قصيدة "من تحت الأنقاض" لأبي فهر محمود شاكر رحمه الله
من تحت الأنقاض
نشرت بمجلة الرسالة السنة 11 في 23 جمادى الأولى 1362 , 31 مايـو 1943
حسرةٌ ولَّت, و أخرى أقبلـت*******كيفَ؟ مِن أينَ؟ .. متى؟ لم أعلمِ
مـوجةٌ سـوداءُ تنقـضُّ على*******موجـةٍ في بحـر ليـلٍ مظـلمِ
تَـتَفـانى وهي لا تَـفْنى, وكم*******ردَّهـا تيارهـا كالضَّيـغـمِ!
صمَّمت, حتى إذا ما التهـمتْ*******نـورَ أياميَ طاشـت في دمـي
فـهوَ أمواجُ ظلامٍ .. لا تَـرَى******لا تُبَالي .. لا تَعِي .. لا تَحْـتَمي
زهرةٌ حَنَّتْ, فبـاحت؛ فذوت*******أذْبَـلَتـها نَـفْحةٌ لم تُـكْتَـمِ
شكـتِ البِثَّ لِنجمٍ سـاطعٍ********ثُمَّ ظَـلَّتْ في شُـعـاعٍ مُلهِـمِ
شَعْشَعتْ عِطراً, فَلَم يَعـبَأ بِهِ********لَـثِمَ الْمَـوْطِئَ أمْ لَـمْ يَلْـثَمِ
فَـضَّ سِرٌ سِرَّهَا فَانْتَـفَضَتْ********فَـهَوَتْ سـاجدةً لم تُـرْحَـمِ
و رَمَى النجمُ شُعَاعاً و سَـنًى********ثُمَّ ضاعَ النَّجمُ بَيْـنَ الأنْـجُمِ
قدْ جَلاَ الوَهمُ عَروساً زُيِّـنَتْ********لَبِسَتْ حِلْـيَـتَها لِلمَـأتَـمِ
إنَّـمَا أثْـوَابُـها أكْـفَانُـها*******وَ الأغَـاني لَحْـنُ قبرٍ مُـعْتِمِ
وَ وجُوهٌ أشـرَقَتْ مِن نَشْـوةٍ*******لَمْ تَـكدْ .. ثُمَّ هَوَتْ لم تَسْلَمِ
شَهَواتٌ أشْعَلَتْ .. ثُمَّ خَـبَتْ*******لم تَـكُنْ إلا شَـكَـاةَ المُغْـرَمِ
نَـظْرةٌ, ثُمَّ هَـوًى, ثُمَّ مُـنًى*******ثُمَّ .. وَانْـفَضَ كَـأَنْ لم تَحْلُمِ
لا أرى إلا فَنَـاءً أو سُــدًى******فَـبَصِـيرٌ في ضَـلالٍ أو عَـمِ
وَ لَـيَالٍ أظْـلَمَت أنـوَارُهَـا******وَ لَـيَالٍ نُـورُهَـا لم يُـظْلِـمِ
وَ هُما الدَّهرُ .. فلا لَـيْلَ وَ لا*******صُـبْحَ, بَـلْ وَالِدَةٌ لم تَـعقَـمِ
وَ حَـيَاةٌ مِنْ فَنَاءٍ فُـجِّـرَتْ********لِفَنَـاءٍ فـي حَيَـاةٍ يَـرْتَـمي
كُلُّـهُ لَمْحُ وَمِيـضٍ خَاطِـفٍ*******ثُمَّ .. لا شَيء .. فَجَاهِدْ أو نَـمِ
"إعصفي يا رياح و قصائد أخرى" 232-235
رد: قصيدة "من تحت الأنقاض" لأبي فهر محمود شاكر رحمه الله
السلام عليكم
قصيدة رائعة ..
احتوت المعاني السامية و السلاسة المنسابة
فلا تجد في القصيدة تكلفا أو تعسفا
رحم الله صاحبها
سؤال إذا سمحتم ..
هل لقائل هذه القصيدة ديوان يباع بالسوق أو ديوان موجود على الشبكة ؟
أرجو إفادتي و لكم جزيل الشكر