-
السادة العلماء
( والآن بعد ثلث قرن لم يتغير حكمي في القضية : إن الظروف السانحة وضعت العلماء أمناء على مصلحة الشعب ، فسلموا الأمانة لغيرهم لأنهم لم يكونوا في مستواها العقلي وسلموها لمن يضعها تحت أقدامه لتكون سلمايصعد عليها للمناصب السياسية ) مالك بن نبي _رحمه الله_
كل من يتابع الأوضاع الراهنة يكاد يجزم بأن موطن الخلل في العالم العربي والإسلامي الذي أوصله إلى هذه الوضعية المزرية على جميع المستويات يكمن بالعقلية السياسية التي تتربع على كرسي السلطة في الشرق الأوسط حيث أن إرادة التغيير والنهوض بالأمة منزوعة من عقليتها السياسية .
حتى أن أحد الزعماء العرب صرح في أحد القمم العربية أن سبب التخلف في الشعوب العربية من قبل الزعماء ،
وتزداد الإشكالية تعقيدا عندما نجد أن الخطاب الإسلامي المعاصر قد تخلى عن مسئوليته الشرعيه في هذا الباب وأن صوته في التبليغ قد قصر على النخبة من الأتباع فقط حتى يخيل لمن يتابع الخطاب الإسلامي المعاصر أنه يشرعن لهذه الوضعية المزرية بسكوته المطبق على التجاوزات التي تعصف بمقدرات الشعوب العربية وبمستقبلها كأمة لاكفرد .
نعم ، قد يكون هناك مواقف إيجابية ولكنها غير مؤثرة ولافعالة وقد استخدمت في مراحل سابقة ولم تجدي نفعا كمواقف التنديد والاستنكار والبيانات والمقابلات ، حيث أن هذه المواقف تتم والمطبخ التاريخي الذي يقوم بالتغيير في منأى عنها ،
فمن يقرأ التاريخ بعد سقوط رمز الخلافة العثمانية يجد أن هذه المواقف قد انتشرت بين العلماء والساسة في تلك الفترة فكان بينهم مراسلات ومقابلات ، وكان المطبخ التاريخي محيد عن القضية تماما ، فيكتفي العلماء بهذه الطرق الإصلاحية من وجهة نظرهم والأمور تقضى بليل على خلاف مايسير في أروقة النظم المتسلطة ،
فيجب على من أوجب الله على الأمة احترامهم وتقديرهم أن تكون لهم أدوارفاعلة تتسم بالقوة والوضوح لتحقيق الأمل المنشود للأمة . والتنوع في الطرق الإصلاحية حسب المراحل التاريخية التي تمر بالعالم المعاصر
خاصة أن العالم يعيش في مرحلة تظهر فيها تشكلات جديدة من انحسار نجوم قوى كانت مسيطرة وسطوع أنجم أخرى مغايرة لها ، وبعث روح المقاومة في الفكر العربي وغيرها من تشكيلات تاريخية في المرحلة الراهنة
فيخشى أن المسلسل يعاد على الأمة مرة أخرى بإرضاء الرموز الإسلامية بالمقابلات والرسائل فقط حتى يقطف الثمرة من يتقن فن اللعبة ....