قطعاً كل لبيبٍ سيدرك الإجابة بعد قراءة أخبار النساء الجنديات ...
في الولايات المتحدة : الرحلات الطويلة تزيد من ألم الأمّهات الجنديات
عادت القائد في الجيش الأميركي ويندي برنارد بعد مرور نصف عام على تمركزها في العراق إلى منزلها لقضاء إجازة أسبوعبن في صيف العام 2004 وإذ بابنتها البالغة سنة واحدة كلارك لا تتحدث إليها بعد مرور ستة أشهر على الإنفصال.
وقالت برنارد:" عندما بدأت تتقرب إلي، حان وقت العودة من جديد إلى العراق". وعادت إلى العراق وبقيت حتى كانون الثاني / يناير من العام 2005 فيما زوجها وهو الرقيب في الجيش ماثيو أتكنسون يعتني بكلارك وابنهما بلايك البالغ من العمر 13 سنة في منزلهما في نيويورك.
وقالت النائب كارولين مالوني وهي ديموقراطية من نيويورك وقد أصدرت التقرير مع السناتور شارلز شومر:" أعتقد أنّ كافة الأمّهات يواجهن التحديات، لكنّ الأمّهات الجنديات يواجهن عبئاً إضافياً بسبب إنتشارهن في الخارج لوقت طويل بالإضافة إلى الإنفصال الطويل عن أطفالهن".
إنّ حوالى نصف الأمّهات في الخدمة العسكرية هن من الأمّهات في فئة الرواتب المتدنية – إذ يتقاضين بين 14,436 دولار أميركي و 24,744 دولار أميركي – وأكثر من نصف الجنود الذين تتراوح أعمارهم بين عمر 20 و 25 سنة لديهم أطفال.
الصراع من أجل الرعاية بالأطفال
قرّرت الأمّ العازبة في الجيش الرقيب كارين أوباي نقل ابنها كريستوفر البالغ من العمر سنتين للعيش مع والديها في نيويورك بعد أن تمّ نقلها إلى أفغانستان.
وقبل أن تغادر، جمعت هي ووالد كريستوفر الذي وضع في قاعدة عسكرية في ولاية واشنطن، المال معاً لتسديد فاتورة الحضانة في نيويورك البالغة 685 دولار أميركي شهرياً. ويساهم كلّ من الوالدين بمبلغ 500 دولار أميركي شهرياً لتأمين الغذاء لكريستوفر، والملابس ودروس البيانو والكاراتيه.
وغادرت أوباي إلى أفغانستان في العيد الثالث لميلاد ابنها وبقيت هناك لمدّة سنة كاملة.
وقالت أوباي:" لم أنفصل عنه أبداً من قبل. وفيما كنت أنتظر عند الخطوط الجوية وأنظر إلى هذه الطائرة وأعرف أنّ اليوم هو عيد ابني المميز وأنا على وشك الصعود إلى هذه الطائرة عوضاً عن أن أكون إلى جانبه وأطفئ الشمعات، شعرت وكأنّني أتمزق من الداخل واستمرّ هذا الشعور فترة طويلة".
تمزّق العلاقة مع الأهل
وفقاً للتقرير، تفيد النساء بعد العودة من الخارج تراجعاً في الصحة العاطفية وحالة المرأة التي تؤثر على علاقاتها بأطفالها. وتقول أوباي لدى عودتها إلى كريستوفر الذي بلغ 4 سنوات في غيابها:" كنت أتفاجأ منه كثيراً. لقد كبر جداَ وأصبح مستقلاً، فكنت أشعر وكأنني استُبدلت".
وقالت أوباي انّ أعصابها كانت بالغة الحساسية، وشعرت بأنّها كانت سريعة جداً بالدفاع عن كريستوفر ولم تستطع أن تعتاد على عدم حمل الأسلحة التي تقدّر بـ4 باوندات كما كانت تفعل في أفغانستان. وكانت تستسيقظ من الكوابيس في خلال الليل، تائهة وتجنبت الخروج إلى مدينة نيويورك لأنّ الحشود والزحمة فيها تذكّرها بأعمال الشغب في كابول في أيار / مايو من العام 2006 عندما تعرّضت سيارتها في القافلة لرمي الحجارة من قبل 5,000 مشاغب.
أوباي قبل و بعد تكفي أنموذجاً : (
وما خفي كان أعظم ...