خلافنا بلا آداب !
لقد حُبست آداب الخلاف بين تلك السطور .. واعتدنا غيابها المقصود عن واقعنا العلمي ! فأصبح ما نشتهي من الأقوال وما ألفينا عليه آباءنا نقول عنه: قول سائغ ( محترم ) ، ومالا نشتهي من الأقوال ولا ألفينا عليه آباءنا نقول عنه: قول غير سائغ ( غير محترم ) ؛ ومن نحب من الأشخاص : حفظنا حقوقه ، ومن لم نحب من الأشخاص : أهدرنا حقوقه .. حتى كأننا رضينا بالهوى بدلا من الشريعة وبالبغي بدلا من العدل !
وإلا ما هي الضوابط الشرعية لمعرفة أن هذا القول سائغ وهذا القول غير سائغ ؟؟ وما هو الموقف الشرعي من أصحاب تلك الأقوال غير السائغة ؟؟
فهذا الإمام الشافعي يتعرض لمسألة إباحة نكاح المتعة أو ربا الفضل أو إتيان النساء في أدبرهن ، فيقول : (( فهذا كله عندنا مكروه محرم وإن خالفنا الناس فيه فرغبنا عن قولهم ، ولم يدعنا هذا إلى أن نجرحهم ونقول لهم إنكم حللتم ما حرم الله وأخطأتم : لأنهم يدعون علينا الخطأ كما ندعيه عليهم ، وينسبون من قال قولنا إلى أنه حرم ما أحل الله عز وجل )) .
ويقول يحيى بن معين : (( كنا نأتي يوسف الماجشون ، فيحدثنا في بيت جواريه في بيت يضربن بالمعزفة )) .
فقال الخليلي : (( وهو وأخوته وابن عمه يعرفون بذلك ، وهو في الحديث ثقات مخرجون في الصحاح . عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون : مفتي أهل المدينة ، ... ، يرى التسميع ، ويرخص في العود )) .
ضاعت الحقائق والحقوق بقول فلان وفلان .. فلا تسأل عن الضوابط الشرعية التي أقامتها ، ولا عن الموقف الشرعي التي سلكتها ، وأكتفي بتقليد هؤلاء حتى تضيع حقائقك وحقوقك !!!
وإلا ما هي الضوابط الشرعية لمعرفة أن هذا القول سائغ وهذا القول غير سائغ ؟؟ وما هو الموقف الشرعي من أصحاب تلك الأقوال الغير سائغة ؟؟