الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه قصيدة ألقيتها بمناسبة الاحتفال الأول لغرفة منزلة المرأة في الإسلام في برنامج البالتولك على شبكة الأنترنت:
أَهْـلاً وَسَـهْـلاً بِـحَفْلٍ طَيِّبِ الأَثَرِ *** عَـذْبٍ نَـقِـيٍّ كَـمِثْلِ العَنْبَرِ العَطِرِ
أَهْـلاً وَسَـهْـلاً بِكُلِّ الحَاضِرِينَ وَمَنْ *** ظَـلُّـوا حُـمَـاةً لِهَذَا الشَّأْنِ بِالسَّهَرِ
فَاللهُ يَـجْـزِيهِـمُ خَـيْـرَ الجزَاءِ *** بِمَا قَدْ قَدَّمُوا مِنْ عَـظِـيمِ الـنّـَفْعِ مُقْتَدِرِ
مِـنِّـي إِلَـيْـكُمْ سَلاَمُ اللهِ مَا طَلَعَتْ *** شَـمْسٌ وَمَا غَنَّتِ الوَرْقَا عَـلَى الشَّجَرِ
وَبَـعْدُ قَـدْ حَـازَتِ النِّسْـوَانُ *** مَنْزِلَةً عَظِـيـمَةً فَاهْـنَئِي أُخْتَاهُ وَافْتَخِرِي
وَاسْـتَوْصُوا خَيْرًا بِذَاتِ الخِدْرِ إِنَّ لَهَا *** حَـقًّا عَـظِـيماً كَمَا قَدْ جَاءَ فِي الخَبَرِ
فَأَبْـشِـرِي دُرَّةَ الإِسْـلاَمِ وَابْتَهِجِي *** لاَ تَـتْـرُكِي قَدْرَكِ الأَسْمَى وَلاَ تَذَرِي
أُخْـتَـاهُ هَـذَا أَوَانُ الجِدِّ فَاجْتَهِدِي *** وَلاَ يُـكَبِّلْكِ حَـبْـلُ العَجْزِ وَالضَّجَرِ
أُخْـتَـاهُ هَـذَا أَوَانُ الـجِدِّ فَاتَّبِعِي *** نَـهْجَ الكِـتَابِ وَمَــا فِيهِ مِنَ العِبَرِ
أُخْـتَـاهُ هَـذَا أَوَانُ الجِدِّ قَدْ بَرَزَتْ *** أَيْدِي الأَعَـادِي بِـنَشْرِ الشَّرِّ وَالخَطَرِ
بَـغَـا عَـلَـيْكِ أُنَاسٌ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ *** يُلْـقُونَ حَـبْلَ العِدَا كُونِي عَلَى حَذَرِ
وَلاَ تُـبَـالِي بِـأَعْـدَاءٍ قُـلُـوبُهُمُ *** غُـلْـفٌ وَمَـلْئَى بِكُلِّ الحِقْدِ وَالشَّرَرِ
بِـاسْـمِ المسَاوَاةِ وَالتَّحْرِيرِ قَدْ زَعَمُوا *** إِخْـرَاجَ مَـوْءُودَةٍ مِـنْ سَافِلِ الحُفَرِ
حَـتَّـى تَرَى النُّورَ فِي عَصْرِ الرُّقِيِّ وَلاَ *** تَـكُـونَ مَـقْـمُوعَةً بِالآيِ وَالسُّوَرِ
بَـلْ تَـنْـبُذُ الكُلَّ إِنْ رَامَتْ سِيَادَتَهَا *** طُـرًّا وَتَـقْـفُو نِسَاءَ الغَرْبِ فِي الأَثَرِ
وَالمَـارِقُـون َ لَـعَـمْرُ اللـهِ غَايَتُهُمْ *** نَـزْعُ الحَيَاءِ وَنَـزْعُ السِّـتْرِ عَنْ دُرَرِ
هَـلْ تَسْتَوِي غَادَةٌ بِالوَحْيِ قَدْ حُفِظَتْ *** وَمُـومِـسٌ عَـاهِـرٌ مَأْوَاهَا فِي سَقَرِ
كَـلاَّ فَـذَا مَـنْهَـلٌ عَذْبٌ وَذَا عَكِرٌ *** شَـتَّانَ بَـيْـنَ هَشِيمِ النَّبْتِ وَالزَّهَرِ
وَلاَزِمِـي السُّـنَّـةَ الغَرَّاءَ وَاعْتَـصِمِي *** بِـمَـنْهَجِ المُصْطَفَى مِنْ صَفْوَةِ البَشَرِ
عُضِّـي عَـلَيْهَا فَإِنْ تَرْضَيْ بِهَا سَـنَداً *** أَدَامَـكِ اللهُ فِـي صَـفْوِ بِـلاَ كَدَرِ
وَلْـتَـطْلُبِي العِلْمَ يَا أُخْتَاهُ جَـهْدَكِ لاَ *** يُـثْـنِيكِ عَنْ ذَاكَ مِنْ عَجْزٍ وَلاَ كِبَرِ
فَالـعِلْمُ أَشْرَفُ شَيْءٍ فِي الوُجُودِ وَقَدْ *** أَقَـرَّ ذَا كُـلُّ ذِي سَـمْعٍ وَذِي بَصَرِ
وَالعِـلْـمُ كَـالغَيْـثِ تَهْتَزُّ الرُّبَا طَرَباً *** لَـهُ وَتَـسْمُـو بِـزَهْـرٍ وَافِرٍ نَضِرِ
وَالعِـلْـمُ لَوْلاَهُ عَـاشَ النَّاسُ فِي ظُلَمٍ *** وَبُـدَّدَ الـشَّـمْلُ فِي الأَفْرَادِ وَالأُسَرِ
وَذَا زَمَانٌ إِذَا صَـاحَ الجَـهُـولُ بِـمَا *** يُزْرِي لَـقَـالُوا سَـمَا بِالعِلْمِ وَالفِكَرِ
وَمَـا دَرَى القَـوْمُ جَـهْلاً أَنَّ عَالِمَهُمْ *** غَـمْـرٌ جَـهُولٌ يَدُسُّ السُّمَّ فِي الخَبَرِ
لَـقَـدْ فَشَا الجَهْلُ مِثْلَ الدَّاءِ فِي زَمِـنٍ *** فَـالـنَّاسُ مَـعْلُولَةٌ مِنْ ذَلِكَ الضَّرَرِ
وَصَـارَ عِـلْـمُ الهُدَى وَالوَحْيُِ بَيْنَهُمُ *** أَعَـزَّ مِـنْ أَحْـمَرِ اليَاقُوتِ فِي الدُّرَرِ
بِاللهِ فَاسْـتَـنْصِـر ِي للهِ فَاحْـتَـسِبِي *** وَشَمِّرِي وَانْهَضِي لِلْعِـلْـمِ وَابْتَدِرِي
وَاعْـتَـزِّي بِالصَّحْبِ فَالأَخْلاَقُ قَاطِبَةً *** تَـنْـهَـالُ مِنْ صَفَحَاتِ السَّادَةِ الغُرَرِ
هُمْ أَفْضَلُ الرَّكْـبِ تَـسْتَنُّ المُطِيُّ بِهِمْ *** وَمِـنْ تُـقَـاهُمْ تَجُودُ السُّحْبُ بِالمَطَرِ
تَـشَبَّهِي بِـالنِّسَـاءِ الصَّالِحَاتِ *** وَمَنْ سَـمَـا عُـلاَ المَجْدِ مِثْلَ الأَنْجُمِ الزُّهُرِ
وَشَـابِــهِي أُمَّـهَاتِ المـؤْمِنِينَ *** وَمَا أَتَـى عَـنِ القَـوْمِ فِي عُسْرٍ وَفِي يَسَرِ
فَـكَابِـدِي دُرَّةَ الإِسْـلاَمِ وَاصْطَبِرِي *** وَاحْـمِي حِمَى مِلَّةِ الإِسْلاَمِ وَافْتَخَرِي
فَـأَنْـتِ بَـيْـنَ نِسَاءِ الكَوْنِ جَوْهَرَةٌ *** عَظِـيمَةُ الشَّـأْنِ نِـبْـرَاسٌ لِمُفْتَخِرِ