الجسم او الحيز او الجسد والعرض والجوهر
لماذا استعمل شيخ الاسلام هذه الالفاظ مع انه كان بامكانه عدم النزول اليها لو صح التعبير ومناقشة اهلها بها؟
هناك نصوص كثيرة يوضح بها ابن تيمية رحمه الله الاسباب التي دعته لذلك ونصنا الذي نضعه هنا يضيء اضاءة بالغة عن مقصد السيخ الحواري والغرض منه
يقول عن الجسم والعرض والجوهر والمتحيز وحلول الحوادث
فان هذه الالفاظ يدخلون في مسماها الذي ينفونه امورا مما وصف الله بها نفسه ووصفه به رسوله --- واذا كانت هذه الالفاظ مجملة –كما ذكر- فالمخاطب لهم لابد ان يفصل ويقول ماتريدون بهذه الالفاظ فان فسروها بالمعني الذي يوافق القرآن قبلت وان فسروها بخلاف ذلك ردت وإما ان يمتنع عن موافقتهم في التكلم بهذه الالفاظ نفيا واثباتا فان امتنع عن التكلم بها معهم فقد ينسبونه الي العجز والانقطاع وان تكلم بها معهم نسبوه الي انه اطلق تلك الالفاظ التي تحتمل حقا وباطلا واوهموا الجهال باصطلاحهم : ان اطلاق تلك الالفاظ يتناول المعاني الباطلة التي ينزه الله عنها فحنئذ تختلف المصلحة فان كانوا في مقام دعوة الناس الي اقوالهم والزامهم به امكن ان يقال لهم لايجب علي احد ان يجيب داعيا الا الي مادعا اليه رسول الله فما لم يثبت ان الرسول دعا الناس اليه لم يكن علي الناس اجابة من دعا اليه ولو قدر ان ذلك المعني حق وهذه الطريق تكون اصلح اذا لبس ملبس منهم علي ولاة الامور -درء تعارض العقل والنقل(1\228-229)
رد: الجسم او الحيز او الجسد والعرض والجوهر
ثم قال ص 231
اقتباس:
فان كان الكلام في المعاني المجردة من غير تقييد بلفظ كما تسلكه المتفلسفة ونحوهم ممن لايتقيد باسماء الله وصفاته بالشرائع بل يسميه علة وعاشقا ومعشوقا ونحو ذلك فهؤلاء ان امكن نقل معانيهم الي العبارة الشرعية كان حسنا ان وان لم يمكن مخاطبتهم الا بلغتهم فبيان ضلالهم ودفع صيالهم عن الاسلام بلغتهم اولي من الامساك عن ذلك لاجل مجرد اللفظ كما لوجاء جيش كفار ولايمكن دفع شرهم عن المسلمين الا بلبس ثيابهم فدفعهم بلبس ثيابهم خير من ترك الكفار يجولون في الديار خوفا من التشبه بهم في الثياب واما اذا كان الكلام مع من قد يتقيد بالشريعة فان يقال له اطلاق هذه الالفاظ نفيا واثباتا بدعة وفي كل منهما تلبيس وابهام فلابد من الاستفسار والاستفصال او الامتناع عن اطلاق كلا الامرين في النفي والاثبات