أوباما على خطى بونابرت
بقلم/محمد المصري.عندما احتلت الحملة الفرنسية الصليبية مصر في صدر سنة 1213هـ، عمد قائد الحملة نابليون بونابرت إلى أسلوب الخداع والمكر والمراوغة، حيث أصدر عدة مناشير، ادعى فيها إيمانه بالقرآن وبالرسول صلى الله عليه وسلم، واحترامه للإسلام والمسلمين، وأنه ما أتى لاحتلال مصر ونهب خيراتها، إنما جاء مصر بناءً على أوامر من الخليفة العثماني «سليم الثالث» صديقه وحليفه، وذلك لإنقاذ البلاد من ظلم المماليك وطغيانهم ونهبهم لخيرات البلاد، وإقامة العدل ورد الحقوق لأصحابها.
وبعد هذه الحملة الإعلامية الكاذبة المضللة التي تتشابه لحد كبير مع ما يفعله أعداء الإسلام الآن في وسائل الإعلام المختلفة، أقدم نابليون على خطوات عملية فأنشأ ديوانًا استشاريًا من رجال مصر وجعل فيه عددًا من مشايخ الأزهر للنظر في شئون الرعية وأحوالها.(1)
وها هو دجال البيت الأبيض الجديد أوباما يحاول السير على نهج بونابرت فقد أيقن بقوة مدى الغباء الذي تمتع به سلفه بوش في إعلان وجهه السافر في العداء للإسلام والمسلمين وما سببه هذا التوجه لأمريكا من ويلات وعداء ،فحاول أوباوما أن يغير من سياسة البيت الأبيض ولم يجد له قدوة أفضل من بونابرت للسير على خطاه في محاولة لخداع العالم الإسلامي فبدأ بالصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي سببت جدال كبير في الإعلام الأمريكي عند قيامه بالإنحناء لعاهل السعودية وكأنها محاولة لتقبيل اليد وفي نفس الطريق الخداع المزيف تناقلت الأخبار عن عزم أوباوما ألقاء خطاب للعالم الإسلامي عبر الأزهر الشريف خلال زيارته المقررة لمصر فى 4يونيو المقبل.
(2) وكأنه يستلهم التاريخ الخادع من بونابرت ،ولكن يبدو أن أوباما لم يعي أن الأمة المسلمة لم تخدع بخطاب نابليون ولم تخدر حماسة الشعب ولم تنطل هذه الألاعيب على شعب أبيّ مسلم، فلم ير المصريون في نابليون وحملته سوى أنهم حفنة من الصليبيين أعداء للإسلام، أحفاد الصليبيين الأوائل لويس التاسع وفليب أغسطس وغيرهم من أمراء فرنسا الذين قادوا الحملات الصليبية الشهيرة على مصر والشام في العصور الوسطى.
وهذا أيضاً ما يراه الجميع في أوباما بأنه قائد حمى الصليب في الوقت الحالي وأن الغطرسة الأمريكية ستنتهي وتتوقف بإذن الله بوجود العصبة المؤمنة والأمة المؤمنة التي تقاتل في سبيل الله حتى يكون الدين كله لله .
ــــــــــــــ
1-أنظر مفكرة الإسلام وانظر الإنحرافات العقدية والعلمية للدكتور على بن بخيت الزهراني .
2-تقرر نقل مكان الكلمة إلى قاعةالمؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة.
http://forum.shareah.com/showthread.php?t=2263