لا أعجب إلا
من أخطاء في اللغة بالجملة عند طلبة العلم
عرض للطباعة
لا أعجب إلا
من أخطاء في اللغة بالجملة عند طلبة العلم
أحسنت أخي الموسوي على حرصك وغيرتك.. لكن أجمل بها لو كانت برسالة خاصة لمن لحظت عليه مثل هذه الملاحظات من إخوانك.
وبالنسبة لسند البزار أخي (عبد الرحمن) فيستحيل عدم ذكر بكير بن عتيق في مثل هذا السند قصداً؛ فهو يكاد يكون نسخة تروى به، وما أراه إلا سقطاً وقع في الإسناد، وليس للأمر علاقة بالفضل بن سهل،فقد رواه عن زفر من هو بمثل مكانة الفضل أو أفضل.
وبالنسبة ليحيى ووصفه بالسرقة؛ فلا يشك في هذا وقد ثبتت، لكن أن نعممها ونجعل لها قاعدة كما قعدت أنت هنا حفظك الله = فهذا يحتاج إلى تثبت ودراسة وعرض، وما أراها إلا كما قلت لك أعلاه: هي أشبه بصحيفة تروى عن صفوان عن بكير عن سالم عن أبيه عن جده... فإنه يحسن به الظن والحالة هذه.
أظنه والله أعلم يصعب أن تكون مجرد سقط
لأنه قال هكذا قال: بل أظنه ما قال تلك الكلمة إلا خوفا من أن يعتقد أنه ثمت سقط
ثانيا
ألا يُحتمل أن البزار قال : هَكَذَا ، قَالَ:
إما انه أشار إلى أن هناك سقط مابين عثمان بن زفر وصفوان -ولاشك أن المعني هو يحي - لأنه هو من يأخذ أصح أسانيد أهل المدينه ويركب عليها المتون
وكلا هما من أهل الكوفة والغالب فيهم التدليس
أو أنه أراد أن يأكد أن رواية زفر ليس فيهابكير بن عتيق كما اعتقد غيرهم.
من من رواها مقرونة بغيرها
فما هو رأيكم بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
.
قد شغلك هذا الحديث وأهمك يا أخي (عبد الرحمن) أيما شغلٍ وهم.. أعتقد أن نومك أصبح قليلاً في الفترة الأخيرة من أجل البحث والتنقيب (ابتسامة ومداعبة).
لا بأس أخي.. بل أفيدك رعاك الله أنه ما قال: (هكذا قال) إلا لوثوقه بمخالفته للجادة التي يروى بها هذا الإسناد، وأنه معروفٌ بهذا السند فخالف الفضل فيه غيره ممن روى عن زفر هذا الحديث، وكأنه يشير رحمه الله إلى وهم الفضل فيه.
وكأني بك صرفت مقصد البزار بمقولته إلى غير بكير بن عتيق؛ وهذا ما أوقع اللبس عندك حفظك الله.
وإلا فالحديث يروى عن صفوان عن بكير بلا نزاع في ذلك من ثلاثة طرق لا رابع لها على ما هو موجود:
-طريق عثمان بن زفر.
-طريق ضرار بن صرد.
-طريق يحيى الحماني.
ومن الأئمة من روى الحديث من طريق اثنين معاً، ومنهم من روى الحديث من طريق الثلاثة جميعاً كالحكيم.
ولا يستقيم أبداً أن نقول: هناك سقط بين زفر وصفوان؛ والساقط هو: يحيى!!! كيف وقد روي الحديث مقروناً برواية الاثنين معاً مما يؤكد السماع من الطرفين لصفوان للحديث بهذا السند.
معذرة ياشيخ أتبعتك معي
والله ما حملني على ذلك سوى أنه بعيد جدا عندي أن يكون حديث قدسي بهذه الأهمية يروى بإسناد من أصح الأسانيد على الإطلاق
ثم نجده يدوربين ثلاثة
1- من اتهمه غير واحد بسرقة الأحاديث
2- من أتهم بالكذب ووضع الأحاديث ونكارتها
3- من قال في حقه بن حبان ما قال
ثم لم نجده تراجع عن قوله ذلك ولا تراجع عن اتهامه للحديث بالوضع
بل أكتفينا بوضعه لاسمه في كتابه الثقات الذي فيه ما فيه مع توثيق مجمل من غير ابن حبان
وسامحني يا شيخ فقد والله أتعبنا أهل الكوفة كثيرا
.
بل يعلم الله يا أخي (عبد الرحمن) لأنك ومطارحاتك أهنأ من الماء البارد في اليوم القائض على قلبي.. بل هذا من حقك، ونسعد بالمساجلة العلمية معك حفظك الله.. فلم تتعبنا ولم يحصل رعاك الله ورفع قدرك..
نرجع للموضوع الأساس حفظك الله؛ فأقول:
لا يلزم من كون سند الحديث _ المتقدم _ من أصح الأسانيد حتى ينتشر ويشتهر ويتداوله المحدثون، فكم من حديثٍ سنده أصح من حديثنا هذا ومع ذلك لم يروه إلا راويان أو ثلاثة.. فلا ضير هنا، وكما قلت لك سابقاً: هذه فائدة هذا العلم وتحقيقه وسبره.. وصدقني هنا اللذة.
وأما بالنسبة لصنيع ابن حبان؛ فإنه لا يخفى على من عرف طريقة الإمام أنه يفسر في جرحه ويبين بحسب ما وقع له ويستطرد في ذلك في كثير من الأحيان، بينما في توثيقه فإنه يكتفي في أغلب الأحيان بذكره فقط؛ على أساس أن ذكره في هذا الكتاب _ أعني الثقات _ كافٍ في عبوره القنطرة _ على أقل الأحوال عند ابن حبان نفسه _؛ فلذلك كثيراً ما كان يخرج لمثل هؤلاء في صحيحه.. فلا يُهِمُّكَ صنيعه هذا ولا يقلقك؛ فهي عادته.
ثم يا أخي الحبيب ### أقل أحوال الحديث تجاوزاً منا = (له أصل) أما كونه موضوع فلا ولا ولا بل وألف لا، فتشكل من مجموع رواياته وطرقه ومخارجه تحسينٌ للحديث لكن ليس لذاته (أبداً) بل هو على الصحيح الصواب فيه = (لغيره).
بل الأحاديث الصحيحة الأخرى تشهد لمعناه الصحيح، وأكتفي بهذا الحديث الشريف _ والبقية عليك _ "سبق المفردون".
هون عليك يا بن شيخنا، وأخوك تحت أمرك _ ما دام يعرف _ في أي وقت.
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع، حبذا لو يتجنب الإخوة مزالق النحو والأخطاء اللغوية...
بخصوص صاحب الموضوع كتب بارك الله فيه في أول مشاركته ـ وأظنها سبق قلم ـ : ما عدى والصواب كتابتها بالألف الممدودة (ما عدا).
جزاكم الله خيرا.
219804: حديث : ( مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ )
السؤال:
هل هذا حديث بحثت ولم أجد نتيجة " من شغله ذكري عن مسألتي ... " ؟
تم النشر بتاريخ: 2014-07-13
الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث روي من حديث أبي سعيد الخدري ، وعمر بن الخطاب ، وجابر بن عبدالله ، وحذيفة ، وأنس ، رضي الله عنهم .
- أما حديث أبي سعيد : فرواه الترمذي (2926) ، والدارمي (3356) ولفظه : ( مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ ) .
وفي إسناده عطية العوفي ، وهو ضعيف ، وخاصة فيما يرويه عن أبي سعيد .
انظر : " التهذيب " (7/225) .
وفيه أيضا محمد بن الحسن الهمداني ، وهو متروك ، انظر : " الميزان " (3/514) .
- وأما حديث عمر بن الخطاب : فرواه البخاري في " تاريخه " (2/115) ، والطبراني في " الدعاء " (1850) ، والبيهقي في " الشعب " (567) وفيه صفوان بن أبي الصهباء وهو ضعيف الحديث ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وأعاده في الضعفاء فقال : " منكر الحديث ، يروي عن الأثبات ما لا أصل له ، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات " .
انظر: " التهذيب " (4/427) .
- وأما حديث جابر : فرواه البيهقي في " الشعب " (568) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (584) وفي إسناده الضحاك بن حُمرة ، وهو متروك الحديث .
" الميزان " (2/322) .
- وأما حديث حذيفة : فرواه أبو نعيم في " الحلية " (7/313) ، وفي إسناده عبد الرحمن بن واقد ، قال ابن عدي : يحدث بالمناكير عن الثقات ويسرق الحديث .
"تهذيب التهذيب" (6 /262) .
- وأما حديث أنس بن مالك : فرواه ابن عساكر في " معجمه " (527) وفي إسناده يوسف بن عطية ، وهو متروك . " التهذيب " (11/418-419) .
- وأما حديث عمرو بن مرة : فرواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (29273) عنه مرسلا ، أي : بدون ذكر الصحابي الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله في " الضعيفة " (4989) ، وعلماء اللجنة الدائمة ، كما في " فتاوى اللجنة " (24/ 191) ، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في " فتاوى نور على الدرب " (6/ 2) بترقيم الشاملة ، وقال :
" لأن مسألة الله تعالى من عبادته كما قال الله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) فالإنسان مأمور بالذكر ومأمور بالدعاء ، ولا يغني أحدهما عن الآخر " انتهى .
وقد بالغ بعض العلماء فحكموا عليه بأنه موضوع ، كابن الجوزي والذهبي والشوكاني .
انظر : " الموضوعات " لابن الجوزي (2/165) ، وتلخيصها للذهبي (ص 313) ، " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " للشوكاني (ص 136) .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم :(149276) .
والله تعالى أعلم .
جزاكم الله خيراً.