نموذج (حرص رجل كفيف على الصلاة في المسجد دون المصلى رغم المشقة) فما حالنا نحن ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد:
حدثني الوالد متع الله به على طاعته، قال: كان (عبدالله) في بلده أشيقر يدرس الطلاب في الكتَّاب ويحفظهم كتاب الله، بعد أن أتم حفظه ، ودرس على علماء بلده، وكان كفيفاً، ومع هذا يخرج إلى بساتين أهله وأجداده يساعد في (الصدر) وهو إخراج الماء من الأبار بواسطة الدواب، بل يصعد النخل الطويل جداً الذي لايتمكن من صعوده المبصرين، فإذا حان وقت الصلاة ، صلى أهل البساتين في مصلى مبني بين البساتين لوجود جماعة كثيرة العدد ، ولبعد البساتين عن أقرب مسجد، فيصلون جماعة ، أما عبدالله فيأبى إلا أن يعود ويصلي في المسجد داخل البلد مع المشقة عليه لكونه كفيفاً، ويقول لمن يلومه:الصلاة هنا جائزة لكنه مصلى، ولا أريد أن أفوت أجر الصلاة في المسجد الذي تقام فيه الصلوات الخمس. والمصلى ليس مثل المسجد .
ذلك هو: الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الحميِّد رحمه الله، والد الدكتور سعد الحميِّد
قلت : هذا من فقهه رحمه الله، روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ......) وذكر منهم ورجل قلبه معلق في المساجد .....يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) : معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه القعود في المسجد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) حديث صحيح ....
وروى ابن سعد عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال : جاء عمر رضي الله عنه سعيد بن يربوع إلى منزله فعزاه في ذهاب بصره وقال : ( لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .قال : ليس لي قائد فقال الفاروق : فنحن نبعث إليك بقائد .
فبعث إليه بغلام من السبى . وكذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يمر في الطريق مناديا ( الصلاة الصلاة ) كان يوقظ بذلك الناس لصلاة الفجر وكان رضي الله عنه يفعل ذلك كل يوم.