تحليل نقد السلفية عند اللبراليين بعد أن كانوا يحرمونه
بسم الله الرحمن الرحيم
إن بعض من يسمون أنفسهم الليبراليون (وليسوا كذالك لأنهم لم يطبقوها كما هي) قد أوغلوا في الغباء والتناقض والجهل فتراهم ينتقدون الفتاوى ويقولون أنها تتغير حسب الزمان والمكان وهذا صحيح لكنهم يناقضون أنفسهم عندما يأتون بفتاوى قديمة كان لها ظروفها وينتقدونها في زماننا هذا ومثل ذلك فتاوى تعليم البنات التي ادعوا أن علماء نجد حرموه فيها مطلقاً والصحيح أن تلك الفتاوى كانت تحذر من ظروف التعليم المخالفة وليس من التعليم بحد ذاته.
هذه مقدمة بسيطة ونقول لهؤلاء الذين لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهمون
هذا أحد الأمثلة التي جاءت على لسان أحد منظري اللبرالية والداعين لها وهو محمود المحمود
يقول هذا الكاتب :
((صحيح أنني لم أكن أنتقد السلفية التقليدية على هذا النحو المفصل والصريح . لكن، لم يكن هذا الامتناع نتيجة قناعة من أي نوع بالسلفية ، بل لأن نقد السلفية ــ آنذاك ــ كان أشبه بالانتحار الاجتماعي، في وقت لم يكتب لي الاستقلال عن كثير من شروط الاجتماعي. إضافة إلى أن الوجه الكالح للسلفيات التقليدية المتشددة لم يلامس واقعنا على هذا النحو الحاد والمباشر، المتمثل في العمليات الإرهابية التي تمتاح من رؤى سلفية خالصة.))
المصدر
http://www.alarabiya.net/articles/2006/08/31/27075.html
هذا مثال على تغير الفتوى الليبرالية من زمن لآخر مع الفارق الكبير بين فتوى العالم الرباني وفتوى الحالم الليبرالي
وإن كنت أرى أن في هذا الكلام جبناً وتقية ليبرالية شنيعة لأن الذي ينوي إنقاذ المجتمع من خطر (مفترض) كان يتحتم عليه أن يصدع بالحق (إن كان يعتقده حقاً) وأن لا يخاف في الله لومة لائم (إن كان مؤمناً حقا).
وعلى هذا أضيف وأقول أنكم (إن كان معكم الحق جدلاً) فقد كنتم سبباً فيما وصلنا إليه لأنكم لم تؤدوا رسالتكم في وقتها
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا :
هل سيعود نقد السلفية ليصبح عند القوم فيما بعد أمراً محرماً بحجة الانتحار الاجتماعي أو الجماعي ؟
ولماذا يسكتون عن الحق في تلك الفترة إن كانوا يؤمنون بأنهم على صواب؟
ولماذا لا يظهرون إلا في الفتن ويقتاتون عليها لنشر فكرهم ؟