رد: مما رأيت وسمعت ....
ماشاء الله عليك أخي العزيز و الذهب الإبريز العاصمي من جزائرنا الحبيبية ....
بسم الله الرحمن الرحمن
مما سمعت .......
لاشك أن الأصل في النفس العالية أنها لا تخضع للحوادث ولا تذل لها ، مهما كان شأنها ، ولا تلين صعدتها أمام النكبات و المدلهمات والأرزاء مهما عظم خطبها وجل شأنها ، بل يزيدها من الحوادث وعض النوائب قوة ومراسا .
أحدثكم أيها المباركون عن فتاة شابة سلفية أثرية ، كانت تدرس في مجال الطب ، من الله عليها بالإستقامة وحب التدين وطلب العلم ، لكن كانت تلقى الأذى العظيم من والديها ، وتكابد في أذاهم لها شدة عظمى ، لم أرى و أسمع مثلها فيما مر بي من قصص وحكايات عن الناس ، كان أبوها يضربها في الشارع أمام الجامعة أمام زميلاتها وزملائها ، ويمزق لها جلبابها ، وكان لا يجعلها تطلب العلم الشرعي ولا حتى قراءة القرآن ، وكانت إذا أرادت قراءة القرآن أو شيء من العلم الشرعي تذهب إلى بيت الإستحمام { تعمل نفسها أنها تستحم وهي تطلب العلم وتقرأ شيئا من الفقه } قال لها يوما وقد رآها تقرأ في القرآن { إذا رأدت قراءة هذا فخرجي إلى الخارج } وقطع عليها مصروفها ، بعدما كان يمدها بالأموال الطائله ، لأن أباها ثري جدا ، حتى شعرنا مكانها أنه سيدب اليأس والإستسلام إلى نفسها دبيب المنية في الأجل ، وظننا أنها لابد هالكة في ديننها فتنتكس .
سمعنا كثيرا عن شباب في عمر القوة و البأس الشديد ، وكانوا على استقامة وتدين ، لكن بمجرد أن تلقوا الأذى من الناس و الأقارب تركوا الإستقامة وانتكسوا .لم يقاوموا أذى الناس لهم ، لكن هذه الفتاة القوية المناضلة كانت عكس هؤلاء القوم ، لا يزال الدهر عابسا في وجهها تتلقى ضروبا من الأذى .... و الضرب ... و الشتم و السب ... و السخرية .... وركل بالأرجل ... في سبيل جعلها تنزع الجلباب وتنسلخ من منهجها وعقيدتها السلفية المرفوض كليا ونهائيا لدى أبويها ، فكانت تصبر وتحتمل ولا تيأس ولا تستلم ولا تفتر لها همة أو عزيمة ، وكانت تدعو الله ليلا ونهار أن يفرج لها كربتها ، وبينما هي هكذا تكابد من أجل دينها ، وتغالب الأيام عليه مغالبة حتى شاء الله ورفع عنها البلاء ورزقها بعمل بعيد عن أهلها ، فصارت تعمل في مجالها الطبي ، واستقلت بنفسها كليا .
ماذا كانت تلاقي هذه الفتاة
:
1: الضرب .
2: الشتم و السب .
3: السخرية والإستهزاء بالدين و الجلباب .
3 : إهانة شخصيتها .
4: الطرد من المنزل ، وقطع مصروفها
.
هل كانت في هذه الحال تطلب العلم
.
نعم وبالتأكيد .
كانت :
أولا : تحفظ القرآن الكريم ، حتى حفظت منه ثلاثون حزبا أو أكثر .
ثانيا : تحصلت على إجازة في تجويد الكريم بمخارجه الصحيحة .
ثالثا : تطلب العلم الشرعي .
رابعا : تفرغ الأشرطة الدينية .
خامسا : تحضر الحلقات العلمية الشرعية .
أيها المباركون لقد انقطعت أخبارها عني إلى حد الآن ، المرجو منكم إخوة و أخوات أن تدعو لهذه البائسة و المناضلة من أجل دينها .
الفائدة من هذه القصة
تعلمت من هذه القصة لهذه الأخت الفاضلة أنه لا يوجد صعب في هذه الحياة في سبيل الله - الواحد الأحد - غير الخطوة الأولى ، فإذا أخطاها المرء هان عليه ما بعدها .
و الله المستعان
كتبت هذه القصة على عجالة شديدة من أمري ، وخصوصا نحن نتظر أن يأتي كبش العيد إلى منزلنا
و صلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.