على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى * فقـد طمست أعلامه في العوالم
وقـد صار إقبال الـورى واحتيالهم * على هـذه الدنيا وجمع العوالم
وإصـلاح دُنياهم بإفساد دينهم * وتحصل ملذوذَاتها والمطـاعم
يعـادون فيها بل يوالون أهلها * سـواءً لديهم ذو التقى والجرائم
إذ انتقص الإنسان منها بما عسى * يكون لـه ذخـراً أتى بالعظايم
وأبدى أعاجيباً مـن الحزن والأسى* على قلة الأنصار مـن كل حازم
ونـاح عليها آسفـاً متظلماً * وبـاح بمـا في صدره غير كاتم
فـأما على الدين الحنيفى والهدى * وملة إبراهيم ذات الدعائم
فليس عليها والـذي فلق النوى* من الناس من باك وآسٍ ونادم
وقـد دُرست منها المعالم بل عفت * ولـم يبق إلا الاسم بين العوالم
فـلا آمر بالعرف يعرف بيننا * ولا زاجر عـن معضلات الجرائم
وملة إبراهيم غـودر نهجها * عفـاءً فأضحت طامسات المعالم
وقـد عدمت فينا وكيف وقد سفت * عليها السوافي في جميع الأقـالـم
ومـا الدين إلا الحب والبغض والولا * كـذلك البرء مـن كل غاوٍ وآثم
وليس لها مـن سـالك مُتمسك * بدين النبي الأبطحى ابن هاشم
فلسنا نرى مـا حل بالدين وانمحت * بـه الملة السمحاء إحدى القواصم
فنـأسى على التقصير منّـا ونلتجي * إلى الله في محو الذنوب العظائم
فنشكو إلى الله القلوب التي قست * وران عليها كسب تلك المآثم
ألسنا إذا ما جـاءنـا مُتَضمّخٌ * بأوضار أهل الشرك من كل ظالم
نهش إليهم بالتحية والثنـا * ونهـرع في إكرامهم بالـولائم
وقد بَـرء المعصوم مـن كل مسلم * يقيم بـدار الكفر غير مصارم
ولكنمـا العقل المعيشى عندنـا * مسالمة العاصين مـن كل آثم
فيا محنة الإسلام مـن كـل جـاهل * ويـا قلة الأنصار من كـل عالم
وهـذا أوان الصبر إن كنت حازماً * على الدين فاصبر صبر أهل العزائم
فمـن يتمسك بالحنيفية التي * أتتنـا عـن المعصوم صفوة آدم
لـه أجر خمسين امرءٍ من ذوى الهدى * مـن الصحب أصحاب النبي الأكارم
فَنـح وابـكٍ واستنصر بربك راغباً * إليـه فـإن الله أرحم راحم
لينصرَ هـذا الدين مـن بعد ما عفت * معالمهُ في الأرض بين العوالم
وصـلّ على المعصوم والآل كلهم * وأصحابه أهـل التقى والمكـارم
بِعـدِّ وميضٍ البرق والرمل والحصى * ومـا انهل ودق مـن خلال الغمائمابن سحمان رحمه الله