والله ما عاش الإسلام إلا بكم
في معركة أحد وبينما كان حذيفة بن اليمان(t)يجاهد الكفار بسيفه وفي خضم المعركة رأى أباه المسلم يصرع وبأيد مسلمة قتلته خطأ وهي تحسبه واحداً من المشركين.
وكان حذيفة يتلفت صدفة فرأى السيوف تنوشه فصاح في ضاربيه ( أبي.. أبي.. إنه أبي)
لكن القضاء قد حم وحين عرف المسلمون تولاهم الحزن والوجوم لكنه نظر إليهم في إشفاق ومغفرة وقال: ( يغفر الله لكم... وهو أرحم الراحمين )
ثم انطلق من فوره صوب المعركة المشبوبة يبلي فيها البلاء الحسن ويؤدي واجبه.
انه تلميذ من تلاميذ محمد(r)يشير إلى العظمة أن هلمي إليَّ فأنا أحد رجالك وتنحني العظمة أمامه ويبسط له التاريخ ذراعيه ليحمله عالياً... يرى أباه يقتل أمام ناظريه ثم ينظر إلى قاتليه في إشفاق ويقول ( يغفر الله لكم.. وهو ارحم الراحمين ).
وينطلق صوب إلى أين أيها البطل؟ ألا تجلس عند أبيك للحظات على الأقل تودعه الوداع الأخير! ألا يرتجف السيف في يدك وأنت ترى أباك مجندلاً.
ماذا يا سيدي! ما هو جوابك؟ إننا ننصت نرهف سمعنا عبر هذا التاريخ الطويل المتجدد وكأنني اسمع صوتك تقول: ( فلنِمُتْ أنا وأبي.. وليعشِ الإسلام ).
والله ما عاش الإسلام إلا بكم... سلاماً سيدي سلاما أيها البطل المتسامح.