مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
الحمد رب العلمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد :
فإنَّ مما لا يروق لطالب العلم أن يجد إماماً كبيراً مثل :" الإمام مالك بن أنس "0رحمه الله تعالى قد وُصِف بالتدليس ، أو حتى التسوية بدون تدليس – كما ذهب إلى ذلك الحافظ ابن حجر في كتابه الماتع :" النكت على ابن الصلاح "0
وقد كان النقل الخاطىء ، أو الفهم الخاطىء أحد أهم الأسباب التي جعلت ببعضهم يرمي الإمام مالك بهذه الخلة – أي التدليس0
وقد أورد الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عدة من الأمثلة على أنَّ الإمام مالك رحمه الله تعالى كان يسوي في الإسناد ، بدون تدليس طبعاً0[1]
وها أنا أسوق هذه الأدلة ، وأبين وجه الخطأ في الاستدلال بها على ما ذهب إليه الحافظ من أمر :" التسوي ة "0عند الإمام مالك رحمه الله تعالى0
المثال الأول :
فقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه :" النكت على ابن الصلاح "0عن ابن عبد البر رحمه الله تعالى أنَّ الإمام مالك رحمه الله تعالى قد سوى في بعض الأسانيد وأسقط ما لا يرضاه من الرواة ، فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ما نصه :(2/618)0
" ومثال ما لا يدخل في التدليس ما ذكره ابن عبد البر وغيره أنَّ مالكاً سمع من ثور بن زيد أحاديث عن عكرمة عن ابن عبَّاس رضي الله عنه ، ثُمَّ حدَّث بها عن ثور عن ابن عبَّاس وحذف عكرمة لأنَّه كان لا يرى الاحتجاج بحديثه
فهذا مالك قد سوى الإسناد بإبقاء من هو عنده ثقة ، وحذف من ليس عنده بثقة ، فالتسوية قد تكون بلا تدليس00"0
وقال في كتابه :" طبقات المدلسين "0بعد ذكر نحو هذا الكلام :(ص24)0
" وأنكر ابن عبد البر أن يكون تدليساً "0
قلتُ : إنَّ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يقصد في كلامه السابق ما أخرجه الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ :(رقم632)0 من طريق ثور بن زيد الديلي عن ابن عبَّاس رسول اللهصلى الله عليه وسلمذكر رمضان فقال : لاتصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين0
ولا شكَّ على أنَّ هذا الحديث محفوظ عن عكرمة عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما ، لكن الذي يُشكُ فيه نسبة هذا الكلام إلى الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى0
و لا أدري كيف فهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى من أنَّ الإمام مالك :" لا يرى الاحتجاج بحديثه "0أي بحديث عكرمة مولى ابن عبَّاس رحمه الله تعالى ، وبالتالي أسقطه من إسناد هذا الحديث0
ولا بأس بأن أنقل تمام كلام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في هذه المسألة لنرى هل وُفِقَ الحافظ ابن حجر في نقله و فهمه لكلام الحافظ ابن عبد البر0
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتابه الفذ المبارك التمهيد ، ما نصه :(2/26)0
" هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك عن ثور بن زيد عن ابن عباس ليسفيه ذكر عكرمة ، والحديث محفوظ لعكرمة عن ابن عباس ، وإنَّما رواه ثور عن عكرمة ، وقد روىعن روح بن عبادة هذا الحديث عن مالك عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول اللهصلى الله عليه وسلمذكر رمضان ثم ساقه إلى آخره سوا0
وليس في الموطأ في هذا الإسناد عكرمة وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لأنه كرهأن يكون في كتابه لكلام سعيد ابن المسيب وغيره فيه ولا أدري صحة هذا لأن مالكا قدذكره في كتاب الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن ابن عباس وترك رواية عطاء في تلكالمسألة وعطاء أجل التابعين في علم المناسك والثقة والامانة روى مالك عن أبي الزبيرالمكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أنه سئل عن رجل وقع على امرأته وهوبمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة وروى مالك أيضا عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمةمولى ابن عباس قال أظنه عن ابن عباس أنه قال الذي يصيب أهله قبل أن يفيض يعتمرويهدي و به قال مالك0
قال أبو عمر : عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنهلا حجة مع أحد تكلم فيه وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه لأنه بلغه أنسعيد بن المسيب كان يرميه بالكذب ويحتمل أن يكون لما نسب إليه من رأى الخوارج ، وكلذلك باطل عليه إن شاء الله "0
انظر كيف أصبح هذا الاحتمال عند ابن عبد البر ، يقيناً عند الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، ولا أدري كيف نسب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى إلى ابن عبد البر القول بأنَّ مالكاً قد حذف عكرمة من هذا الإسناد ، لأنَّه كان لا يرى الاحتجاج ، و ابن البر رحمه الله تعالى هو القائل بصريح العبارة :" وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لأنه كرهأن يكون في كتابه لكلام سعيد ابن المسيب وغيره فيه ولا أدري صحة هذا "0
والغريب في الأمر أنَّ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، قد نسب هذا الكلام ، إلى ابن البرقي لا إلى ابن عبد البر رحمه الله تعالى فقال في كتابه التهذيب في ترجمة ثور بن زيد الديلي ، فقال ما نصه :(2/25)0
" فذكر – أي ابن الحذاء – عن ابن البرقي أنَّ مالكاً ترك ذكر عكرمة بين ابن عبَّاس وثور "0
ولعلَّ هذا هو الصواب في الأمر ، أي أن يكون الذي قال ذلك هو ابن البرقي لا ابن عبد البر رحمه الله تعالى ، ويكون اسم ابن عبد البر رحمه الله تعالى قد صحف من ابن البرقي ، وذلك لشهرة ابن عبد البر من جهة ، و لأنَّ لابن عبد البر كلام طويل على موطأ الإمام مالك وذلك في كتابيه :" التمهيد "0و :" الاستذكار "0
و من هنا لا يُستبعد أن يكون هو المقصود من كلام ابن عبد البر عندما قال :
" وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لأنه كرهأن يكون في كتابه لكلام سعيد ابن المسيب وغيره فيه ولا أدري صحة هذا 00"0
أقول لا يستبعد هذا ، وذلك لأمرين :
الأول: أنَّ هذا الرجل – أي ابن البرقي رحمه الله تعالى - له كلام كثير في الرجال ، وقد أخذ هذا الفن عن يحيى بن معين - كما قال الذهبي في السير – بل وقد ألف في هذا الباب كتاباً في : " الضعفاء "0انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي :(13/46)0
الثاني : إنَّه متقدم على الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى ، لذا من الممكن أن يكون ابن البر قد ردَّ عليه في كلامه السابق0
وقد كنتُ أظن أن يكون في النص تصحيفاً في المطبوع ، فرجعتُ إلى إحدى نسخ النكت المخطوطة ، فوجدتُ أنَّ هذا التصحيف في أصل المخطوط ، والله أعلم بالصواب0
وهذا هو رابط المخطوط :
http://www.mediafire.com/?jzgmt0zzzt3
ملاحظة : تجد هذا المبحث في الورقة :(102)0 الجهة اليمنى في أعلى هذه الورقة0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
يتبع إن شاء الله تعالى
[1] ولمن أراد أن يقف على التفريق بين :" تدليس التسوية "0وبين :" التسوية "0فليرجع إلى كلام الحافظ في النكت على ابن الصلاح :(2/618)0
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي0
بارك الله فيكم
أحسنتم وأفدتم
لكني أخالفك فيما ذهبت إليه:
تدبر معي في هذه النقول:
/// أبو عبد الله الشافعي في الأم قال: أخبرنا مالك عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس أنه سئل عن رجل وقع على أهله وهو محرم وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة .
قال الشافعي وبهذا نأخذ
قال مالك عليه عمرة وبدنة وحجة تامة ورواه عن ربيعة فترك قول بن عباس بخبر ربيعة ورواه عن ثور بن يزيد عن عكرمة يظنه عن بن عباس
قال الشافعي وهو سيءالقول في عكرمة لا يرى لأحد أن يقبل حديثه وهو يروي سفيان عن عطاء عن ابن عباس خلافه وعطاء ثقة عنده وعند الناس قال والعجب له أن يقول في عكرمة ما يقول ثم يحتاج إلى شيء من علمه يوافق قوله ويسميه مرة ويروي عنه ظنا ويسكت عنه مرة فيروي عن ثور بن يزيد عن بن عباس في الرضاع وذبائح نصارى العرب وغيره وسكت عن عكرمة وإنما حدث به ثور عن عكرمة وهذا من الأمور التي ينبغي لأهل العلم أن يتحفظوا منها فيأخذ بقول بن عباس من نسى من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دما فيقيس عليه ما شاء الله من الكثرة ويترك قوله في غير هذا منصوصا لغير معنى...".
/// و البيهقي في المعرفة والكبرى: من طريق القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن ثور بن زيد الديلي ، عن عبد الله بن عباس ، أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب......
قال الشافعي: والذي يروى من حديث ابن عباس وإحلال ذبائحهم ، إنما هو من حديث عكرمة ، أخبرنيه ابن الدراوردي ، وابن أبي يحيى ، عن ثور الديلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب ، فقال قولا حكياه هو إحلالها ، وتلا : "ومن يتولهم منكم فإنه منهم".
ولكن صاحبنا سكت عناسم عكرمة ، وثور لم يلق ابن عباس قال أحمد البيهقي : يريد بصاحبنا مالك بن أنس ، وقد رواه ابن وهب عن مالك ، فذكر فيه عكرمة أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن بالويه ، حدثنا أحمد بن علي الخزاز ، حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني مالك ، فذكره ، وكأنه لم ير الاحتجاج برواية عكرمة فلم يذكر اسمه في الموطأ ".
وزاد في الكبرى:" يعنى بصاحبنا مالك بن أنس لم يذكر عكرمة فى أكثرالروايات عنه وكأنه كان لا يرى أن يحتج به وثور الديلى إنما رواه عنه عن ابن عباس فلا ينبغى أن يحتج به".
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي0
/// أبو الحسن الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك:"روى مالك في الموطأ عن ثور بن زيد عن ابن عباس ذكر رسول الله رمضان فقال ( لا تصوموا حتى تروا الهلال )
وثور لم يسمع ابن عباس وإنما روى هذا الحديث عن عكرمة عن ابن عباس ومالك لا يرضى عكرمة ويروي أحاديثه مدلسة مرسلة يسقط اسمه من الإسناد في غير حديث في الموطأ
وهذا حديث آخر :
روى مالك في الموطأ عن ثور بن زيد أنه بلغه عن النبي أيما دار أو أرض قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار قسمت في الإسلام فهي على قسم الجاهلية
وحدث به إبراهيم بن طهمان عن مالك عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس وأرسله في الموطأ لم يذكر فيه عكرمة ولا ابن عباس".
/// وفي العلل :"ووهم مالك في قوله عن يحيى عن عبد الرحمن بن أبان أو تعمد إسقاط عاصم بن عُبَيد الله فإن له عادة بهذا أن يسقط اسم الضعيف عنده في الإسناد مثل عكرمة ونحوه".
وفي موضع آخر:"وقول الليث أصح ومن عادة مالك إرسال الأحاديث وإسقاط رجل".
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي0
/// وأبو بكر الخطيب في الكفاية:"ويقال إن ما رواه مالك بن أنس عن ثور بن زيد عن بن عباس كان ثور يرويه عن عكرمة عن بن عباس وكان مالك يكره الرواية عن عكرمة فأسقط اسمه من الحديث وأرسله وهذا لا يجوز وان كان مالك يرى الاحتجاج بالمراسيل لأنه قد علم أن الحديث عمن ليس بحجة عنده وأما المرسل فهو أحسن حالة من هذا لأنه لم يثبت من حال من أرسل عنه أنه ليس بحجة...". ذكره في أنواع التدليس
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي0
/// والإمام أحمد بن حنبل
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول:
"دية المسلم اثنا عشر ألفا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبي حول مالك وجهه فقلت لأبي لم حول مالك وجهه قال من أجل عكرمة
قال أبي وكان مالك يعجبه هذا القول
قال أبي وما علمت مالكا حدث فسمى عكرمة إلا في حديث الرجل يطأ امرأته قبل الزيارة عن ثور عن عكرمة فقال أحسب عن ابن عباس
قال وسمعت أبي يقول حدث بهذا سفيان بالمدينة فقيل لمالك إن سفيان حدث بكذا وكذا عن عمرو فقال عن من قيل عن عكرمة فقال مالك برأسه فحوله ولم يعجبه يعني لأنه عن عكرمة".ا.هـ
وهذا هو الصحيح أن مالكا لم يسم عكرمة إلا في هذا الموطن وهو في الموطأ وفي غيره لا يسميه وما جاء فيه مسميا فهو وهم ممن دونه
/// وأبو الحسين ابن المديني قال:
"لم يسم مالك عكرمة في شئ من كتبه إلا في حديث ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس في الذي يصيب أهله وهو محرم، قال: يصوم ويهدي وكأنه ذهب إلى أنه يرى رأي الخوارج. وكان يقول في كتبه: رجل".
وقال: "أرى مالكاً سمعه من الحارث ولم يسمه وما رأيت في كتب مالك عنه شيئاً".
علق ابن حجر عليه قائلا:" وهذه عادة مالك فيمن لا يعتمد عليه لا يسميه".
/// ويحيى بن معين: "كان مالك يكره عكرمة، قيل: فقد روى عن رجل عنه، قال: شي يسير".
/// وعن تلاميذ مالك:
قيل لابن أبي أويس : لم لم يكتب مالك حديث عكرمة مولى ابن عباس قال لأنه كان يرى رأي الإباضية
وإبراهيم بن المنذر حدثني مطرف قال سمعت مالكا يكره أن يذكر عكرمة ولا يرى أن يروي عنه
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي عن معن بن عيسى ومطرف بن عبد الله المدني ومحمد بن الضحاك الحزامي قالوا: كان مالك لا يرى عكرمة ثقة، ويأمر أن لا يؤخذ عنه.
يتبع.....
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي0
/// والجوهري في مسند الموطأ:
"القعنبي عن مالك عن ثور بن يزيد الديلي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال : " لا تصوموا حتى تروا الهلال فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين " .
وفي رواية أبي مصعب : " ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم " .
وهذا حديث مرسل .
وقد رواه روح بن عبادة عن مالك في غير الموطأ عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس . وكان مالك لا يرضى عكرمة مولى ابن عباس .".
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
/// وعن ابن تيمية في صحة أصول مالك وابن كثير في تفسيره تركته اختصارا
/// تذييل: مراد أبي عمر بقوله:"وزعموا": الشافعي فإنه قال بعد ذلك:"وقد قال الشافعي في بعض كتبه نحن نتقي حديث عكرمة وقد روى الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى والقاسم العمري وإسحاق بن أبي فروة وهم ضعفاء متروكون وهؤلاء كانوا أولى أن يتقى حديثهم ولكنه لم يحتج بهم في حكم وكل أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فذكر تناقض الشافعي بعد الدفاع عن مالك لأن الشافعي هو المعترض كما تبين من نقل البيهقي
ولأن كلام أبي عمر عن ترك مالك لقول عطاء هو نفسه كلام الشافعي
ولكنه وظفه للتدليل على مكانة عكرمة عند مالك والشافعي وظفه لإبراز خطأ وتناقض مالك
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
/// وقد عدد ابن حجر في الموضع الذي أحال عليه أخونا أبو محمد الأحاديث التي سواها مالك فلتنظر
وقد زدت عليها ما يتعلق بعكرمة وهي:
/// مالك عن ثور بن زيد الديلي ، عن عبد الله بن عباس ، أنه كان يقول : ما كان في الحولين وإن كانت مصة واحدة فإنها تحرم.
قال البيهقي: قال الشافعي : وأراه من حديث عكرمة ، يريد أن ثورا إنما أخذه عن عكرمة ، عن ابن عباس . وهو كما قال . فكذلك رواه الدراوردي ، عن ثور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس .
/// ومالك عن ثور بن زيد الديلي قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أيما دار أو أرض قسمت... الحديث
/// ومالك عن ثور بن زيد الديلي ، عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان ، فقال : لا تصوموا حتى تروا الهلال
قال البيهقي: وثور بن زيد إنما رواه عن عكرمة ، عن ابن عباس ، إلا أن مالكا كان لا يسمي عكرمة في أكثر رواياته عنه ..".
/// وأحمد بن صالح قال : قرأت على ابن نافع قال : أخبرني مالك ، عن ثور بن زيد الديلي ، قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ثم ذكر مثله ولم يذكر في إسناده بعد ثور بن زيد أحدا .
رواه إسماعيل ابن أبي أويس عن ثور أو عن أبيه عن عبد الله بن أبي عبد الله النصري المدني عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس
/// ومالك عن ثور بن زيد الديلي :أن عمر بن الخطاب استشار في الخمر
وصله النسائي في الكبرى والحاكم من وجه آخر عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس
/// وعن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب انه قال :من ساق بدنة تطوعا فعطبت فنحرها ثم خلى بينها وبين الناس يأكلونها فليس عليه شيء وان أكل منها أو أمر من يأكل منها غرمها
وحدثني عن مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد الله بن عباس مثل ذلك .
/// ومالك عن داود بن الحصين قال أخبرني مخبر أن عبد الله بن عباس كان يقول دلوك الشمس إذا فاء الفيء.
قال ابن عبد البر في الاستذكار: المخبر ها هنا عكرمة....وكان مالك يكتم اسمه لكلام سعيد بن المسيب فيه وقد صرح به في كتاب الحج....
/// ومالك أنه بلغه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :تركت فيكم أمرين لن تضلوا
رواه أبو أويس عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس
فأظن أن مالكا أخذه من ثور وأرسله لحال عكرمة
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
/// والتدليس ليس بعيب
قال الدارقطني: "إن مالكا ممن عمل به وليس عيبا عندهم". أي التدليس
لكن ينظر في كلام الخطيب أعلاه
ويمكن أن يجاب عنه بأن مالكا أسقط عكرمة لا لأنه ضعيف ولكن من أجل رأيه
فهو ثقة لكنه كره أن يذكره في كتبه لأن أهل المدينة كانوا لا يرضونه من أجل مذهبه
والله أعلم
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
/// أخي أبا محمد وفقك الله
انظر ترجمة عكرمة تجد أن بعض الأئمة كان يسقطه من السند ولا يسميه من أجل اعتقادهم أنه رديء المذهب لا من أجل ضعفه
فهذا يؤكد ما تقدم : أن روايتهم عنه مع إسقاطه (سواء سمي تدليسا أو تسوية) ليس بعيب
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
الحمد لله رب العالمين00والصلا ة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد :
شكر الله لك شيخنا الفاضل :" أمجد الفلسطيني "0على هذه التوضيح القيم00وبارك الله فيكم00ولعلَّ الله ييسر لي بعض التعليق على ما تفضلتم به في وقت لا حق إن شاء الله تعالى0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
بارك الله فيكم على هذه الدرر البهية واالثمينة وزادكما علما ونورا.
بعد كل هه التعليقات المباركة بدى أن هذا الصنيع لي بتدليس قبيح(كالتدليس التسوية)رغما أنهما جاءا على منوال واحد .
فالتدليس عند أهل الحديث والُثقات مذموما لا يحتج بحديث صاحبه إذا شذَّ أو إنفرد,كتدليس بقية بن الوليد مثلا.
فصنيع الامام مالك هو إرسال وليس بالتدليس,لأن المسقوط هنا(ثقة) فإنما لا يرضاه لرأيه.(والله اعلم).
وهو مفهوم كلام الخطيب رحمه الله تعالى:...وأما المرسل فهو أحسن حالة من هذا لأنه لم يثبت من حال من أرسل عنه أنه ليس بحجة...". (الكفاية).والله تعالى أعلى وأعلم.
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
نفع الله بكم .
مما يلاحظ من الأمثلة السابقة أن مالكا لم يسقط عكرمة فحسب ، بل أسقط ابن عباس في بعضها ، وبالطبع لم يسقط ابن عباس لشي إلا لأن من عادته أن يرسل الأحاديث ، كما ذكر الدارقطني وغيره.
وبجانب الموضع الذي ذكره أخونا أمجد ، عن الدارقطني ، ما جاء في علل الدارقطني 6 / 63 : وقول الليث أصح ومن عادة مالك ارسال الأحاديث واسقاط رجل.
وفي 14 / 425 : ... رَواهُ مالِكٌ ، عَن أَبِي الرِّجالِ ، عَن عَمرَة ، مُرسَلاً ، ومِن عادَةِ مالِكٍ أَن يُرسِل أَحادِيث.
ومما يؤكد أن مالكا أسقط عكرمة لرأيه لا لضعفه ، ما ذكره ابن أبي حاتم : سألت أبي عن عكرمة مولى ابن عباس ؟ فقال : هو ثقة ، قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : نعم ، إذا روى عنه الثقات ، والذي أنكر عليه يحيى ين سعيد الأنصاري ومالك فلسبب رأيه .
رد: مناقشة الأدلة التي ساقها الحافظ ابن حجر للتدليل على أنَّ الإمام مالك كان يسوي
السلام عليكم اريد ان أعدل الفقرة الأولى من ردي(أعلاه)
بارك الله فيكم على هذه الدرر البهية واالثمينة وزادكم علما ونورا.
بعد كل هذه التعليقات المباركة بدى أن هذا الصنيع ليس بتدليس قبيح(كالتدليس التسوية)رغما أنهما جاءا على منوال واحد .
فالتدليس عند أهل الحديث والُثقات مذموما لا يحتج بحديث صاحبه إذا شذَّ أو إنفرد,كتدليس بقية بن الوليد مثلا.
فصنيع الامام مالك هو إرسال وليس بالتدليس,لأن المسقوط هنا(ثقة) فإنما لا يرضاه لرأيه.(والله اعلم).
وهو مفهوم كلام الخطيب رحمه الله تعالى:...وأما المرسل فهو أحسن حالة من هذا لأنه لم يثبت من حال من أرسل عنه أنه ليس بحجة...". (الكفاية).والله تعالى أعلى وأعلم.
بارك الله فيكم