-
تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
مما لا شك فيه تأثر المتكلمين بالفلاسفة ؛ وتأثر الفلاسفة المسلمين بفلاسفة اليونان وهذه بعض النقولات عن فلاسفة المسلمين نقارن بينها وبين بعض آراء المتكلمين ونثبت كيف انبثقت كثير من آراء المتكلمين من الفلاسفة .
أقوال الفلاسفة المسلمين في الرب سبحانه وتعالى
قال أبو يوسف يعقوب بن اسحق الكندي: إن الله تبارك وتعالى أزلي واحد بإطلاق لا يسمح بأية كثرة، ولا تركيب، ولا ينعت ولا يتصف بأية مقولة، ولا يتحرك، وهو وحدة محضة، وعنه تصدر كل وحدة وكل ماهية، وهو الخالق والمبدأ لكل حركة .
وقال أبو نصر محمَّد بن محمَّد طرخان الفارابي : إن الله تبارك وتعالى هو واجب الوجود، وهو قائم بذاته منذ الأزل لا يعتريه تغير من حال إلى حال، وهو عقل محض، وخير محض، ومعقول محض، وعاقل محض، وهو العلة الأولى لسائر الموجودات، وتعينه هو تعين ذاته، وهو إذا وصف بصفات فإنها لا تدل على المعاني التي جرت العادة أنها تدل عليها، وهي صفات مجازية لا يدرك كنهها إلا بالتمثيل .
وقال ابن سينا: إن الله تبارك وتعالى واجب الوجود، ووجوده عين ماهيته، وهو واحد لا كثرة في ذاته بوجه، ولا تصدر عنه الكثرة، وهو عقل محض لا جنس له، ولا ماهية له، ولا كيفية ولا كمية، ولا أين له، ولا متى، ولا ندَّ له، ولا شريك، ولا ضد له، ولا حد له، ولا برهان عليه، وهو يستحيل عليه التغير، وهو مبدأ كل شيء، وليس هو شيئاً من الأشياء بعده، وهو لا يتحرك وإنما يحرك غيره على طريقة تحريك المعشوق لعاشقه .
وهو يرى أن الله لا يوصف إلا بالسلب أو الإضافة أو مركب منهما .
عن كتاب أقوال الفلاسفة في توحيد الربوبية للدكتور سعود الخلف
أهم مسائل هذه الأقوال
1- قول الكندي : أزلي واحد بإطلاق لا يسمح بأية كثرة .
فقوله" بإطلاق" يحتمل أن الله فقط موجود في الأذهان لا حقيقة له في خارج الذهن وقوله :"لا يسمح بأي كثرة" تأكيد ما يعتقده بعض الفلاسفة أن الله لا وجود لها في الخارج فلا يتصف بصفة ولا نعت ؛ ومن مثل هذا القول دخل على المعتزلة القول بأن إثبات الصفات يستلزم الكثرة أو تعدد القدماء فلنفي الكثرة نفوا صفات ونعوت الرب سبحانه .
2- ومما يأكد ذلك قوله بعد ذلك " ولا ينعت ولا يتصف بأية مقولة" فالله غير متصف بصفة من الصفات أو النعوت فهو وجود مطلق ؛ غير متحقق إلا في الأذهان ولذلك قال بعد ذلك " وهو وحدة محضة" .
3- وقوله : "ولا تركيب" من مثل هذا القول دخلت شبهة نفي الصفات الخبرية لله تعالى ؛ لأن في نظرهم إثباتها يستلزم الجسمية والتركيب وهذه من صفات الأجسام فما يفهم منه التركيب ينفى عن الله سبحانه فنفى الأشاعرة لأجل شبهة التركيب الصفات الخبرية ونفى المعتزلة صفات ونعوت الرب ونفى لأجلها الجهمية الأسماء والصفات .
4- وقوله : " ولا يتحرك" نفي للصفات الفعلية لله سبحانه وتعالى ؛ وبذلك قالت الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم من الفرق الكلامية لاستلزام إثبات الحركة والفعل الحدوث وذلك من صفات الممكنات .
5- وقول الفارابي " لا يعتريه تغير من حال إلى حال" كذلك نفي لقيام الصفات الاختيارية بالله سبحانه وتعالى لأنه يلزم من قيامها به التغير والتحول من حال إلى حال .
6- وقوله " وهو عقل محض، وخير محض، ومعقول محض، وعاقل محض" وهم يريدون بذلك نفي الكثرة عن الله ونفي الإثنينية عنه سبحانه وأنه ذات مجردة ؛ وهذا يستلزم نفي الصفات عنه سبحانه وقولهم هو عاقل ومعقول يشبه قول الأشاعرة الفعل هو المفعول ؛ ومؤداه نفي الصفات الفعلية عن الله .
7- وقوله : وهو إذا وصف بصفات فإنها لا تدل على المعاني التي جرت العادة أنها تدل عليها" وهو يشبه قول بعض المتكلمين في القول بالتفويض ؛ وعدم معرفة المعاني التي خاطبنا الله بها وهذا هو مذهب التجهيل ؛ وكذلك يشبه قول المعتزلة في إثبات الأسماء دون الصفات سميع بلا سمع بصير بلا بصر .
8- وقد أكد هذا بقوله : "وهي صفات مجازية " أي لا حقيقة لها ولا صدق لها وهذا هو الذي آلى إليه مذهب أهل التعطيل .
9- وقول ابن سينا " ووجوده عين ماهيته" يحتمل الوجود الذهني فقط فلا مصداق ولا حقيقة لهذا الوجود لأن الماهية تعلقها بالذهن والوجود تعلقه بالخارج ؛ والذهن يفرض المستحيل والعدم ؛ وهذا قريب من قول بعض المتكلمين في تشبيهه بالمعدوم لا فوق ولا يرى في جهة ..إلخ .
10- وقوله : وهو واحد لا كثرة في ذاته بوجه، ولا تصدر عنه الكثرة" وهو هو قول فلاسفة اليونان الواحد لا يصدر عنه إلا واحد ؛ وترتب على ذلك نفي صفات الله سبحانه وتعالى لأن إثباتها يستلزم الكثرة كما تقدم .
11- وقوله : "ولا ماهية له، ولا كيفية" وهذا هو مآل أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم من الفرق الكلامية .
12- وقوله : ولا أين له " نفي لصفة العلو لله تعالى .
وكذلك وقوله : ولا حد له، ولا برهان عليه، وهو يستحيل عليه التغير .
نفي لعلوه سبحانه وإثبات الكيفية له سبحانه والذي مآلها نفي لحقيقته ووجوده ؛ ونفي الاستحالة المراد بها نفي الصفات الاختيارية والفعلية له سبحانه وأكد ذلك بقوله "لا يتحرك" .
يتلخص من ذلك
1- بيان فضل طريقة السلف الصالح أهل السنة والجماعة الذين يسلكون في طريقة بحثهم الكتاب والسنة ؛ وبيان ضلال طريقة الفلاسفة التي مردها إلى زنادقة اليونان التي لا يخلوا كلامهم من تعقيد وتشويش .
2- بيان مدى تأثر المتكلمين بأسلافهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام ومدى تأثر أولئك بضلال اليونان .
والحمد لله رب العالمين .
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط بن يوسف الغريب
تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
مما لا شك فيه تأثر المتكلمين بالفلاسفة ؛ وتأثر الفلاسفة المسلمين بفلاسفة اليونان وهذه بعض النقولات عن فلاسفة المسلمين نقارن بينها وبين بعض آراء المتكلمين ونثبت كيف انبثقت كثير من آراء المتكلمين من الفلاسفة...
/// شكر الله لكم شيخ عبدالباسط مواضيعكم المتميِّزة المحكمة، وأسأل الله تعالى أن يستعملكم في طاعته ويسدَّد أمركم.
/// استفدُّت كثيرًا من هذا الموضوع، غير أنَّي قد قرأت غير مرَّة في غير كتاب للإمام ابن تيمية رحمه الله أنَّ الفلاسفة كابن سينا والفارابي ومن نحوا نحوهما أخذوا التعطيل من الجهميَّة ومن نحا نحوهم وليس العكس..
/// وثَمَّ تعقيب أعوج إليه، ولعلِّي أراجع كتبي وأنقل منها ما تيسَّر..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط بن يوسف الغريب
عن كتاب أقوال الفلاسفة في توحيد الربوبية للدكتور سعود الخلف...
/// هل أجد عند أحد الأفاضل هذا الكتاب مصوَّرًا pdf.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
كل المسائل التي أوردها الشيخ عبد الباسط -زاده الله بسطة في الخيرات- مبناها، والله أعلم: مبدأ مخالفة الله للحوادث، وهل هذا المبدأ يقتضي المخالفة من كل الوجوه؟ أم في وجوه دون بعض؟ أم في الحقيقة دون التسمية؟ أم في حقيقة الذات دون حقيقة جنس الصفات والأفعال؟
ولهذا وقع التصريح بحقيقة بعض الصفات والأفعال مشفوعًا بالتحفُّظ على الخوض في كيفيتها.
والله أعلم.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
تأملت قول ابن سينا:
اقتباس:
وهو واحد لا كثرة في ذاته بوجه، ولا تصدر عنه الكثرة، وهو عقل محض لا جنس له، ولا ماهية له، ولا كيفية ولا كمية، ولا أين له، ولا متى، ولا ندَّ له، ولا شريك، ولا ضد له، ولا حد له، ولا برهان عليه، وهو يستحيل عليه التغير
فوجدتني أقول في نفسي: فبالله أي شيء كنت تعبد يا ابن سينا؟؟؟..
غاية نحلتك أن تقول: "الله تبارك وتعالى لا حقيقة له"!!!!
إنه الإلحاد المحض ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اقتباس:
وقوله " وهو عقل محض، وخير محض، ومعقول محض، وعاقل محض" وهم يريدون بذلك نفي الكثرة عن الله ونفي الإثنينية عنه سبحانه وأنه ذات مجردة ؛ وهذا يستلزم نفي الصفات عنه سبحانه وقولهم هو عاقل ومعقول يشبه قول الأشاعرة الفعل هو المفعول ؛ ومؤداه نفي الصفات الفعلية عن الله
صدقتم .. والعجب أن القوم لا يدركون أنهم بأمثال هذه التراكيب يصفون الرب جل وعلا، بل إنهم يثبتون له صفات عدة من عندهم، فقوله "عاقل" - مثلا - هذه صفة، وقوله معقول كذلك مثلها، وقوله "خير" صفة ثالثة، فها هو ذا قد عدد لله الصفات، فهل تعددت بذلك عنده القدماء ولزم أن تتعدد الذات؟؟ أبطل كلامه إذن ووقع في التناقض!
------------
قولكم
اقتباس:
وقوله :"لا يسمح بأي كثرة" تأكيد ما يعتقده بعض الفلاسفة أن الله لا وجود لها في الخارج فلا يتصف بصفة ولا نعت ؛
لعل فيه سقطا:
اقتباس:
وقوله :"لا يسمح بأي كثرة" تأكيد ما يعتقده بعض الفلاسفة أن صفات الله لا وجود لها في الخارج فلا يتصف بصفة ولا نعت ؛
بارك الله فيكم ونفع بكم
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
ان جل هذه التعريفات مترشح من بعض كلام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في نهج البلاغة. واليكم هذا النص:
"أول الدين معرفته و كمال معرفته التصديق به. و كمال التصديق به توحيده. و كمال توحيده الإخلاص له. و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه. لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف, و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه. و من قرنه فقد ثناه. و من ثناه فقد جزأه. و من جزأه فقد جهله. و من جهله فقد أشار إليه. و من أشار إليه فقد حده. و من حده فقد عده. و من قال: "فيم" فقد ضمنه. و من قال: "علام" فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث. موجود لا عن عدم. مع كل شيء لا بمقارنة. و غير كل شيء لا بمزايلة. فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه. متوحد إذ لا سكن يستأنس به و لا يستوحش لفقده." الخ...
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفارابي التلميذ
ان جل هذه التعريفات مترشح من بعض كلام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في نهج البلاغة. واليكم هذا النص:
"أول الدين معرفته و كمال معرفته التصديق به. و كمال التصديق به توحيده. و كمال توحيده الإخلاص له. و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه. لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف, و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه. و من قرنه فقد ثناه. و من ثناه فقد جزأه. و من جزأه فقد جهله. و من جهله فقد أشار إليه. و من أشار إليه فقد حده. و من حده فقد عده. و من قال: "فيم" فقد ضمنه. و من قال: "علام" فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث. موجود لا عن عدم. مع كل شيء لا بمقارنة. و غير كل شيء لا بمزايلة. فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه. متوحد إذ لا سكن يستأنس به و لا يستوحش لفقده." الخ...
/// الكلام في وضع كتاب نهج البلاغة على عليٍّ ررر وكذبه عليه معلومٌ لا يحتاج إلى توضيح وبيان.
/// ثم إنَّ علائم الوضع من هذا النَّصِّ عليه ظاهرة؛ فبعض الألفاظ الحادثة فيه لم تتكلم به العرب (والصحابة خصوصًا) قبل دخول علم الكلام المحدث الذي تسرَّب إلى كثير من فرق الضلال المتكلمين، كالرافضة وغيرهم.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
مما لا شك فيه تأثر المتكلمين بالفلاسفة ؛ وتأثر الفلاسفة المسلمين بفلاسفة اليونان
بارك الله في الشيخ المكرم..
إن كانت الفلاسفة الملونة بالأحمر هي الإسلامية(وهذا مقصدك بدليل عبارتك الأخيرة) = فهذا خطأ..
والمتكلمون (المعتزلة وتبعهم الأشاعرة) سبقوا الفلاسفة الإسلاميين للأخذ عن اليونان بل كانون أدق منهم نظراً في فهم كلام الفلاسفة في جليل الكلام ودقيقه..
وإنما يفضل الفلاسفة بالتوفر والتخصص التام وعدم خلط كلام أرسطو بكلام فلاسفة النصارى والأفلوطونية الحديثة.
اقتباس:
بيان مدى تأثر المتكلمين بأسلافهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام ومدى تأثر أولئك بضلال اليونان .
فالصواب أن المعتزلة أسبق وأقدم من الفلاسفة الإسلاميين وليس العكس..
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
/// الحقيقة أنَّ التأثُّر من جهة العموم حاصل من الطَّرفين كل يأخذ من الآخر، في أبواب شتَّى.. ومنذ القدم فإنَّ أهل الباطل يأخذ بعضهم من بعض..
/// لكن تعقبي السابق كان عن تأثُّر الفلاسفة المتأسْلِمين -كابن سينا والفارابي- بالمتكلمين لا العكس في التَّعطيل في الصفات على وجه التحديد.
/// وبلا ريبٍ فإنَّ الشيخ يقصد الفلاسفة المتأَسْلِمين؛ لأنَّ الفلاسفة الأوائل كأرسطو ومن بعده كلامهم في الإلهيَّات (في كتابه ما بعد الطبيعة) قليلٌ أكثره خطأ، كما قال ابن تيمية.
ولم يأخذ ابن سينا ولا المتكلمون هذا التعطيل الممزوج والمخلوط بين بدع من مصادر شتى من أرسطو؛ فهو لم يتكلم في مثل هذا فضلا أن يؤخذ عنه أويترك.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
أبا عاصم..
تعقبي كان على صاحب الموضوع فقد قرأت كلامه فقط..ولم أكن قد قرأت كلامك ..
والذي أراه : أنه لا يوجد تأثر من المتكلمين(المعت لة) بالفلاسفة الإسلاميين وإنما بدأ هذا التأثر من طبقة الرازي وما قبلها بقليل..
أما التأثر القديم فهو تأثر المعتزلة بالفلسفة (خاصة فلسفة اليهود والنصارى في جليل الكلام وفلسفة اليونان في دقيق الكلام)
أما تأثر الإسلاميين في الإلهيات فهو عندي أقله من المعتزلة وأكثره من فلسفة اليهود والنصارى..ومن بعد أرسطو..
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
/// بارك الله فيك..
/// أمَّا أنَّ التأثر من المعتزلة المتأخرين بإخوانهم الفلاسفة المتأَسْلمين حاصل متأخرًا فهذا مما لا شك فيه؛ ولا أظنه محل نقاش؛ نظرًا لسبق ظهور المعتزلة زمنًا على المتأَسْلمين من الفلاسفة، وأين أوائل الفلاسفة المتأسلمين عند ظهور أوائل المعتزلة؟ لم يخلقوا بعدُ!
/// وأمَّا تحديد ذلك التأثر بالرازي (الأشعري الجهمي!) أوقبله بقليل فليس عندي علمٌ به.
/// وذكرك للرازي كأنَّك أردَّت به عموم المتكلِّمين لا المعتزلة، فإن كان كذلك فكتب الأشاعرة مليءٌ بنقل كلام الفلاسفة ونقضه، أوابتلاعه بلا شعور.
/// وللحديث بقية صلةٍ.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
بوركت..
1- عبارة الشيخ عبد الباسط توهم جعل الفلاسفة سلفاً للمتكلمين بإطلاق.
2- كتب المعتزلة الخُلص بعد طبقة عبد الجبار لم تُحفظ..فالاعتزال المحض في هذه الطبقة ليس معي بينة على تأثره بالإسلاميين ..والاعتزال الشيعي غرق في فلسفة الإسلاميين ..يبقى الأشاعرة : وتأثرهم بالفلسفة الإسلامية مرتبطة بطبقة الرازي والطبقة التي قبله (في حدود نظري)..أما الصلة والنقل والتأثر المحدود فأقدم من ذلك في الأشاعرة..وإنما كان رافدهم وقتها : المعتزلة وفلسفات النصارى..
تنبيه : كلامنا كله عن التأثر بفلسفة الإسلاميين..
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ممّا أحفظه لشيخ الإسلام ابن تيمية: "المعتزلة مخانيث الفلاسفة، والأشاعرة مخانيث المعتزلة"، أو عبارة بهذا المعنى...
والظنُّ أنّ حركة الفكر الفلسفي في التاريخ الإسلامي لم تبدأ إلا مع الكندي مسألة فيها نظر. بل تراث الكندي يؤكِّد أنه كان ثمرة لتمهيدات سبقته في البيئة العربية الإسلامية.
وكذا الأمر بالنسبة للمعتزلة: واصل بن عطاء لم يكن متكلّمًا محضًا. والفكر المعتزلي لم يتشكَّل في قالب منهج متكامل إلا فيما بعد...
ثم سؤال إلى الفاضل أبي فهر: وهل دقيق الكلام إلاّ مقدّمات منهجية لتقرير جليله؟
بارك الله فيكم.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
/// بالنسبة لكلام الشيخ الواحدي عن المعتزلة، فلا شكَّ أنَّ الأولية المطلقة في الظهور في بلاد المسلمين كانت للمعتزلة، وقد ذكر ابن تيميَّة رحمه الله الكلام عن أنَّ أوائل المعتزلة ما كانت عندهم هذه الفلسفات التي أخذها متأخروهم عن الفلاسفة المتأسلمين.
/// وحتى تسمية أهل الكلام بهذا الاسم في أول الأمر لأنَّهم كانوا يطيلون الكلام في تقرير التوحيد الباطل، وليس لاشتغالهم بفلسفة اليونان.
/// ولا شكَّ أنَّ الكلام عن تطوُّر المذاهب وتسلُّل ما لم يكن فيها عند متقدِّمي أئمَّتها أمرٌ ملحوظ ظاهرٌ في كثير من الفرق بل كلها، وهو ما ألمحتَ إليه في كلامك عن تشكل المنهج المتكامل.
/// وأمَّا قضيَّة ظهور الحراك الفلسفي وبروزه فإنَّ تحقيق الأمر في كونه بدء كثمرة محتقرة أوصار ظاهرة عمَّت وصارت مدرسة لها رواد.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
المعتزلة مخانيث الفلاسفة، والأشاعرة مخانيث المعتزلة
/// لفظة الفلاسفة في كلام شيخ الإسلام هنا ليس المقصود منها فلاسفة المتأسلمين، فهؤلاء ظهروا متأخرا، ولكن فلاسفة اليونان وغيرهم من فلاسفة الأمم، فالفكر المعتزلي قام على محاولة "أسلمة" تلك الفلسفات الوافدة، ثم قام الفكر الأشعري بعد ذلك على محاولة "تسنين" فلسفات المعتزلة وتقريبها من طريقة السلف، ولهذا وصفهم ابن تيمية بهذا الوصف وعلى هذا التسلسل، والله أعلم.
/// والذي يظهر لي أن اصطلاح الفلاسفة يحتاج إلى تحرير، فإن كان المراد بالفلاسفة = فلاسفة المتأسلمين (كما يظهر مما تفضل به الشيخ عبد الباسط) فإن القول بأخذ المتكلمين (المعتزلة والأشاعرة والجهمية وأضرابهم) التعطيل عن هؤلاء لا يكون مسلما له، وإن كان من متأخريهم من وجد في فلسفات أولئك مادة يستشربها ويعتضد بها في القول بالتعطيل (وهذا أمر لا عجب فيه فكلها روافد يأخذ بعضها من بعض)، وثبت التأثير والتأثر المتبادل في المتأخرين من الجانبين فإن هذا لا يقام به حجة في تعيين أول آخذ من الفريقين من الآخر.. أما إن كان المراد بالفلاسفة = فلاسفة الأمم السالفة من اليونان ونحوهم، فهذا ظاهر وهو محل اتفاق لا إشكال فيه.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
1- تأخر الفكر الفلسفي أي : في صورة الفلاسفة الإسلاميين؟،وإل ا فالاعتزال نفسه = تفلسف.وما يُشاع من قلة الفلسفة في كلام أوائل المعتزلة كواصل = ليس صحيحاً،غاية الأمر أن مباديء ذلك تحتاج لتحقيق.والإشكال هو الغفلة عن مرحلة التفلسف النصراني واليهودي ،والحال : أنها هي الرافد الأول للمعتزلة وإنما أتى التفلسف اليوناني بعدُ.
2- جليل الكلام : هو الكلام في مسائل الفلسفة الإسلامية من الحديث عن الله وصفاته وأفعاله ومسائل النبوات والمعاد والإيمان والإمامة.
3- دقيق الكلام : هو المسائل الفلسفية الصرفة التي اختلف فيها المعتزلة تبعاً لاختلاف الفلاسفة وحاولوا تخريجها وتفريعها على جليل الكلام.مثل الكلام في الجواهر والأعراض والتولد والكمون.والحركة والعلية.
ودقيق الكلام جُعل مقدمة وأصلاً للكلام في جليل الكلام عند متوسطي المعتزلة كأبي الهذيل والنظام.أما المتقدمون كواصل وعمرو فلم يُحفظ عنهم كلام فيه.
والله أعلم..
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
والإشكال هو الغفلة عن مرحلة التفلسف النصراني واليهودي ،والحال : أنها هي الرافد الأول للمعتزلة وإنما أتى التفلسف اليوناني بع
صحيح، ولهذا عممت في مشاركتي الآنفة المراد بالفلسفة التي أخذ منها الاعتزال أصوله فقلت فلسفات الأمم السالفة، ومنها - بل لعل في مقدمها - فلسفة النصارى في الإلهيات، فقد كان كثير مما ذهب إليه المعتزلة والجهمية في الأسماء والصفات نابعا في الأصل من ردهم تجسيم النصارى ووثنيتهم الباردة .. فكان أن قابلوا غلو النصارى بغلو في الجهة المقابلة، ووجدوا في فلسفات اليونان مدادا ثريا لهذه المقابلة، إذ ما كانت فلسفات اليونان في زمانها إلا رد فعل لغلو الوثنيين أصحاب الملل اليونانية التي عاصرتها، فما هي إلا دولة الضلال والانحراف تتداولها الأمم مرارا وتكرار، اختلفت ألسنتهم وأزمنتهم وتشابهت قلوبهم وأفكارهم!
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// التأثُّر من جهة العموم حاصل من الطَّرفين كل يأخذ من الآخر، في أبواب شتَّى.. ومنذ القدم فإنَّ أهل الباطل يأخذ بعضهم من بعض..
...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
///
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
لكن تعقبي السابق كان عن تأثُّر الفلاسفة المتأسْلِمين -كابن سينا والفارابي- بالمتكلمين لا العكس في التَّعطيل في الصفات على وجه التحديد.
....
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// الفلاسفة الأوائل كأرسطو ومن بعده كلامهم في الإلهيَّات (في كتابه ما بعد الطبيعة) قليلٌ أكثره خطأ، كما قال ابن تيمية.
ولم يأخذ ابن سينا ولا المتكلمون هذا التعطيل الممزوج والمخلوط بين بِدَع من مصادر شتى من أرسطو؛ فهو لم يتكلم في مثل هذا فضلا أن يؤخذ عنه أويترك.
...
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
/// قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله في الصَّفديَّة (2/178-179): "وهذا ابن سينا أفضل متأخريهم وهو الذي أخذ فلسفة الأوائل لخصها وضم إليها البحوث العقلية التي تلقاها عن المتكلمين من المعتزلة وغيرهم فزاد فيها ما يوافقها ويقويها بحيث صار لهم في الإلهيات كلام له قدر لا يوجد لمتقدميهم فصار أحسن ما عندهم من الإلهيات ما استفاده ابن سينا من كلام المتكلمين. والمواضع التي تخالف أصولهم وقد زل فيها المتكلمون صارت عمدة له في الرد على المتكلمين..
والمتكلِّمون المعتزلة لهم مواضع أخطأوا فيها وشاركهم الفلاسفة فيها فصارت الفلاسفة تحتج بها عليهم كنفي الصفات ولهم مواضع انفردوا بالخطأ فيها دون غيرهم من المسلمين والفلاسفة فاستطالت بها عليهم الفلاسفة كقولهم إن المحدث لا يحتاج إلى الفاعل إلا في حال حدوثه لا في حال بقائه وقولهم إن القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح وقولهم إن الممكن يترجح أحد طرفيه إذا كان الوجود أولى به من العدم وإن لم ينته إلى حد الوجود.
فهذه الأمور ونحوها من كلام القدرية التي خالفهم فيها أهل السنة وجمهور المسلمين هي مما طوَّلت لسانه عليهم واشتركوا هم وهم في نفي الصفات وسلك ابن سينا فيها مسلكا فمن تدبر كلامه وجده مشتقا من كلامهم إذ كلام قدماء الفلاسفة في ذلك نزر قليل ولم يصر للقوم كلام يعتد به في الإلهيات إلا بسبب ابن سينا وأمثاله بما استفاده من مبتدعة المسلمين
ولهذا لم يكن أولئك يسمون هذا العلم الإلهي وإنما يسمونه علم ما بعد الطبيعة باعتبار وجوده أو علم ما بعد الطبيعة باعتبار معرفته وهو كلام في الوجود المطلق ولواحقه كالواحد ولواحقه وكتقسيم ذلك إلى الجوهر والعرض وكتقسيم العرض إلى الأجناس التسعة...".
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
بوركتَ..
وكلام الشيخ رحمه الله بهذا الإطلاق وبهذه العبارة = خطأ ظاهر..
بل تمثيله بابن سينا بالذات يُظهر هذا الخطأ..
ولو مثل الشيخ بالكندي = لصح كلامه صحة تامة.والصواب في الكندي أنه معتزلي تفلسف..
أما الشيخ الرئيس فصلة إلهياته بالمعتزلة قليلة..وأكثر تأثره في الإلهيات ..هو من الفلسفات القديمة..وليس أرسطو فقط.
بل رؤوس مسائل الإلهيات كحدوث العالم وعلم الله وصفاته ونظرية الفيض والصدور والعناية وعقل الله والبرهان على المحرك الأول ..
كل ذلك فلسفة قديمة محضة وصلتها بفلسفة المعتزلة ليست كبيرة(وبعض ذلك كربط الشيخ بين الحادث والمحدث عند المعتزلة وبين الواجب والممكن عند ابن سينا هو : محض اجتهاد وليس نصاً في الصلة)،وهو-أي ابن سينا- يخلط بين فلسفة أرسطو وبين الأفلطونية المحدثة وشذرات من فلسفة أفلاطون..وأرى أن شيخ الإسلام أتي في تقريره هذا من جهتين :
الأولى : عدم اطلاع الشيخ على كتب طبقات المعتزلة الأولى فلعله ظن فيها ما ليس فيها.
والثانية : أن ابن سينا لا يلتزم عبارة أرسطو ولا يقف عند نصوصها وكان يُخطيء في فهمها فلربما اشتبهت صلة كلامه بكلام أرسطو.
بل شيخ الإسلام نفسه نسب فكرة من أفكار ابن سينا للمتكلمين في موضع ثم عاد وقرر نسبة أصل من أصول تلك الفكرة لأرسطو في موضع آخر..
فيقول : ((فلما رأى ابن سينا وأمثاله من المتأخرين ما فيها من الضلال عدلوا إلى طريقة الوجود والوجوب والإمكان وسرقوها من طريق المتكلمين المعتزلة وغيرهم)).
يقول الشيخ نفسه في موضع آخر : ((كون الشيء مفعولا مصنوعا مع كونه مقارنا لفاعله أزلا وأبدا ممتنع ويقولون أيضا : إن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا موجودا تارة ومعدوما أخرى فأما ما كان دائم الوجود فهذا عند عامة العقلاء ضروري الوجود وليس من الممكن الذي يقبل الوجود والعدم وهذا مما وافق عليه الفلاسفة قاطبة حتى ابن سينا وأتباعه ..
وأكثر الفلاسفة من أتباع ارسطو وغيره مع الجمهور يقولون : إن الإمكان لا يعقل إلا في المحدثات ..
و ابن سينا قد ذكر أيضا في غير موضع أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا مسبوقا بالعدم كما قاله سلفه وسائر العقلاء)).
ونبه شيخ الإسلام في نفس الموضع على مسألة في نظرية الواجب والممكن تفرد بها ابن سينا.
وإذاً : فنظرية الواجب والممكن قسم منها متفق عليه بين ابن سينا وأرسطو وغيرهما ..وقسم تفرد بها ابن سينا..وفكرة الممكنات وصلتها بالمحدثات فكرة فلسفية قديمة = فالقول بأنه سرق دليل الواجب والممكن من المتكلمين فيه مبالغة من الشيخ فيما أرى..
ومن أمثلة بناء ابن سينا على كلام أرسطو ما نقدم له بقول الشيخ : ((ولا ريب أن مسائل الإلهيات كالنبوات ليس لأرسطو وأتباعه فيها كلام طائل أما النبوات فلا يعرف له فيها كلام وأما الإلهيات فكلامه فيها قليل جدا وأما عامة كلام الرجل فهو في الطبيعيات والرياضيات ولهم كلام في الروحانيات من جنس كلام السحرة والمشركين وأما كلامهم في واجب الوجود نفسه فكلام قليل جدا مع ما فيه من الخطأ وهم لا يسمونه واجب الوجود ولا يقسمون الوجود إلى واحب وممكن وإنما فعل هذا ابن سينا وأتباعه ولكن يسمونه المحرك الأول والعلة الأولى كما قد بسط أقوالهم في موضع آخر )).
فالكلام في المحرك الأول هو كلام أرسطو كما يُقر الشيخ وابن سينا تكلم بواجب الوجود..لكن الذي ننبه إليه هاهنا أن ابن سينا أعمل أيضاً برهان المحرك الأول إلى جانب نظرية الواجب والممكن ..وهذا لا أظن الشيخ ينفيه..لكن أحببتُ أن أبين أنه حتى قليل الإلهيات الأرسطية -في نظر الشيخ- أخذه ابن سينا وزاد فيه..
الخلاصة :
أعتقد أن العبارة العادلة التي تُقلل نسبة الخطأ لكلام الشيخ = ليست عبارة الصفدية يا أبا عاصم وإنما هي عبارته في ((درء التعارض)) : ((المقصود ذكر طرق هؤلاء ومنتهى نظرهم ومعرفتهم وأن خيار ما في كلام ابن سينا وأمثاله إنما تلقاه من طرق المتكلمين كالمعتزلة ونحوهم مع ما فيهم من البدعة. وأما ما ذكره هذا من طريقة الفقهاء فهي أضعف وأقل فائدة في العلوم الإلهية من طريقة ابن سينا بكثير فإن ابن سينا أدخل الفلسفة من المعارف الإلهية التي ركبها من طرق المتكلمين وطرق الفلاسفة والصوفية ما كسا به الفلسفة بهجة ورونقا حتى نفقت على كثير من أهل الملل بخلاف فلسفة القدماء فإن فيها من التقصير والجهل في العلوم الإلهية ما لا يخفى على أحد ))..
فهذه العبارة وما فيها من ذكر الموارد :
1- المتكلمون : وهو خيار كلام ابن سينا وليس أكثره ولا أغلبه.
2- طرق الفلاسفة : وهذا أعم من أرسطو.
3- المتصوفة : وهو من أجناس فلسفات اليهود والنصارى والهنود.
=
هي العبارة الأعدل والأقرب للصحة ويبقى وصف بعض الموارد بالطغيان على الأخر = محض اجتهاد..
ه
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
/// لفظة الفلاسفة في كلام شيخ الإسلام هنا ليس المقصود منها فلاسفة المتأسلمين، فهؤلاء ظهروا متأخرا، ولكن فلاسفة اليونان وغيرهم من فلاسفة الأمم، فالفكر المعتزلي قام على محاولة "أسلمة" تلك الفلسفات الوافدة، ثم قام الفكر الأشعري بعد ذلك على محاولة "تسنين" فلسفات المعتزلة وتقريبها من طريقة السلف، ولهذا وصفهم ابن تيمية بهذا الوصف وعلى هذا التسلسل، والله أعلم.
الأمر كما ذكرتَُ (ابتسامة)
بارك الله فيك.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
أبا عاصم..
تعقبي كان على صاحب الموضوع فقد قرأت كلامه فقط..ولم أكن قد قرأت كلامك ..
والذي أراه : أنه لا يوجد تأثر من المتكلمين(المعت لة) بالفلاسفة الإسلاميين وإنما بدأ هذا التأثر من طبقة الرازي وما قبلها بقليل..
أما التأثر القديم فهو تأثر المعتزلة بالفلسفة (خاصة فلسفة اليهود والنصارى في جليل الكلام وفلسفة اليونان في دقيق الكلام)
أما تأثر الإسلاميين في الإلهيات فهو عندي أقله من المعتزلة وأكثره من فلسفة اليهود والنصارى..ومن بعد أرسطو..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
/// جوزيت خيرًا على ما نبّهت عليه عن فلسفة ابن سينا. وكنت أنوي الإشارة إليه... ولك الفضل.
/// لا وجود لشيء اسمه "الفلسفة النصرانية" أو "الفلسفة اليهودية"، بل هو "علم اللاهوت النصراني" أو اليهودي (théologie)، وإنّما يطلَق اسم الفلسفة عليه تجوُّزًا.
بل إنّ بعض الباحثين الغربيين ينكرون ما يسمّى بالفلسفة الإسلامية؛ لا تعصُّبًا، بل انطلاقا من الحدّ الذي وضعوه للفلسفة. والفلسفة عند هؤلاء هي: الإضافة (بعبارة جيل دولوز). ويقصدون بالإضافة: إبداع مفاهيم تحريدية جديدة، تنبثق عنها منظومة فكرية منسجمة. وهذا ما افتقده كلّ من تفلسف من المسلمين. بل من الباحثين من يعتبر الكندي أقرب إلى لقب الفيلسوف من الفارابي أو ابن سينا.
ووفق هذا المنظار، يقرّر جيل دولوز (وهو فرنسي) أنّه لا وجود لفلسفة فرنسية بعد ديكارت، وينفي نسبتها إلى كل من مُنِحوها لقبًا من المفكّرين الفرنسيين، لأنّهم لم يضيفوا شيئًا على مستوى المفاهيم التجريدية.
/// إذا قرَّرنا أنّ علماء الكلام الأوائل تأثروا باللاهوتيين من الملّتين، فإنّهم لم يتأثروا بمفرداتهم العقدية بل بالمقدّمات التي بنوا عليهم مقرراتهم الدينية، وهي مستقاة أساسًا من الفلسفة اليونانية. وسواء اطَّلع علماء الكلام على التراث الفلسفي اليوناني مباشرة أو بواسطة، فإنّ النتيجة واحدة.
/// قد يقال: لو اطّلع المتكلّمون الأوائل على فلسفة اليونان دون واسطة لربّما كان لهم نهج غير النهج الذي ارتضوه، أو لسلكوا مسلك الفلسفة البحتة. والجواب عن ذلك أنه لم يكن ليقع، بدليل أنّ لاهوتيّي الملّتين الأخريين كان لهم اطّلاع مباشر على ذلك التراث، ومع ذلك لم يتّجهوا إلى طريق الفلاسفة. وذلك أنّ اللّهوتيين والمتكلّمين، على السواء، إنما لجأوا إلى الفلسفة ابتداءً للإجابة عن إشكاليات تتعلّق بعقيدتهم وللمنافحة عنها و"عقلنتها"، لا لتقريرها. وكانوا على وعي بحدود ما تمليه عليهم العقيدة وحدود ما قد يستفيدونه من فلسفة اليونان، فارتضوا خطّة الانتقاء؛ والانتقاء أوقعهم في التلفيق، والتلفيق أدّى بهم إلى التناقض.
وعلم الكلام في منشئه إنّما هو علم سجالي، على حدّ عبارة ابن خلدون. وما كان سجاليًّا، ارتبط واختلط بمنهج الآخر، أي: الخصم الذي بسبب مخالفته نشأ ذلك العلم. وهذا هو سرّ الظلع المزمِن الذي ظل المتكلّمون يعانون منه عبر العصور.
/// لا يمكن فصل المقدمات عن النتائج، أو الادعاء أنَّ نفس المقدّمات في ظروف متاطابقة تؤدي إلى نتائج مختلفة. وهذا هو شأن "دقيق الكلام"، لا يمكن فصله عن جليله. ومعظَم ما بناه المتكلّمون في هذا الباب إنّما هو تلفيقات، وتصدير مسلّمات غير مسلَّم بها. وتأمّلها في جملتها يؤكِّد أنها مزيج تناقضات هي أقرب للسفسطائية منها إلى المنطق السليم.
/// مصيبة المتكلّمين وسرّ تعاستهم الفكرية: التلفيق. فنهجهم ليس بيانيًّا بحتًا، ولا برهانيًّا محضًا، ولا عرفانيًّا خالصًا. (مع الاعتذار عن استعارة مصطلحات الجابري، جبر الله كسره). ولهذا تجد أكثر الناس معرفة بتناقضاتهم وتخبطاتهم أتباع النهج القرآني، أو البرهاني أو العرفاني.
فابن رشد يتكلّم عن تناقضاتهم باستخفاف ليس بعده استخفاف، ويعبث بحججهم الموهومة كيفما شاء. وابن عربي في الفتوحات يفضح في ومضاتٍ الكثير من عوراتهم بتقريرات لا تجدها في كتاب. وكذا الأمر بالنسبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية.
ذلك أنّ كل واحد من هؤلاء الثلاثة انطلق من منهج واضح المعالم، غير ملفّق ولا مستحذق، فكانت انتقاداتهم للمتكلّمين أشدّ وأعمق.
...
كانت هذه بعض "الخاطرات"، بعضها في صلب الموضوع، وبعضها على هامشه...
وللكلام بقية، بإذن الله...
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
/// أبا فهر .. وفقك الله
/// لعلَّك تدرك أنِّي لم أنقل لك بارك الله فيك كل ما قاله ابن تيمية رحمه الله في فلسفة ابن سينا وغيره والمتكلمين وأخذ بعضهم من بعض.. الخ.. وهو مبثوث في كتبه وفي بعضها إشارات ليست في غيرها.
/// وبالنسبة لما ذكرتَه من تخطئة ابن تيمية وتوهيمه فيما تقدَّم أعلاه فهل هذه التخطئة والتوهيم بناءً على نتيجة توصَّلت إليها بعد بحثٍ واستقراءٍ ونظر، أم تنقل ذلك عمَّن فعل ذلك؟
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// فهل هذه التخطئة والتوهيم بناءً على نتيجة توصَّلت إليها بعد بحثٍ واستقراءٍ ونظر، أم تنقل ذلك عمَّن فعل ذلك؟
?!
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
معذرة فأنا في شغل..
اقتباس:
مَّا تحديد ذلك التأثر بالرازي (الأشعري الجهمي!) أوقبله بقليل فليس عندي علمٌ به.
نص عليه ابن خلدون في المقدمة..
اقتباس:
فهل هذه التخطئة والتوهيم بناءً على نتيجة توصَّلت إليها بعد بحثٍ واستقراءٍ ونظر، أم تنقل ذلك عمَّن فعل ذلك؟
الأولى..
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
اقتباس:
عدم اطلاع الشيخ على كتب طبقات المعتزلة الأولى فلعله ظن فيها ما ليس فيها.
أرجو التدليل على هذه الجزئية.. وإلا فالشيخ مشهود له بالاستقراء التام في هذا كما لا يخفى على مثلك، ولا ينبغي أن يسهل علينا إطلاق أمثال هذه العبارات التي تتهيبها الأكابر، وفقك الله.
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
بارك الله فيك..
لا علاقة لهذا باستقراء الشيخ التام؛فالشيخ لا يملك أن يستقرأ ماليس بين يديه؛فكتب المعتزلة كانت نادرة جداً في زمان الشيخ،والقاريء المتقن لكتب الشيخ يعلم أن ينقل أقوال المعتزلة من مقالات أبي الحسن و((الملل..)) للشهرستاني ،ولو كانت كتبهم بين يدي الشيخ لما فعل ذلك.
ولم ينقل الشيخ -فيما أعلم- عن كتاب من كتب المعتزلة رأساً سوى : تثبيت دلائل النبوة للقاضي.
..
المسألة ليست مسألة أكابر وأصاغر..المسألة مسألة البحث والنظر وعدمه..
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
بل نقل عن غير تثبيت دلائل النبوة من كتب المعتزلة
كالكشاف والأصول الخمسة وغيرها
-
رد: تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
بارك الله فيك..
لا أعلم أن الشيخ نقل عن شرح الأصول الخمسة شيئاً..ولو تُحدد لنا الموضع = لكان أحسن..
أما نقله عن الكشاف فليس داخلاً تحت شرطنا فالكشاف كتاب سائر..
كلامنا عن كتب المعتزلة الأولى طبقة عبد الجبار فما قبلها..وكتبهم كانت نادرة جداً إلا في بلاد اليمن..ولو كان بين يدي الشيخ شيء منها = لأشار للنقل المباشر منه كما هي عادته التي لا تكاد تنخرم..ولما اكتفى بالنقل بالواسطة..