب الدنيا وأراده ولم يرد ثواب الآخرة لم يرغِّب الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا، مثل الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأعمال والطاعات، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا ولو أراد به الدنيا فإنه مشرك ذلك الشرك.
والقسم الثاني: أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ورغّب فيها بذكر ثوابا لها في الدنيا، مثل صلة الرحم وبر الوالدين ونحو ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل هذا العمل استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فهو داخل في الوعيد فهو من أنواع هذا الشرك؛ لكن إذا استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا، له رغبة فيما عند الله في الآخرة يطمع الجنة ويهرب من النار واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه «فمن قتل قتيلا فله سلبه» فقتل القتيل في الجهاد لكي يحصل على السلب هذا؛ ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيها عند الله جل وعلا مخلصا فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا، بل قلبه معلق أيضا بالآخرة ققق ( كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى
والله أعلم
رد: رسائل من ( المحمول ) ورسائل أخرى ...
ففف بعد انتهاء المحاورة ولم يقتنع أحد طرفي الحوار بوجهة نظر الآخر ، فإنك قد تجد أحدهما في هذه الحالة يلجأ إلى غيبة أخيه ويتكلم فيه في المجالس وهذا من الأمور المحرمة قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12قال الشوكاني في تعليقه على هذه الآية :( فهذا نهي قرآني عن الغيبة مع إيراد مثل بذلك ، يزيده شدة وتغليظًا ، ويوقع في النفوس من الكراهية له ، والاستقذار لما فيه مالا يقدر قدره . فإن أكل لحم الإنسان من أعظم ما يستقذره بنو آدم جبلة وطبعا ولو كان كافرا أو عدوًا مكافحًا ) ققق خالد بن محمد المغامسي .
فففالناس ينظرون إلى المتعلم العلم الشرعي والصالح نظرة دقيقة فاحصة دون أن يعلم، فربّ خطأ يقوم به لا يلقي له بالاً يكون في حسابهم من الكبائر؛ وذلك لأنه محسوب في مجتمعه قدوة لهم. وهنا تكمن أهمية القدوة وخطورتها، إذ إن كل مفارقة بين أقوال القدوة وسلوكه واهتماماته تشكِّل مصدر حيرة وإحباط لدى عامة الناس، وخصوصا المبتدئين في الالتزام، ويكون مصدر فتنة للناس واستخفاف بالعلم الذي تلقاه.
فالذين يعرفهم الناس بالصلاح والتدين.. وهم في الحقيقة جمعوا مع تلك السمعة تناقضا في الواقع ومخالفة لما يفترض أن يكونوا عليه؛ هؤلاء لا يقال فيه: إنهم لا يصلحون أن يكونوا قدوات، بل إنهم يمارسون دوراً تخريبياً؛ إذ هم يشوهون صورة الصالحين والفضلاء في أذهان العامة، ويعطونهم صورة مخالفة لحقيقة الدين التي قد لا يعرفونها إلا من خلالهم. كما أنههم يشجعون الناس بطريقة خفية على التميع والهشاشة الدينية، ويتسببون في تبخير ما بقي من هيبة واحترام للصالحين، ويكونون سبباً في فقد ثقة الناس بهم.
ولذلك فإنَّ المسؤولية عظيمة وكبيرة على العلماء والدعاة والصالحين وذويهم وأهل بيوتهم بشكل خاص، إذ لا بدَّ أن يؤهلوا تأهيلاً خاصاً لإكمال وظيفتهم الدعوية في المجتمع عن طريق الاهتمام بتحقيق القدوة والأنموذج الواقعي للصلاح والاستقامة. وهذا يلقي عليهم مسؤولية عامة تجاه الناس، فضلاً عن مسؤوليتهم الخاصة تجاه أنفسهم فيما بينهم وبين الله تعالى.
وعلى ذلك فإنَّ على كل مسلم ومسلمة عرف طريق الحق وسلكه، أن يجاهد نفسه ليقترب ما استطاع من ذلك الأنموذج الإنساني الراقي، نعني به القدوة، وإذا نظرنا في تاريخ العلماء والصالحين وجدنا أدبيات كثيرة تحثّ المسلم على التميز والحرص على العمل بالعلم، إذ يقول سفيان بن عيينة: "إذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل، فما أصنع بالعلم الذي كتبت؟!". وقال الحسن: "لا تكن ممَّن يجمع علم العلماء وطرائف الحكماء، ويجري في العمل مجرى السفهاء". وقال أيضاً: "كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده".
فالرأس في الخير لا بدَّ أن يسير في طريق المجاهدة ومنابذة الشهوات، ولا يرتضي لنفسه أن يكون من الخلوف الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم "يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون"، وإنما يحرص على أن يكون من أتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين وصفوا بأنهم: "يأخذون بسنته ويقتدون بأمره" وكما يقول مالك بن دينار: "إنَّ العالم إذا لم يعمل بعلمه، زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصخرة الصماء"ققق .أسماء بنت راشد الرويشد