قال الشيخ ابن سعدي: العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان وقد يكون أقرب إلى أحدهما؟
رد: قال الشيخ بن سعدي: العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان وقد يكون أقرب إلى أحدهم
/// يعني أنَّ في قلبه من خصال الإيمان ومن خصال الكفر، ثم يغلب أحدهما على الآخر..
/// قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله: "... من نفى عنه الرسول اسم الإيمان أو الاسلام فلابد أن يكون قد ترك بعض الواجبات فيه وإن بقى بعضها ولهذا كان الصحابة والسلف يقولون إنه يكون فى العبد ايمان ونفاق...
قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابى البخترى عن حذيفة قال: (القلوب أربعة، قلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح، وذلك قلب المنافق، وقلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه ايمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل شجرة يمدُّها ماء طيِّب، ومثل النفاق مثل قرحة يمدُّها قيح ودمٌ، فأيُّهما غَلَب عليه غَلَب.
وقد رُوِيَ مرفوعًا، وهو فى المسند مرفوعًا.
وهذا الذى قاله حذيفة يدلُّ عليه قوله تعالى: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان) فقد كان قبل ذلك فيهم نفاق مغلوب، فلمَّا كان يوم أحدٌ غلب نفاقهم فصاروا الى الكفر أقرب".
وقال رحمه الله أيضًا: ".. وقد يجتمع فى العبد نفاق وايمان، وكفر وايمان، فالإيمان المطلق عند هؤلاء ما كان صاحبه مستحقًّا للوعد بالجنة.
وطوائف اهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئة كراميهم وغير كراميهم يقولون إنه لا يجتمع فى العبد ايمان ونفاق ومنهم من يدعى الاجماع على ذلك وقد ذكر أبو الحسن فى بعض كتبه الإجماع على ذلك ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد وقالوا لا يجتمع فى الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب ومعصية يستحق بها العقاب...".
رد: قال الشيخ بن سعدي: العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان وقد يكون أقرب إلى أحدهم
/// وقال رحمه الله أيضًا في الفرقان: "وذكر البخاري عن ابن أبي مليكة أنه قال: أدركتُ ثلاثين من أصحاب محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم كلهم يخاف النفاق على نفسه وقد قال الله تعالى : {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين /// وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان}.
فقد جعل هؤلاء إلى الكفر أقرب منهم للإيمان؛ فعُلِمَ أنَّهم مخلِّطون، وكفرُهُم أقوى، وغيرهم يكون مخلِّطًا وإيمانُه أقوى..".
/// وقال رحمه الله أيضًا: "فقوله: (وليعلم الذين نافقوا) ظاهرٌ فيمن أحْدَث نفاقًا، وهو يتناول من لم ينافق قبلُ، ومن نافق ثمَّ جدَّدَ نفاقًا ثانيًا.
وقوله: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) يبيِّن أنَّهم لم يكونوا قبل ذلك أقرب منهم؛ بل إمَّا أنْ يتَسَاويَا، وإمَّا أن يكونوا للإيمان أقرب...
وفى الجملة ففى الأخبار عمن نافق بعد إيمانه ما يطول ذكره هنا فأولئك كانوا مسلمين وكان معهم إيمان هو الضوء الذى ضرب الله به المثل فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق ماتوا على هذا الاسلام الذى يثابون عليه ولم يكونوا من المؤمنين حقًّا، الذين امتحنوا فثبتوا على الإيمان، ولا من المنافقين حقًّا، الذين ارتدُّوا عن الإيمان بالمحنة.
وهذا حال كثير من المسلمين فى زماننا أو أكثرهم؛ اذا ابتُلُوا بالمِحَن التى يتَضَعْضَع فيها أهل الإيمان ينقص إيمانهم كثيرًا، وينافق أكثرهم، أو كثير منهم، ومنهم من يُظْهِر الرِّدَّة إذا كان العَدُو غالبًا.. وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة! وإذا كانت العافية أو كان المسلمون ظاهرين على عدوهم كانوا مسلمين، وهم مؤمنون بالرسول باطنًا وظاهرًا؛ لكن إيمانًا لا يثبت على المحنة..".
رد: قال الشيخ ابن سعدي: العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان وقد يكون أقرب إلى أحده
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وزادك الله علما وعملا وجعلك من العلماء الربانيين