حول شبكة الانترنت-للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله.
حول شبكة الانترنت
الشيخ إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله تعالى
[قام بتفريغ هذا الشريط والتنسيق الطالب أبو عبد الله خالد
student_ma@hotmail.fr]
كلمة الشيخ :
حمدا لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن ما طرحه أخونا الفاضل الشيخ أبو مالك من ضرورة العناية بهذه الوسيلة المحدثة وما ينبغي من النظر وتلمس الضوابط في التعامل مع هذه الوسيلة بناء على الأصول الشرعية والاستفادة مما فيها من الخير وتجنب المخالفات التي قد تؤثر على بعض المستخدمين لهذه الوسيلة خصوصا الشباب منهم، هذا أمر مهم، وهذا حقيقة هو من فقه النوازل ومعرفة ما جد في الناس من الوسائل وتلمس الضوابط الصحيح بناء على قواعد الشريعة، والكل يعلم ما يطرح تجاه الأنترنت من الآراء ما بين مغال فيه وداع إلى كثرة العناية به وما بين داع إلى الترك وعدم الاستفادة مما فيه، فهذه الآراء مطروحة، وكثير من المسائل كما هو معلوم يحصل فيها مثل هذا الطرح في النوازل التي تجد على الناس، وهذه الوسيلة كما هو معلوم نظر فيها لأهل العلم، وأرى أن مثل الأنترنت أنه يحتاج إلى بحوث متخصصة تعنى أولا برصد ما ينشر في هذه الوسيلة وتميز الطيب من الخبيث والحسن من السيئ، ثم بعد ذلك محاولة الاجتهاد في وضع ضوابط شرعية مستقاة من نصوص الشريعة، قواعد الشرع، في الاستفادة من هذه الوسيلة، وهذا مما لا يمكن يعني في مثلي وأنا ممن يتلمس الرجوع لكلام أهل العلم والاستفادة منهم بحسب ما لديهم من الفقه والنظر في هذه الوسيلة، وأنا أول من يحتاج إلى هدا أن أتصدى لأمر كهذا، وإن كانت هناك أمور أرى مما لا يختلف فيها في النظر إلى هذه الوسيلة التي جدت في حياة الناس، وغال بعض الناس في العكوف أمام هذه الشاشات وضاع ما ضاع من الوقت، ورأينا أثر هذا في كثير من إخواننا من طلاب العلم الذين كانوا بالأمس يشتغلون بالعلم والدروس فزهدوا فيها بعد أن جاءت هذه الوسيلة، فإن مما لا شك في أن هذه الوسيلة وبتنوع ما يعرض فيها من الشر المستطير عبر عامة المواقع وما يمكن لأي إنسان أن يطلع عليها،أرى أن هذا مما لا نزاع بين أهل العلم في تحريم النظر والإطلاع على ما ينشر من الشر والكلام المخالف للشرع بالدعوة إلى البدع وتزيين البدع للناس، وكذلك التعرض للشبه التي يلقيها من يلقيها من أهل البدع وقد يكون لبعضهم قدرة على الإقناع وحسن منطق فيلبسون على الناس، فهذا مما لا نزاع فيه بين أهل العلم أنه لا يجوز لطالب العلم مهما أحسن الظن بنفسه، لا من طلاب العلم الذين نحسن الظن بهم وقد حصلوا ما حصلوا من العلم، ولا ممن هو دونهم، من باب أولى أن يطلعوا على هذه الشبكات السيئة، وهي كثيرة جدا، ولعل مما يستشهد به لتحريم النظر في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وقد رآه ينظر في صفحات التوراة، في أوراق كتبت فيها التوراة فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" والذي نفسي بيده لقد جئت بها بيضاء نقية" وهذا الدليل على أنه مهما بلغ الرجل من العلم والفقه أنه لا يجوز النظر في الكتب التي فيها ما فيها من الدس والتلبيس، فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لعمر المحدث الملهم في كتاب التوراة وهو كتاب الله عز وجل بلا شك ولكن قد طرأ ما طرأ عليه من التحريف وما ثبت فيه من كلام الله عز وجل فإن منه ما هو منسوخ بالقرآن الذي أنزله الله عز وجل على نبينا صلى الله عليه وسلم وعموم النصوص تدل على هذا كما قال الله عز وجل:"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" فهؤلاء الذين وراء تلك الشبكات فإن السماع لكلامهم وقد يصحب هذا بعض الصور فإن هذا من الجلوس معهم وحكمه حكم الجلوس معهم، لأنه ليس المقصود بالنهي عن الجلوس أن المقصود به هو أن لا يجتمع معه في مجلس بالأبدان وإنما المقصود به ألا تصل شبههم إلى الأسماع والقلوب، ولعل مما يستشهد لهذا، وهذ امن الأمور اللطيفة من كلام السلف أنهم يقولون: لا تمكن صاحب بدعة من قلبك ومن أذنيك" يعني بأي وسيلة إذا سمعت كلامه أو بلغك فإنه خطير على النفس، ولهذا فأرى أن هذا الأمر مقطوع به ولا يجوز لطالب العلم مهما بلغ ،ومهما أحسن الظن بنفسه أن يعرض نفسه للشبه والشهوات وهي كثيرة جدا في هذه الوسيلة ويعين الشيطان على ترويجها، أن الرقيب هو الله عز وجل فإن الإنسان يخلو بنفس وقد يرتفع ما يرتفع مما قد يداريه المسلم في المجتمع ينظر إليه فيضعف في الخلوة وقد ينظر لما يحرم عليه أن ينظر إليه، أو يسمع لما يحرم أن يسمعه فيضعف،وأرى أن أثر هذا قد وجد وكنت بحكم المتابعة لبعض طلبة العلم، أذكر أن الكثير منهم كنا ألقاه في المسجد النبوي ومنذ أن جاءت هذه الوسائل فقدنا الكثير، ولا أبالغ أن بعضهم كنا نلقاه في اليوم والليلة،كان ممن لا يتأخر عن المسجد، أظن أن بعضهم مرت الآن يعني في حدود عشرة سنوات، وأذكر بدون مبالغة أن شخصا كان يتردد على المسجد لم أره منذ هذه السنين في المسجد وغيره كثير ممن يعني قد يعترض إنسان بمراقبته ومتابعته أو ما قد يغفل عنه ولكن فقدنا الكثير، ولا شك أن الهداية بيد الله عز وجل وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، لكن أظن والله أعلم أن هذه الوسائل لها أثر في الناس، والسعيد من وعظ بغيره، نحن ليس بيننا وبين الله عهد أن نثبت على ديننا وعلى عقيدتنا وعلى هدايتنا إذا ما تعرضنا للشبه، فهذا من أخطر ما يكون إن تعرض المسلم للشبه، وقد ذكر السلف أن من تعرض للشبه فإنه لم يسلم إما أن يقع فيها وإما أن يقل يعني في مأمن على دين أو يكون فتنة للناس، لهذا يجب على كل مسلم على طلاب العلم مهما أحسنوا الظن بأنفسهم أن لا يعرضوا أنفسهم للشبه.
وأما الجانب الآخر وهو ما يكون فيه من الخير ولعل الكلام هذا موجه للمواقع التي فيها الشر أو التي يغلب عليها الشر، أما المواقع الأخرى التي قد يوجد فيها الخير ولكن أيضا يصحبها ما يصحبها من بعض الردود والكلام الذي أشار إليه الشيخ في بعض القنوات من بعض من لا يحسنون ربط الكلام، وقد لا يكون لكلامه أثر في العلم، فهذه التي تحتاج إلى نظر وإلى صبر إلى ما فيها من الخير وإلى ما يمكن أن ينتفع به ويتجنب ما لا خير فيه أو على الأقل يقال أنه قد يكون فيه من الخير الذي يرغب عنه لما هو خير منه، وعند ذلك نحتاج إلى النظر والتمييز بين طلاب العلم الذين يحسن إطلاعهم على ما يبث فتكون لهم متابعة فيكثرون من الخير ويقللون من الشر ويكون لهم إسهام في نفع الناس، وأما ما عداهم من الطلبة فإن هلا يحسن لهم أن ينظروا في كل ما ينشر ولا يفرقون بين الغث والسمين خصوصا أن بعض ما ينشر يقوي الجرأة على نشره أن هذه المقالات والتعليقات أنها بأسماء غير صحيحة وإنما هي مستعارة، فيقوى جانب الجرأة عند بعض هؤلاء وهو يعلم أن ليس هناك محاسبة له فيتكلم بكلام لا ربما لو عرف أنه سيحاسب عليه ما تكلم به، وأرى أنه من الاستفادة من هذه الوسائل منن يقوم عليها ويهيئ للإشراف عليها أن يضبطوا هذه الأمور أن لا ينشر في هذه المواقع خصوصا من ينتسب إلى السنة إلا من أهل العلم والفضل ممن ينتفع بكلامهم، وأن تكون الكتابات موثقة من كلام أصحابها، ويتجنب المقالات والتعليقات التي لا تكون لأهل العلم ولا إلى المعروفين بالنصح للناس ولا ينبغي أن تكون هذه الوسائل أن تكون محط الخصومات والمنازعات بين الجهلة وبين أصحاب الأغراض خصوصا إذا ما كانت هذه المواقع تنسب إلى السنة وإلى السلفية فتشوه من قبل هؤلاء الذين إذا نظر الناس وأهل العقل في هذه المواقع يقول قائلهم إن كانت هذه السلفية فكيف بغيرها، نحن مسئولون أمام الله إذا ما انتسبنا للسنة وإلى السلفية أن نكون على سمت وعلى منهج صحيح ولهذا كان بعض السلف قديما لا يحبون لأنفسهم أن ينسبوا للسلفية فيقال أنه سلفي ويرون أن هذه من أسماء التزكية إذا قال رجل أنا سلفي فقد زكى نفسه بهذا، وإن كان بعضهم يرى أنه لا بأس بالانتساب إن كان على سبيل أن يتميز الرجل عن أهل البدع، وأخطر ما يكون عندما ينتسب بعض الشباب الصغار أو بعض أهل الجهل بالسلفية والسنة سواء في هذه المواقع أوفي غيرها ويسيء في معاملته للناس ولا يتأدب وأذكر كثير من الأسئلة يعني تأتي من بعض العوام أو من بعض من لا يعرف السنة فيقولون: إن ناس يتسمون بالسلفيين يفعلون ويفعلون يذكرون أشياء عجيبة وهذا أمر خطير بعض الناس يغضب ويقول هؤلاء هم أعداء للسنة والسلفية وهذا من غير الإنصاف فإن هؤلاء بلا شك أنهم قالوا فيما قالوا تكلموا بما تكلموا به وهم يرون الصور والأمثلة لأفعال هؤلاء، وأذكر أن بعضهم اجتمعت به في مجلس وناصحته في بعض من يزكيهم من بعض أهل البدع وقبل قبولا تاما ثم قال أنا يعني ....ماقلت وهذا كلام طيب ولكن هناك طائفة ما رأيت أشد على الناس منهم وهم السلفيون فقلت له: تعرف يعني من هم السلف فتوقف فقلت له: السلف هم الصحابة ومن بعدهم ومن سار على طريقهم من العلماء، هؤلاء هم السلفيون ومن انتسب للعلم انتسب لهذا المنهج، وكون بعض الناس ينتسبون للسلفية ولا يمثلون في انتسابهم لظاهر المسلمين في الإسلام مع وجود التقصير فقال: نعم يعني هذا صحيح، فقلت له: إذا انتسب للسلفية من يسيء إليها فاعلم أن هذه إساءة الأفراد وليست هي إساءة المنهج، ولا يجوز لمسلم أن يذم السلفية والسلف بفعل هؤلاء، هذه نماذج وأمثلة تصدر تحصل متكررة من بعض الناس،وبعض الناس لا يحب هذا وأعلم أن من الناس من يمنع من هذا وكأنا نخادع أنفسنا في وجود هذا الأمر، فهذا موجود في بعض الناس وذا بسبب سوء سلوك البعض من بعض ينتسب للسلفية ومع ما قد يظهر للناس منهم فيسيئون الظن بأهل السنة وبأهل المنهج السلفي، ولهذا أقول أن هذه مسؤولية عظيمة سواء في ساحات الإنترنت أو في غيرها أن نكون خير من يمثل السنة بعلمنا وبطرحنا للمسائل وبترفعنا في الكلام وألا نتنزل لدرجة العوام وأهل الجهل بل نترفع حتى ولو كان الخصم بذيئا فنحن نمكن فيه ديننا وأخلاقنا،ولهذا كان أحد السلف إذا ما أغلظ عليه رجل أمسك عن الكلام والرد فقيل له: لم؟ فقال: ما تكلم رجل بكلام إلا ونظرت له ثلاث نظرات، إما أن يكون مثلي فأتفضل عليه، أو فوقي فأعرف له فقدره، أودوني فلا أتنزل له" فإذا صرنا على هذه المنهج ترفعنا عن الجاهلين وعرفنا قدر الفاضلين وتفضلنا على الأقران نكون دعاة للسلفية وللسنة، وهذه السنة والله إن ما اشتملت عليه من الخير لعظيم، وأنا دائما أذكر في المجالس وأستشعر هذا في نفسي أنه عرضت السنة للناس ما تركها أحد بأن فيها كل الخير، فيها الخير للحكام والمحكومين، للرجال والنساء، للآباء والأبناء، حتى الكفار الذين لا يؤذون المسلمين فإنهم لو عرفوا ما في الإسلام من السماحة وعدم الاعتداء عليهم إن لم يعتدوا يعرفون أن هذا دين... وأذكر في مقابلة مع أحد الوزراء أو رئيس وزراء في دولة إفريقية يعني جلست معه في حدود نصف ساعة وذكرت له بعض سماحة الإسلام وأن ديننا أمرنا بالإحسان إلى كل المخلوقات حتى الأرض التي نمشي عليها فما أمرنا بقطع الأشجار ولا الهدم وما أمرنا بالإفساد في الأرض بل نهينا بالتخلي بظل شجرة أو في ماء غير جار وأمرنا بالإحسان إلى الحيوانات فجاءنا في الوعيد أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها وأن زانية من بيني إسرائيل دخلت الجنة بسبب كلب سقته وأنا نهينا أن تحمل الدابة مالا تطيق وقد تكلم العلماء في بحوث موسعة في حكم الإرداف على الدابة، وكذلك أمرنا حتى عندما نقتل أن نحسن القتلة كما قال الله عز وجل في الجهاد:" فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان" قال العلماء : حتى القتل في الجهاد أمرنا بعدم التعذيب والضرب فوق الأعناق الذي هو أعظم الوسائل في الإجهاد على النفوس التي أمر الله عز وجل بقتلها، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة" وأمرنا بالإحسان إلى الذبيحة فقد ذكر العلماء في الذبيحة أن من السنة أن تسقى قبل ذبحها وقد رأى عمر رجلا يقود شاة بقلمها يريد أن يذبحها فقال له: خذها إلى الموت قود الرفيق" فذكرت له بعض هذه المعاني فقلت له هذا ديننا وهذا هو الإسلام فتعجب وهو نصراني ثم قال في نهاية الحديث: أنا أنتظر البوم الذي تدخل فيه هذه الدولة في الإسلام حتى طمأن فيه، في الإسلام، ثم قال بعد ذلك: اطلب ما شئت فسئلت المسلمين فقلت ماذا تريدون؟ فقالوا: نريد الاعتراف بالإسلام في هذه الدولة، فطلبت منه هذا، فقال: اكتب ما شئت وأنا أوقع، وتهيبت أن أكتب لما تعلون من حساسية الموقف فقلت له : نحن نثق بصدق وعدك وهذا يرجع إليك، ووجهت للمسلمين أن يتابعوا معه هذا الأمر، الشاهد أن ديننا ودعوتنا دعوة عظيمة لو وجدت من يحسن عرضها للناس وأن يبين حدود السنة كثير من الناس يلبسون على العامة بدعوى أن أهل السنة وأن السلفيين يطعنون في العلماء يتكلمون فيهم، فلم لا نبين للناس هذه المسألة وأن هذا ليس بالطعن في العلماء وإنما بالنصح للأمة وله شروط وضوابط، وكنا بتوفيق من الله قرأنا موقف أهل السنة مع طلاب العلم ونحن الآن في الباب الأخير من الكتاب وكنا نقف على المسائل كثيرا كغيبة المبتدع التحذير منه، وأقول للطلبة ينبغي أن نقف عند الأدلة التي نحن نقرر بها عقيدتنا، وأن نعرف الضوابط الشرعية لهذا وأن نستطيع أن نذب عن السنة ، وأذكر أن كثيرا من المخالفين الذين قد يشنعون على السنة وأهلها في هذا لما سمعوا هذا الكلام وأن مضبوط بضوابط وأنه ليس من الأمور المطلقة لكل من أراد أن يتكلم بما شاء فيمن شاء ولكن الأمر منضبط بضوابط شرعية وقلت لبعضهم أذكر كل ما تنتقد على أهل السنة وأنا أذكر لك الدليل فإن تكلم في غيبة مخالف سنذكر له الأدلة وذكرت لبعضهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قصته مع المرأة التي طلبت للنبي صلى الله عليه وسلم استأذنته فيمن تنكح فقال أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهل فلا يضع عصاه عن عاتقه" قلت له هذا نصح النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة فيمن تنكح في مصلحة خاصة فتكلم في اثنين من أصحابه ولم يذكر ما له من الحسنات في مقام النصح، فكيف بالنصح للأمة في أمر الدين كثير من الناس يستفيد ينتبه يعرفون أن الأمر بضوابط وبأدلة ، ولعل هذا من التفريع لأصل المسألة وهو أن نكون على عناية بتمثيل السنة والمنهج السلفي وأن ندعو إليه، و يعني أذكر على سبيل التمثيل وعلى سبيل الاستدلال بهذا الأثر أني بحمد الله منذ أكثر من عشرين سنة عندما كنا في الدراسات العليا ونحن طلاب إلى هذه المرحلة قد جلست كثير من المجالس وذكرنا سفرنا إلى خارج هذه البلاد، وكنت مسئول عن دورة في دولة إفريقية في السينغال ست سنوات دورتين أخرى في كينيا وفي بوركينفاصو وكانت هذه في مجتمعات فيها كثير من البدع ولا أتذكر بحمد الله أنا تصادمنا مع أحد أو أنه أقفلت علينا الأنوار أو أنا أخرجنا من المسجد ولا أقول أنه خطرت لنا بعض المسائل فردية في بعض الأحوال أن هذا يدل على تقصير المتحدث ولكن أقول أن كثيرا مما قد يحصل لبعضنا قد يكون السبب إذا ما بحثنا في الطريقة التي يعرض بها الموضوع فأصحاب الشبه ينبغي أن يعاملوا معاملة تتناسب مع حالهم وأذكر من الشواهد والأمثلة لهذا أن مرة كنا في دورة في السينغال وكان المسئول عن المعهد رجل من كبار التجانية وله مكانة في الدولة وفي الحفل الختامي في نهاية الدورة ويحضرها كثير من المسئولين في الدولة وكنا في المنصة وكنت بجانبه وكان معنا في المنصة بعض الزملاء في الدورة فذكر هذا المسئول أنه بلغه وفاة الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله في تلك السنة التي توفي فيها الشيخ كنا في السينغال ولم نعرف يعني خبر وفاة الشيخ إلا منه فقال وأثنى على الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله ثم قال الفاتحة على روحه فرفع يده ورفع كثير ممن كان في الصالة من الطلبة أيديهم ويقرؤون الفاتحة وأنا بقيت على حالي لم أرفع يدي ولم أتكلم فما أن رأى الطلبة وضعنا ووضع الزملاء حتى تركوا القراءة ونزلوا أيديهم وكان هذا شيء ملفت للنظر بشكل كبير فهذا مما يدل أن السكوت أحيانا قد يكون كالكلام وأبلغ منه ولو تكلمنا في هذا الموطن وأنكرنا باللسان لربما ترتب على الأمر ما هو أشد، فأحيانا نحن نحتاج إلى حصة في التعامل مع بعض الأمور وقد يسع الإنسان أن ينكر بقلبه ولا يتكلم بلسانه وهناك شواهد كثيرة مأخودة من سير السلف ومن كلامهم في حسن التعامل مع المخالفين ومعرفة متى يكون الإنكار وكيف يكون وبأي وسيلة يكون، ونحن ممن يحتاج لهذا، وأما في فهم بعض الطلبة أو في بعض وللأسف في بعض المتعيننين الذين جبلوا على العجلة وإن شابت رؤوسهم وهذا للأسف مما قد نلمسه وللأسف ممن ينتسب للسنة فإن هذا مخالف لمنهج السلف وأنا أحب الصراحة مع أخواني أن نمثل السنة وأن نضبطها بالسنة لا بما قد يمثلها ممن لا يحسن ذلك ، فأود أن يعنى بهذا الجانب ممن يعنى بالسنة سواء في مجالسنا عندما نجتمع في المجالس أوفي كتاباتنا حتى ولو كانت يعني في شاشات الإنترنت لأنا نراقب الله عز وجل ،أهل السنة درسوا الأسماء والصفات وهم يراقبون الله عز وجل في كل موطن وفي كل مجلس يراقبون الله عز وجل في كلامهم ولهذا فيتعين علينا أن نراقب الله عز وجل في كلامنا في كل موطن في كل موقع في كل مكان وأن نمثل السنة وأن تكون دعوتنا للأفراد ولنفع الناس وأن نتجنب كل ما يسيء لمنهجنا ولعقيدتنا ولديننا، ومعذرة عن الإطالة ولعل الموضوع ومدى حساسيته هو مما يعتني به الجميع فنسأل الله عز وجل للجميع.
السؤال: هل يجب على طالب العلم السلفي أن يشارك في هذه المنتديات.. أو يتركها بالكلية ويبتعد عنها ....
الجواب:
دائما هذه الأسئلة يجب أن ينظر فيها إلى التفاوض بين الناس، طالب العلم السلفي، لو شئت أنتقسم من يحمل هذا الوصف لربما زادت الأقسام عن مئة يعني ما بين طالب علم متمكن ومن هو قريب منه، ومن هو قريب من هؤلاء لا أن يصل إلى طالب العلم الذي قد تكون له معرفة ببعض الجوانب ويجهل أكثر مما يعلم، فلا يمكن لهؤلاء أن ننزل عليهم حكما واحدا ، ولهذا دائما نقول للإخوة أن من الحكمة وهذا المسألة مبني عليه كثير من الأحكام الشريعة هو معرفة التميز بين الناس وبين الوسائل والأحكام ثم تنزيل الأحكام على هذا التقسيم فالناس ليسوا في درجة واحدة الذي ينتفع في نفسه وينفع غيره هذا و الذي يشارك، والذي يتضرر في نفسه أو يضر بغيره فهذا لا يشارك، فإذا ننزل الأحكام علة أوصاف شرعية منضبطة والناس أعرف بأنفسهم إن صدقوا مع الله ، فصاحب العلم الذين ينفع الناس يجب أن ينفع الناس في كل مقام ولكن بشرط أن ينفع الناس ولا يتضرر هو في نفسه، فنجاة النفس مقدمة على نجاة الناس، فمن كان كذلك نعم ومن لم يكن كذلك فليس له أن يتعرض للفتن وإن كان ينتسب لطلب العلم فإنما يشتغل بالطلب على المشايخ الذين عرفوا بسلامة العقيدة ويترسخ في العلم ولا يعرض نفسه للشبه.
رد: حول شبكة الانترنت-للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله.
جزاك الله خيرا
أين الشريط لأسمعه؟