خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
أحيانًا يرى العاميّ عندنا شيئًا يعجبه من متاع الدنيا فيقول أوعدنا يا رب ، وهذا خطأ ( كما قال شيخ عندنا ) ؛
لأن أَوْعَدَ ، يُوعِدُ ، من الوَعيدِ
والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ: التَّهَدُّدُ ( لسان العرب )
قال الجوهري: الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ، قال ابن سيده: وفي الخير
الوَعْدُ والعِدةُ، وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ، فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه
بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء؛ وأَنشد لبعض الرُّجاز:
أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ
رِجْلي، ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ
قال الجوهري: تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي شَثْنة أَي قويّة على القَيْد. قال الأَزهري: كلام العرب وعدْتُ الرجلَ
خَيراً ووعدته شرّاً، وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً، فإِذا لم يذكروا الشر قالوا: وعدته ولم يدخلوا أَلفاً، وإِذا لم يذكروا الشر قالوا:
أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف؛ وأَنشد لعامر بن الطفيل:
وإِنّي، إِنْ أَوعَدْتُه، أَو وَعَدْتُه،
لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي
وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر، كقولك: أَوعَدُتُه بالضرب؛
وقال ابن الأَعرابي: أَوعَدْتُه خيراً، وهو نادر؛ وأَنشد:
يَبْسُطُني مَرَّةً، ويُوعِدُني
فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ
قال الأَزهري: هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ؛ قال القطامي:
أَلا عَلِّلاني، كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ،
ولا تَعِداني الخَيْرَ، والشرُّ مُقْبِلُ
وهذا البيت ذكره الجوهري:
ولا تعداني الشرّ، والخير مُقبل
ويقال: اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه؛ قال الأَعشى:
فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها
وقال بعضهم: فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ؛ وقال:
إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي،
واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ
أَبو الهيثم: أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه
تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً.
--------------------
لكن أتساءل ماذا عن قول عدنا يارب ؟؟
مثلًا يقول يا رب عدنا بمسكن واسع ورزق كثير ، هل ورد فيها شيء ؟؟
رد: خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
المهم المعنى، والأعمال بالنيات
والعامة يقصدون الوعد وليس الوعيد
وكل ما في الأمر أنهم ينطقون فعل الأمر الثنائي بهذا الشكل
مثل (مُرْ) يقولون (أُومر) .. الخ
رد: خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
جزاكم الله خيرًا ..
لكن ماذا عن المعنى العام لهذا الدعاء ؟؟؟
أنا سألت هل يصح أن يدعو الإنسان ويقول: يا رب عدني بكذا ( من متاع الدنيا ) ؟؟؟
رد: خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
ارى الدعاء ب( اللهم ارزقنى ب)
رد: خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم .
رد: خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
المهم المعنى، والأعمال بالنيات
والعامة يقصدون الوعد وليس الوعيد
وكل ما في الأمر أنهم ينطقون فعل الأمر الثنائي بهذا الشكل
مثل (مُرْ) يقولون (أُومر) .. الخ
كلام سليم، وتحرير جيد؛
وبالرجوع إلى كتب اللغة نجد أن :
الفيروزآبادي في القاموس المحيط (ص 416) يقول: وعَدَه الأَمْرَ وبه يَعِدُ عِدَةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدَةً ومَوْعوداً ومَوْعودَةً و خَيْراً وشرًّا.
فإذا أُسْقِطَا قيلَ في الخَيْرِ : وعَدَ وفي الشَّرِّ : أوعَدَ.
وقالوا : أوعَدَ الخَيْرَ وبالشَّرِّ .
قال الزبيدي في تاج العروس:
قلت : وصَرَّح الزمخشريّ في الأَساس بأَن قولَهم وَعَدْتُه شَرًّا وكذا قول الله تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ " من المَجاز فَإِذا أُسْقِطَا أَي الخير والشَّرّ قِيلَ في الخَيْرِ وَعَدَ بلا أَلف وفي الشَّرِّ أَوْعَدَ بالأَلف قاله المُطرّز وحكاه القُتَيْبِيّ عن الفرَّاءِ وقال اللَّبْلِيّ في شَرْح الفَصِيح : وهذا هو المَشْهُورُ عند أَئِمَّةِ اللغَةِ . وفي التهذيب : كلامُ العَرَب : وَعَدْتُ الرجُلَ خَيْراً ووعَدْتُه شَرًّا وأَوْعَدْتُه خَيْراً وأَوْعَدْتُه شَرًّا فإِذا لم يَذْكُرُوا الخَيْرَ قالُوا وَعَدْتُه ولم يُدْخِلُوا أَلِفاً وإِذا لم يَذْكروا الشّرَّ قَالُوا أَوْعَدْتُه ولم يُسْقِطُوا الأَلف وأَنْشَدَ لِعَامِرِ بنِ الطفَيْل :
وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُهُ ... لأَخْلِفُ إِيعَادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي
وقالوا : أَوْعَدَ الخَيْرَ حكاه ابنُ سِيدَه عن ابنِ الأَعرابِيِّ وهو نادِرٌ
وأَنشد :
يَبْسُطُنِي مَرَّةً ويُوعِدُنِي ... فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيَادِيه
وأَوْعَدَه بالشَّرِّ أَي إِذا أَخَلوا الباءَ لم يكن إِلاَّ في الشَّرِّ كقولك : أَوْعَدْتُه بالضَّرْبِ
وعبارةُ الفَصِيحِ : فإِذا أَدْخَلْتَ الباءَ.
قُلْتَ : أَوْعَدْتُه بِكَذا وكَذَا تَعْنِي مِن الوَعِيد قال شُرَّاحُه : معناه أَنهم إِذا أَدْخَلوا الباءَ أَتَوْا بالأَلفِ مَعَهَا فقالوا أَوْعَدْتُه : بِكَذَا ولا تَدْخُلُ البَاءُ في وَعَدَ بغيرِ أَلِفٍ فلا تَقُلْ وَعَدْتُه بِخَيْرٍ وبِشَرًّ وعلى هذا القولِ أَكثَرُ أَهلِ اللغةِ .
قلت : وفي المحكم : وفي الخَيْرِ الوَعْدُ والعِدَةُ وفي الشرِّ الإِيعادُ والوَعِيدُ فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشّر أَثبتُوا الأَلِفَ مع الباءَ وأَنْشَد لبْعضِ الرُّجَّازِ :
" أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ والأَدَاهِمِ *** رِجْلِي وَرِجْلِي شَثْنَةُ المَنَاسِمِ
قال الجوهريُّ : تقديرهُ أَوْعَدَني بالسِّجْنِ وأَوْعَدَ رِجْلِي بالأَدَاهِم ورِجْلي شَثْنَةٌ أَي قَوِيَّة على القَيْدِ . قلت وحكَى ابنُ القُوطِيَّة وَعَدْتُهُ خَيْراً وشَرًّا وبِخَيْر وبِشَرٍّ فعلى هذا لا تَخْتَصُّ الباءُ بأَوْعَدَ بل تكون مَعَهَا ومع وَعَدَ فتقول : أَوْعَدْته بِشرٍّ ووعَدْته بِخَيْرٍ ولكن الأَكْثَر ما مَرَّ . وحكى قُطْرُب في كِتاب فَعَلْت وأَفعلْت : وَعَدْت الرَّجُلَ خَيْراً وأَوْعَدْته خَيْراً ووَعَدْتُه شَرًّا وأَوْعَدْتُه شَرًّا .انتهى
قال أبو البقاء الكفومى في كتاب الكليات: وقال بعضهم أَوْعَد إذا أُطلق فهو في الشر وأما وعد فيقال { وعده الأمر ووعده به } خيراً وشراً فإذا أطلقا قيل في الخير وعد وفي الشر أوعد أو حكماً بجعله أمراً مبهماً يحتمل الخير والشر وكذا المزيد فيه ويؤيد استعمال الإيعاد في الخير حديث إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق ولما كان الشأن في الوعد تقليل الكلام هرباً من شائبة الامتنان ناسبه تقليل حروف فعله بخلاف الإيعاد فإن مقام الترهيب يقتضي مزيد التشديد والتأكيد الأكيد فيناسبه تكثير حروف الوعيد.انتهى.
رد: خطأ قول العامة: " أوعدنا يا رب " ، وسؤال عن حكم عدنا ؟
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم .