رد: الشبهة الثالثة : المكان
الأمر الوجودي هو الثابت في الخارج، مثل الشمس والقمر والسماء والأرض ونحو ذلك.
الأمر العدمي هو المقدر في الذهن وليس له وجود في الخارج؛ مثل الأعداد وما لا يتناهى ونحو ذلك.
ومعنى المعلم بالأحمر أن يقال: ماذا تقصدون بالجهة والمكان؟
إن كان المقصود أنه محصور محاط بأشياء لها وجود حقيقي، فكلامكم صحيح.
وإن كان مقصودكم أشياء مقدرة في الذهن، فكلامكم باطل.
بعبارة أخرى: الله عز وجل له صفة العلو على الخلق، فهو مشار إليه بالفوقية كما هو مغروس في فطر الناس، ومع ذلك فليس فوقه شيء، فإن كان مرادهم بنفي الجهة والمكان أنه ليس فوق الخلق وليس مشارا إليه بالأيدي، فكلامهم باطل.
وإن كان مرادهم أنه لا يحيط به شيء مما خلقه، فهذا صحيح.
والحقيقة أنهم يحتجون بالثاني ويريدون الأول من باب التلبيس واستعمال مشترك الألفاظ.
رد: الشبهة الثالثة : المكان
جزاكم الله خيرا
عندى اشكالان
1 _ أن الكلام المعلم بالأحمر هو كلام الشيخ الألباني فهل يفهم منه ان الشيخ ينفي المكان أم ماذا ؟
2_ ما معنى كلامكم أعلاه ( إن كان المقصود أنه محصور محاط بأشياء لها وجود حقيقي، فكلامكم صحيح. )
أخيرا أرجو تصحيح كلمة الغلي إلى كلمة العلي أعلى العنوان
رد: الشبهة الثالثة : المكان
الشيخ ينفي الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة، والمقصود بذلك -كما قال شيخ الإسلام- أن ما لم يرد في الكتاب والسنة فلا يصح أن يلزم به الناس نفيا أو إثباتا حتى يبين المراد منه؛ لأنه قد يكون مجملا أو مشتركا، وحينئذ فلا بد من إثبات المعنى الصحيح ونفي المعنى الباطل.
فالمقصود بالنفي نفي المعنى الباطل ونفي التعبد بلفظ لم يرد في الشرع.
والمقصود بالإثبات إثبات المعنى الصحيح الموافق للنصوص.
وأما قولي: ( إن كان المقصود أنه محصور محاط بأشياء لها وجود حقيقي، فكلامكم صحيح )
فمعناه: إن كان مرادكم -معشر النفاة- بنفي المكان عن الله عز وجل هذا المعنى السابق ذكره، فكلامكم صحيح؛ لأن الله لا يحيط به شيء من مخلوقاته.
رد: الشبهة الثالثة : المكان
بارك الله فيكم.. من يقول نحن نثبت الجهة والمكان يستوي بمن يقول نحن ننفيها من جهة كونهما يستعملان لفظا مشتركا متعدد الدلالات لم يثبت في الكتاب ولا في السنة في وصف الله تعالى .. فكلاهما (المثبت والنافي) يقال لهما: يحسن بكما ترك ذلك إلى ما هو ثابت من الألفاظ.. وإلا فإن كان ذلك إخبارا عن رب العالمين، فلا نقبل ولا نرد حتى نستفصل من القائل عن مراده، سواءا في ذلك من ينفي ومن يثبت!
فيقال لمن يثبت، ماذا تقصد بالجهة والمكان الذي تخبر به عن الله؟ فإن قال أقصد بها أن الله في السماء، في جهة الفوقية، عال فوق السماوات، لا يحيط به شيء من مخلوقاته، وليس كمثله شيء في علوه على الخلق وبيونوته منه، سبحانه وتعالى، قلنا له صدقت، ما تقول صحيح من جهة المعنى، ولو سألنا من يفقه العربية عن أي شيء يسأل السائل إن سأل بقوله (أين)، فلن يجيب إلا بأنه يسأل عن "الجهة" أو "المكان"! فإذا كان النبي عليه السلام هو من وجه هذا السؤال عن رب العالمين للجارية وأجابته بقولها (في السماء) وأقرها على ذلك، فمن الذي يملك أن ينكر هذا السؤال أو ينكر على من يريد أن يصف المعنى المسؤول عنه فيه بأنه (المكان) أو (الجهة)؟؟ لا نكارة ما دام المعنى مفهوما على الوجه اللائق به جل جلاله! ولكن نقول لهذا: يحسن بك ترك الألفاظ المتشابهة المشتركة في هذا الباب الدقيق، إلا أن يكون الكلام واضحا لا لبس فيه..
وأما من ينفي فيقال له بين مرادك بالجهة والمكان الذي تنفيه، فإن قال أنفي معنى المشابهة فيها والمماثلة من حيث تصور المكان على أنه حلول في وسط الأشياء المخلوقة، والجهة من حيث كون الأشياء المخلوقة الموصوفة بها محاطا بها جميعا في جهتها ومكانها، قلنا له صدقت، هذا معنً باطل ننفيه قطعا ولا نقره، ولكن ليس في جميع الأحوال يكون هذا المعنى هو مراد من يستخدم هذه الألفاظ، فقد يريد هذا وقد يريد ذاك، والحكم على الكلام يكون بالقرائن التي في سياق الكلام، وإن كنا نكره اللفظ نفسه لعدم ثبوته.. والله أعلى وأعلم.
هذا وأقول أنه ما من مادة يجب وجوبا مؤكدا على من يتكلم فيها أن يضبط ألفاظه ويحرص على حسن بيناها وتوجيهها، وعلى تحري أنسب الألفاظ والتعبيرات وأبعدها عن الاشتباه واللبس، أكثر من هذه المادة: الكلام في صفات رب العالمين.. نسأل الله السلامة.
رد: الشبهة الثالثة : المكان
سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عمن يعتقد [الجهة]: هل هو مبتدع او كافر او لا؟
فاجاب:
اما من اعتقد الجهة؛ فان كان يعتقد ان اللّه في داخل المخلوقات تحويه المصنوعات، وتحصره السماوات، ويكون بعض المخلوقات فوقه، وبعضها تحته، فهذا مبتدع ضال.
وكذلك ان كان يعتقد ان اللّه يفتقر الى شيء يحمله ـ الى العرش، او غيره ـ فهو ايضًا مبتدع ضال. وكذلك ان جعل صفات اللّه مثل صفات المخلوقين، فيقول: استواء اللّه كاستواء المخلوق، او نزوله كنزول المخلوق، ونحو ذلك، فهذا مبتدع ضال؛ فان الكتاب والسنة مع العقل دلت على ان اللّه لا تماثله المخلوقات في شيء من الاشياء، ودلت على ان اللّه غني عن كل شيء، ودلت على ان اللّه مباين للمخلوقات عالٍ عليها.
وان كان يعتقد ان الخالق ـ تعالى ـ بائن عن المخلوقات، وانه فوق سمواته على عرشه بائن من مخلوقاته، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وان اللّه غني عن العرش وعن كل ما سواه، لا يفتقر الى شيء من /المخلوقات، بل هو مع استوائه على عرشه يحمل العرش وحملة العرش بقدرته، ولا يمثل استواء اللّه باستواء المخلوقين؛ بل يثبت للّه ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات، وينفي عنه مماثلة المخلوقات، ويعلم ان اللّه ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا افعاله ـ فهذا مصيب في اعتقاده موافق لسلف الامة وائمتها.
رد: الشبهة الثالثة : المكان