لا تنرفز ! فإن النرفزة شيء وافـد.
((وتُعامل العرب اللفظ المعرّب ، معاملة العربي في الاشتقاق منه ، فمثلاً : كلمة : "لجام" ، اشتق منها في العربية : ألجم ، وتلجّم ، والفرس مُلجَم ، وغير ذلك. ويماثل هذا تماماً ، ما يحدث الآن في اللغة العامية ، حين تستعير بعض الكلمات من الإنجليزية وغيرها ، فتشتق منها أفعالاً ، وتجمعها جموع تكسير عربية ، وغير ذلك ، فكلمة : nervous مثلاً ، اشتق منها في العامية العربية : (نرفز) ، و (نرفزة) ، و (ينرفز) ، و (متنرفز) ..إلخ )).
فصول في فقه العربية ، ص 365
د. رمضان عبد التواب ، رحمه الله.
رد: لا تنرفز ! فإن النرفزة شيء وافـد.
جزاكم الله خيرا
ماذا يستفاد من هذا
يعني هل للمتقعد في لغة العرب أن يستولد ويولد كلمات عربية من باقي اللغات ثم هل يكون لها حكم المعرب الذي قيل أنه في القرآن خلافا لمن منعه أم ماذا؟
رد: لا تنرفز ! فإن النرفزة شيء وافـد.
اقتباس:
ماذا يستفاد من هذا
يعني هل للمتقعد في لغة العرب أن يستولد ويولد كلمات عربية من باقي اللغات ثم هل يكون لها حكم المعرب الذي قيل أنه في القرآن خلافا لمن منعه أم ماذا؟
جزاك الله خيرا. في نظري ليس من المستحسن فسح الطريق لما يسمى بـ "الاقتراض اللغوي" لمجرد التقعد. هذه مشكلة تحتاج إلى علاج من وجهة نظري ، لأن المتمكن من لغته الأم أولى بأن يصرف جهده في الإبداع في نحت ألفاظ جديدة من نفس لغته للمفاهيم الوافدة (كما فعل من وضع ناسوخ للفاكس). والإستيلاد الذي ذكرت هو ظاهرة لغوية أكثر من كونه محاولة أو مسؤولية شخصية يقوم بها أشخاص ، بمعنى أنها سنة من سنن التحول في النسيج اللغوي لأي لغة من اللغات. وإذا ما حصل هذا فإن اللغة المستضيفة - كما يقال أو "host" - وليس المتكلم المستضيف عن عمد وقصد هي التي تخضع أصحابها لتكييف اللفظ الوافد بحسب القوانين الصوتية للغة الأم ، وتعرف هذه القوانين بـ "phonotactic rules" ، ولذلك مال بعض المحققين المعاصرين - بسبب رصانة هذا التفسير - إلى القول بوجود المعرّب في لغة القرآن ، وأن هذا لا يعيبه ولا يخالف قوله تعالى "بلسان عربي مبين" لأن اللفظ قد عُرّب أو صار معرّباً ففقد صفته الأعجمية. ومما له صلة وثيقة بموضوعنا هذا ما يسمى بـ "mutual intelligibilty" و المقصود به مقدار التقارب اللفظي الذي يسهل الفهم بين لغتين لصيقتين ، ولغة فارس والروم احتوت ألفاظاً عسيرة على النظام النطقي العربي ، ولذلك احتفظت بلكنتها الغريبة بحيث تستعصي على الاشتقاق العربي الذي هو ميزان معرفة أصول الألفاظ العربية ، فرغم التقارب الجغرافي بين العربية واللغتين المذكورتين لا تكاد توجد قرائن صوتية مشتركة تسهل الفهم فيما بين سكان المنطقة.