الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام سنتدارس هنا ـ لمن يرغب ـ موضوع ( الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد ) .
أما خطة هذه المدارسة فستكون على النحو التالي :
ـ الدليل مفهومه وأنواعه .
ـ مفهوم العقل .
ـ مفهوم الدليل العقلي .
ـ الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد : ويتضمن مدخل عن منزلة العقل في الاستدلال .
ولن نتجاوز محور من هذه المحاور حتى ننتهي من الذي قبله ، لذا أرجو من الإخوة عدم العجلة وترك الحديث عن أي محور لم نصله بعد .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : الدليل مفهومه وأنواعه :
الدليل لغة : المرشد .
واصطلاحاً : هو الشيء الذي يلزم من معرفته معرفة شيء آخر .
والشيء الأول في التعريف هو الدال ويسمى الدليل أيضاً ، والشيء الثاني هو المدلول .
أما المعرفة فهي إدراك الشيء وتسمى في المنطق ( التصور ) ، وهي أنواع .
العلم : وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً .
الظن : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح .
الشك : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مساو .
الوهم : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح .
وضد المعرفة الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية .
أما إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه فهو الجهل المركب .
والدليل نوعان : لفظي ، وغير لفظي .
والدليل اللفظي يقسم إلى ثلاثة أقسام : عقلي ، وطبيعي ، ووضعي .
ومثله الدليل غير اللفظي يقسم إلى ثلاثة أقسام : عقلي ، وطبيعي ، ووضعي .
فيتحصل لدينا ستة أقسام .
أما الجاحظ فله تقسيم آخر حيث يقول : " وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ ، خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد : أولها اللفظ ، ثم الإشارة ، ثم العَقْد ، ثم الخط ، ثم الحال التي تسمى نِصْبة ، والنِّصبة هي الحال الدالة ، التي تقوم مقام تلك الأصناف ، ولا تقصر عن تلك الدلالات ، ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها ، وحلية مخالفة لحلية أختها" .
وللحديث بقية
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن موضوع أصناف الدلالات عند الجاحظ موضوع مهم جداً وجديد وطريف ، لذا أفردت له صفحة في المجلس اللغوي لمدارسته هناك وهو على هذا الرابط :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23125
أما هنا فسنكتفي بتناول الدليل اللفظي .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه :
قلنا من قبل : المعرفة هي إدراك الشيء ، ولكن ما هو الإدراك ؟
الإدراك هو وجود صورة الشيء في الذهن ( العقل ) .
وتسمى هذه الصورة في المنطق ( التصور ) وقد تسمى الفكرة .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابع : الدليل مفهومه وأنواعه :
والآن وبعد أن أفردنا الدليل غير اللفظي بصفحة منفردة سنتناول هنا الدليل اللفظي فقط لأنه الأهم في معظم العلوم والمعارف .
عند تطبيق تعريف الدليل على الدليل اللفظي نصل إلى أن الدليل اللفظي : هو اللفظ الذي يلزم من معرفته معرفة شيء آخر ( المعنى ) .
فاللفظ هنا هو الدال ، والشيء الآخر هو المدلول أو المعنى . ويفهم من ذلك أن اللفظ يؤتى به من أجل الوصول إلى المعنى .
والمعنى باعتبار وجوده قسمان :
ـ المفهوم : وهو المعنى الموجود في الذهن .
ـ المصداق : وهو المعنى الموجود في الخارج . ( أي الشيء المادي المحسوس )
وكل لفظ مستعمل في اللغة له مفهوم ، أما المصداق فهناك ألفاظ لا مصداق لها مثل : العلم والفهم ...
المفهوم نوعان :
ـ مفهوم جزئي : وهو الذي لا ينطبق إلا على مصداق واحد فقط . وهو مرادف للمعرفة عند النحاة .
ـ مفهوم كلي : وهو الذي ينطبق على أكثر من مصداق . وهو مرادف للنكرة عند النحاة .
وللحديث بقية
أخي أحمد هل نحن نسير بشكل جيد في هذه المقدمة المنطقية ؟
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد هل نحن نسير بشكل جيد في هذه المقدمة المنطقية ؟
نعم يا أبا هلا, كنت أنتظر تعليقك على ما أضفت وما حذفت فتبين أنك وافقتني في نقاط وخالفتني في أخرى, فلا بأس إذن.
أبدأ بمشاركتي حول مفهوم الدليل وأقسامه:
الدليل لغة:
الأمارة على الشيء وهو بين الدَّلالة والدِّلالة, قاله ابن فارس.
وقال ابن منظور: والدليل: ما يستدل به, والدليل: الدال وقد دله على الطريق يدلة دَلالة ودِلالة ودُلولة والفتح أعلى . اهـ
و قال الراغب: لدلالة: ما يتوصل به إلى معرفة الشيء, كدلالة الألفاظ على المعنى, ودلالة الإشارات, والرموز, والكتابة, والعقود في الحساب, وسواء كان ذلك بقصد ممن يجعله دلالة أو لم يكن بقصد كمن يرى حركة الإنسان فيعلم أنه حي, قال تعالى: (( ما دلهم على موته إلا دابة الأرض)).
وأصل الدلالة: مصدر كالكتابة
والدال: من حصل منه ذلك
والدليل: في المبالغة كعالم وعليم, وقادر وقدير, ثم يسمى الدال والدليل: دلالة – كتسمية الشيء بمصدره. اهـ
ويتبين من هذا العرض أن الدليل والدلالة والدال تطلق و يراد بها معنى واحد, وهو التسديد بالأمارة, أو بأي نوع من أنواع العلامات.
وفي الاصطلاح:
ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر.
وعرفه الزركشي بأنه الموصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب.
والجويني سمى الدليل دلالة وما يستدل به وحجة وبرهانا وبيان وسلطانا.
بينما هناك من فرق بينهما, نقل الزركشي عن الروياني أنه قال في البحر:
الفرق بين الدليل والحجة وجهان:
أحدهما: أن الدليل ما دل على مطلوبك، والحجة ما منع من ذلك.
والثاني: الدليل ما دل على صوابك. والحجة ما دفع عنك قول مخالفك.
أما ابن حزم فقال: الدليل قد يكون برهانا وقد يكون اسما يعرف به المسمى، وعبارة يتبين بها المراد كرجل ذلك على طريق تريد قصده، فذلك اللفظ الذي خاطبك به هو دليل على ما طلبت، وقد يسمى المرء الدال دليلا أيضا.
والبرهان: كل قضية أو قضايا دلت على حقيقة حكم الشيء. اهـ
وخص المتكلمون اسم الدليل ما دل بالمقطوع به من السمعي والعقلي، وأما الذي لا يفيد إلا الظن فيسمونه أمارة. قاله الزركشي في البحر المحيط.
والخلاصة من هذا العرض, يُعرف الدليل اصطلاحا:
ما يوصل إلى معرفة الشيء المطلوب بصحيح النظر فيه, و الشيء المطلوب هنا هو المدلول, والنظر الصحيح لازم, -لذلك رأيت الكلام عنه هاما والله أعلم - وأما إذا كان النظر فيه فاسدا فلا يوصله إلى المطلوب, وإنما يقع على شبهة, أو يقصد به شيئا فيفيد غيره. أو لا يصل إلى شيء.
وهذا التعريف أكمل والله أعلم وربما أكون مخطئا,
ونظيره التعريف الأول وهو:
"ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر".
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
أما أنواع الدليل وأقسامه ففيه اختلاف بين المناطقة واللغويين والأصوليين.
- ذهب المناطقة إلى تقسيم الدليل إلى: لفظي وغير لفظي,
والدليل اللفظي إلى: وضعي وعقلي وطبيعي.
والغير اللفظي إلى: وضعي وعقلي وطبيعي. وهذا هو التقسيم الذي ذهب إليه أخي أبو هلا.
- وقسم الفتوحي الدلالة المطلقة إلى ثلاثة أقسام -كما في شرح الكوكب-
وهي: وضعيه وعقلية ولفظية, وقسم اللفظية إلى: طبيعية وعقلية ووضعية.
- بينما قسم الأصفهاني الدليل اللفظي إلى وضعي وغير وضعي, وقسم الوضعي إلى: لفطي وغير لفظي.
- و قسم البلاغيون الدليل اللفظي إلى وضعي وعقلي.
وهذا تقسيم أبي يعقوب السكاكي في مفتاح العلوم , وجلال الدين القزويني في الإيضاح,
ومعهم الفخر الرازي من الأصليين في المحصول.
وهناك تقاسيم أخرى كتقسيم ابن جني مثلا, قسم الدلالة إلى لفظية وصناعية ومعنوية.
قال ابن جني في الخصائص (3/98):
باب في الدلالة اللفظية والصناعية والمعنوية:
اعلم أن كل واحد من هذه الدلائل معتدّ مراعًى مُؤْثَر إلا أنها في القوّة والضعف على ثلاث مراتب :
فأقواهنّ الدلالة اللفظية ثم تليها الصناعية ثم تليها المعنوية. ولنذكر من ذلك ما يصحّ به الغرض فمِنه جميع الأفعال. ففي كل واحد منها الأدِلَّة الثلاثة, ألا ترى إلى قام, و دلالة لفظه على مصدره, ودلالة بنائه على زمانه, ودلالة معناه على فاعله. فهذه ثلاث دلائل من لفظه وصيغته ومعناه. وإنما كانت الدلالة الصناعيّة أقوى من المعنويّة من قِبَل أنها وإن لم تكن لفظا فإنها صورة يحملها اللفظ ويخرج عليها ويستقرّ على المثال المعتزَم بها. فلمّا كانت كذلك لحِقت بحكمه وجرت مجرى اللفظ المنطوق به فدخلا بذلك في باب المعلوم بالمشاهدة.اهـ
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد حييت
تقول أخي الكريم ( كنت أنتظر تعليقك على ما أضفت وما حذفت فتبين أنك وافقتني في نقاط وخالفتني في أخرى ) وأنا أزعم أني وافقتك في كل ما طلبت ونفذته تماماً ، ولم يتبين لي خلاف ذلك حتى الآن .
ثم تحت عنوان ( الدليل لغة ) قدمت عرضاً مفيداً ، ولكني أحب التعليق فقط على قولك ( ويتبين من هذا العرض أن الدليل والدلالة والدال تطلق و يراد بها معنى واحد , وهو التسديد بالأمارة, أو بأي نوع من أنواع العلامات ) .
ـ كلمة ( التسديد ) كلمة عصية على الفهم ولو قلت الإرشاد لكان أيسر في ظني والله أعلم .
ـ ألا ترى أن المعنى ( الواحد ) الذي أتيت به هو للدلالة وليس للدليل ، يعني الدلالة هي الإرشاد بالأمارة ( أو التسديد ) ، أما الدليل فهو المرشد نفسه قد يكون إنساناً وقد يكون أمارة ( أو علامة ) . يعني هناك فرق بين المصدر واسم الفاعل .
ـ هل هناك فرق بين الأمارة في أول تعريفك والعلامة في آخره ؟ وإن لم يكن هناك فرق فوحد مصطلحك .
ثم تحت عنوان ( وفي الاصطلاح ) قدمت عرضاً مفيداً أيضاً ، ولكني أحب التعليق فقط على قولك : ( والخلاصة من هذا العرض , يُعرف الدليل اصطلاحا : ما يوصل إلى معرفة الشيء المطلوب بصحيح النظر فيه , و الشيء المطلوب هنا هو المدلول, والنظر الصحيح لازم, -لذلك رأيت الكلام عنه هاما والله أعلم - وأما إذا كان النظر فيه فاسدا فلا يوصله إلى المطلوب ، وإنما يقع على شبهة, أو يقصد به شيئا فيفيد غيره . أو لا يصل إلى شيء . وهذا التعريف أكمل والله أعلم وربما أكون مخطئا ، ونظيره التعريف الأول وهو "ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر" )
ـ لاحظ أني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب ( أو دلالة النسبة ) بعد ، لذا لم أذكر ( صحيح النظر ) ولعل الخطأ مني لعدم تنبيهي لذلك .
ـ تقول ( ربما أكون مخطئاً ) هذا أدب منك أو ربما مجاملة ، وأقول نحن الآن نتدارس من أجل الوصول للحق وبالتالي ندع المجاملات جانباً وليعرض كل منا ما يراه صواباً وينقد ما يراه خطأ ، وليس منا من هو أكبر من النقد .
ـ تقول ( ونظيره التعريف الأول ... ) وهو ذاته التعريف الاصطلاحي الذي ذكرته في مشاركتي ـ ولاحظ أنه خال من قولك صحيح النظر ـ إذن فنحن متفقان .
أما ما ذكرته أنت من أنواع الدليل فكنت قرأتها بنفس التفصيل في كتاب الطلحي ولعله كان هو مرجعك ، ولكني كعادتي في الاختصار اكتفيت بتقسيم المناطقة لأنه شامل لبقية التقسيمات فإن كنت تخالفني في هذا التقسيم فاذكر اختيارك وسببه .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد حييت
.
حياك الله.
قولك:
اقتباس:
ـ ألا ترى أن المعنى ( الواحد ) الذي أتيت به هو للدلالة وليس للدليل ، يعني الدلالة هي الإرشاد بالأمارة ( أو التسديد ) ، أما الدليل فهو المرشد نفسه قد يكون إنساناً وقد يكون أمارة ( أو علامة ) . يعني هناك فرق بين المصدر واسم الفاعل .
/// الدليل يطلق على معنى أنه فاعل الدلالة وعلى أنه الدلالة. لذا فتعريفك متفق عليه بين الكثير من اللغويين. وتعريفي الاصطلاحي قريب منه يعني لما عرفته بأنه الموصل وهو قريب من المرشد فلا ضير إذن.
/// والأصوليون كثيرا ما يستعملون الدلالة, ويقسمون تقاسيمهم تحت مصطلحها لذلك ركزت على ذلك.
/// عرفت الدليل بمعنى التسديد بالأمارة أو بأي علامة أخرى تبعا للطلحي, لأمرين اثنين:
أولا: لأن تعريفه شامل على حسب ما رأيت ومع أنه عصي الفهم نوعا ما كما نبهتَ,
و إذا راجعتَ تعريف الراغب للدلالة ترى أنه عرفها بأنها: ما يتوصل به لمعرفة الشيء.
قال: والدليل: في المبالغة كعالم وعليم, وقادر وقدير, ثم يسمى الدال والدليل: دلالة – كتسمية الشيء بمصدره.
ثانيا: الأمارة هي الدلالة ومعناها الدليل أيضا, يستدل بها لمعرفة الشيء المطلوب, وهو المدلول.
والإشكال بيني وبينك هو أن الدليل قد يكون بمعنى الدال وقد يكون بمعنى الدلالة.
فأنت عرفته بأنه المرشد على أنه الدال, أي فاعل الدلالة, وقد يشمل تعريفك للدليل على أنه الأمارة أيضا - أي الدلالة- وهي أي الأمارة مرشد للمطلوب, فما قولك؟
/// والخلاصة من هذا النقاش أن يكون التعريف المتفق عليه –فرضا- بالشكل التالي:
الدليل هو: المرشد للمطلوب على معنى أنه فاعل الدلالة, فيكون الدليل في هذه الحال بمعنى الدال.
وعلى أنه الأمارة أو العلامة التي بها يكون الإرشاد, فيكون الدليل في هذه الحال بمعنى الدلالة.
قولك:
اقتباس:
كلمة ( التسديد ) كلمة عصية على الفهم ولو قلت الإرشاد لكان أيسر في ظني والله أعلم.
/// والتسديد بالأمارة معناه القصد و التوفيق بها للصواب, وأتفق معك في كون الإرشاد أيسر.
قولك:
اقتباس:
لاحظ أني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب ( أو دلالة النسبة ) بعد ، لذا لم أذكر ( صحيح النظر ) ولعل الخطأ مني لعدم تنبيهي لذلك .
ـ تقول ( ونظيره التعريف الأول ... ) وهو ذاته التعريف الاصطلاحي الذي ذكرته في مشاركتي ـ ولاحظ أنه خال من قولك صحيح النظر ـ إذن فنحن متفقان
/// تعريفي الاصطلاحي للدليل هو: ما يوصل إلى معرفة الشيء المطلوب بصحيح النظر فيه. وقلت نظيره: ما يلزم من فهمه فهم شيء آخر.
وكان علي أن أبين شيئا في التعريف الثاني كي يكون نظيرا للأول بصفة تامة,
وأقول:
ما يلزم من فهمه –فهما صحيحا- فهم شيء آخر. وبالتالي فهم الدليل فهما صحيحا يوصلك للمطلوب.
/// وإنما اعتمدت على التعريف المبين والمفصل, وركزت على النظر لأنه هام في التعريف الاصطلاحي الصحيح للدليل ولا ينفك عنه.وهو في محل بحثنا كما أظن.
/// ألا ترى أن هناك من يفهم الدليل فهما خاطئا وبالتالي لا يوصله للمطلوب؟ وحينئذ لا يسمى دليله الذي استدل به دليلا, أو يقصد به شيئا فيفيد غيره, وهنا أيضا لا يعتبر دليلا لما ذهب إليه,
أظن هنا واضح.
ومع أن هناك من يسميه دليلا في تلك الأحوال.
أما قولك:
اقتباس:
ولعل الخطأ مني لعدم تنبيهي لذلك.
أقول:
أقول: هذه بتلك!( ابتسامة)
/// وأنت في تعريفك لتفريعات التعريف الاصطلاحي للدليل كالمعرفة وأقسامها, والشيء المطلوب على أنه المدلول. أضفتُ النظر الصحيح كشرط لاستقامة الدليل. وبالتالي, نعرج إلى تعريفه وأقسامه في موضعه - إن كنت موفقا في تعريفي هذا-.
/// ولست مجاملا ولا حتى قاصدا من قولي هذا حسن الأدب فقط, ولكن قد أكون مخطئا حقا وهذه المسائل المتناقش فيها حساسة ودقيقة قد يقع فيها الخطأ, بل وقع عند الأكابر فكيف بالصغار؟.
قولك:
اقتباس:
أما ما ذكرته أنت من أنواع الدليل فكنت قرأتها بنفس التفصيل في كتاب الطلحي ولعله كان هو مرجعك ، ولكني كعادتي في الاختصار اكتفيت بتقسيم المناطقة لأنه شامل لبقية التقسيمات فإن كنت تخالفني في هذا التقسيم فاذكر اختيارك وسببه
/// تقسيم الدكتور الطلحي جيد ودقيق, ورسالته مرجع من بين المراجع التي أعود إليها في مثل هذه المسائل, وإلا فهناك تقاسيم أخرى و المذكورة هنا هي الأهم.
/// أما ما أرجحه من تلك التقاسيم فسيكون في موضعه مع شيء من التفصيل الموجز بعد أن نفرغ من مفهوم الدليل إن شاء الله تعالى, لأن هناك إشكالات في مفهوم الإدراك.
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه :
قلنا من قبل : المعرفة هي إدراك الشيء ، ولكن ما هو الإدراك ؟
الإدراك هو وجود صورة الشيء في الذهن ( العقل ) .
وتسمى هذه الصورة في المنطق ( التصور ) وقد تسمى الفكرة .
يعني الإدراك معناه التصور.
/// ويُعرف التصور في علم المنطق بأنه إدراك الشيء إدراكا بسيطا.
وعرف الشنقيطي التصورَ بأنه: إدراك معنى المفرد من غير تعرض لإثبات شيء له ولا لنفيه عنه. كإدراك معنى اللذة ومعنى الألم ...الخ
/// أما معنى الفكرة وعلاقته بالإدراك فأرجو التوضيح لو سمحت.
وأقول:
/// الإدراك: تصور الشيء على ما هو به في الواقع.
لأن تصوره على خلاف ما هو به في الواقع جهل, وقد عرف الدمياطي كما في حاشيته على شرح المحلي للورقات بأن الجهل تصور وليس بمعرفة أصلا, وإنما هو حصول الشيء في الذهن.
/// وعرف الشيخ الشنقيطي الإدراك بأنه: وصول النفس إلى المعنى بتمامه, فإن وصلت إليه لا بتمامه فهو المسمى في الاصطلاح بالشعور.اهـ
هذا اختيار الشنقيطي كما في آداب البحث والمناظرة.
وبالتالي يظهر لنا إشكالٌ في تعريفات مراتب الإدراك الستة!
فإن تسمية الجهل المركب إدراكٌ فيه إشكال إذا اعتُمد تعريف الشنقيطي, وكذا القول في الظن والوهم والشك, لأن الإدراكَ على حسب التعريف: وصول النفس إلى المعنى بتمامه.
فالظن والوهم والشك لم يحقق من خلالهم المعنى بتمامه.
فالظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح, يعني لم يبلغ المعنى بتمامه.
/// أو أني لم أستوعب المسألة جيدا, ربما هناك إدراك صحيح تام وإدراك خاطئ أو غير تام والله أعلم, لأن تعريف الشيخ الشنقيطي رحمه الله أشكل علي, فإن كانت المسألة خارجة من محل البحث والإشكال ما زال قائما أفردت له صفحة مستقلة.
من اللطائف:
كنا قديما نعرف الإدراك بأنه: عملية بناء المفهوم الصحيح للمعلومة من خلال المستقبلات الحسية والتعرف عليها والتمييز بينها. ويستعمل الذكاء والفطنة وبناء الأفكار والمشاعر والدلائل الخارجية كعوامل لنجاح هذه العملية.
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول أخي : ( فأنت عرفته بأنه المرشد على أنه الدال, أي فاعل الدلالة, وقد يشمل تعريفك للدليل على أنه الأمارة أيضا - أي الدلالة- وهي أي الأمارة مرشد للمطلوب, فما قولك؟ )
قولي أن ما قلته صحيح كله إلا قولك ( أي الدلالة ) ولتوضيح الأمر أقول بلغة الرياضيات :
الدليل = الأمارة = العلامة = المرشد ( اسم فاعل ) وهو ما قلته لك في المشاركة رقم 9 ونصه : ( أما الدليل فهو المرشد نفسه قد يكون إنساناً وقد يكون أمارة أو علامة ) .
الدلالة = الإرشاد ( المصدر ) والإرشاد يكون بالدليل أو بالأمارة أو بالعلامة .
ومن هذا تعلم خطأ قولك في المشاركة 10 ( الأمارة هي الدلالة ) وقولك الأمارة أي الدلالة .
نعم قد يطلق الدليل على الدلالة أو العكس ولكن مجازاً ونحن هنا نتكلم عن الحقيقة .
أما التعريف الاصطلاحي :
أهم تنبيه يجب أن تعرفه هو ( إني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب أو دلالة النسبة بعد ) أو دلالة القضايا أو الأحكام بلغة المناطقة وهذا قلته لك في المشاركة رقم 9 . ودلالة المفردات لا تحتاج إلى ( صحيح النظر ) لذا لم أذكره في التعريف الاصطلاحي . وإنما تحتاج إلى معرفة وإدراك .
وللتوضيح أرجوك تأمل معي ما قلته سابقاً ولا تتعجل :
تعريف الدليل المفرد اصطلاحاً : هو الشيء الذي يلزم من معرفته معرفة شيء آخر .
شرح التعريف :
الشيء الأول في التعريف هو الدال ويسمى الدليل أيضاً . ( ما في مشاكل )
والشيء الثاني في التعريف هو المدلول . ( ما في مشاكل )
أما قولنا في التعريف ( معرفة ) فالمعرفة هي : إدراك الشيء .
والإدراك هو : وجود صورة الشيء في الذهن . ويسمى في المنطق ( التصور ) وقد يسمى ( الفكرة ) .
وبلغة الرياضيات : المعرفة = الإدراك = التصور = الفكرة = صورة الشيء في الذهن .
وقولك ( يعرف التصور في علم المنطق بأنه إدراك الشيء إدراكا بسيطا . وعرف الشنقيطي التصور بأنه : إدراك معنى المفرد من غير تعرض لإثبات شيء له ولا لنفيه عنه . كإدراك معنى اللذة ومعنى الألم ...الخ ) صحيح مائة بالمائة مع ملاحظة أن الشنقيطي نبه إلى أن الحديث عن دلالة المفردات .
قلت لك من قبل ـ تبعاً لابن عثيمين ـ أن المعرفة ( أو الإدراك أو التصور ) أنواع :
العلم : وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً .
الظن : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح .
الشك : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مساو .
الوهم : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح .
وضد المعرفة الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية .
أما إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه فهو الجهل المركب .
ثم قلت : ( وأقول : الإدراك : تصور الشيء على ما هو به في الواقع . لأن تصوره على خلاف ما هو به في الواقع جهل ) وهذا خطأ لأنك خلطت بين العلم والإدراك ، وبين الجهل والجهل المركب وستعرف خطأك عندما تتأمل التقسيمات السابقة .
أما الإشكالات التي ظهرت عندك فسببها تعريف الشنقيطي ، وهو وإن كان لا إشكال فيه فما رأيك هل تزول إشكالاتك بزوال تعريف الشنقيطي ؟ إن كان الجواب نعم . اتركه إذن واختصر طريقنا . وإن كان لا حدد موطن الإشكال .
من اللطائف :
تقول ( كنا قديما ... ) شكلك شايب وأنا أحسبك شباب مثلي .
على كل حال تعريفكم القديم صحيح . وبلاش نطول بإثبات صحته . لأنك ستكتشف ذلك بنفسك بعد الانتهاء من هذه المدارسة .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا
من اللطائف :
تقول ( كنا قديما ... ) شكلك شايب وأنا أحسبك شباب مثلي .
على كل حال تعريفكم القديم صحيح . وبلاش نطول بإثبات صحته . لأنك ستكتشف ذلك بنفسك بعد الانتهاء من هذه المدارسة .
(ابتسامة)
ما زلت مثلك شابا يا حبيبي, في بداية الثلاثينات, وإنما قديما يعني قبل مدة في المعهد.
أما قولك (أهم تنبيه يجب أن تعرفه هو ( إني لازلت أتكلم في دلالة المفردات ولم أتناول دلالة التراكيب أو دلالة النسبة بعد ) أو دلالة القضايا أو الأحكام بلغة المناطقة وهذا قلته لك في المشاركة رقم 9 . ودلالة المفردات لا تحتاج إلى ( صحيح النظر ) لذا لم أذكره)
أقول: لا إشكال نتقدم في البحث, لأني أرى أن القاعدة التي انطلقتُ منها ليست نفسها التي انطلقتَ منها لذا سيتبين ذلك لاحقا.
أما تعريف الشنقيطي لعلي أدرس المسألة دراسة مستقلة.
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرنا في مشاركة سابقة ( رقم 6 ) أن المفهوم الجزئي لا ينطبق إلا على مصداق واحد فقط ، وبالتالي ما فيه مشاكل .
أما المفهوم الكلي فينقسم إلى قسمين :
ـ ذات : وهو المفهوم الكلي الذي يقوم بنفسه . ويسمى الجوهر أيضاً .
ـ عرض : وهو المفهوم الكلي الذي لا يقوم بنفسه ولا يوجد إلا في ( ذات ) .
مثال توضيحي : ( العنب ) ذات لأنه مفهوم كلي قائم بنفسه ، أما طعمه ولونه فأعراض لأنها لا تقوم بنفسها ، أي ليس هناك طعم عنب قائم بنفسه ومنفصل عن العنب وكذلك لونه .
والأصل أن يكون لكل لفظ في اللغة معنى خاص به ، ويطلق على الألفاظ في هذه الحالة الألفاظ المتباينة ، إلا أن هناك أصناف تخرج عن هذا الأصل منها :
ـ المشترك اللفظي : وهو أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى حقيقي مثل كلمة ( عين ) تطلق على الحاسة وعلى عين الماء وعلى الحرف ...
ـ المترادف : وهو أن يكون للمعنى الواحد أكثر من لفظ مثل : السيف ، والحسام ، والمهند ...
وسنقف هنا ، على الرغم من وجود تفصيلات كثيرة إلا أن لها موطن آخر وسنكتفي بهذا الموجز في الدليل المفرد ، وسنبدأ في المشاركة القادمة إن شاء الله الحديث عن الدليل المركب .
وإن رأيت ـ أخي أحمد ـ أي نقص هنا بإمكانك إكماله قبل أن أبدأ في المشاركة القادمة .
أخي أحمد فهمك لما سبق ـ على إيجازه ـ يفتح لك فهما واسعا في كتب العقائد وعلم الكلام وفهم ابن تيمية في كثير من كتبه . إضافة إلى فهمك لكتب المنطق والأصول وفقه اللغة .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تنس أخي أن مما يدخل في موضوع الدليل المفرد عدة موضوعات يمكن الرجوع إليها في كتب أصول الفقه وهي :
ـ الحقيقة والمجاز .
ـ العام والخاص .
ـ المطلق والمقيد .
ـ المجمل والمبين .
ـ الظاهر والمؤول .
وهي مهمة جداً لكل من أراد الاستدلال بالدليل اللفظي .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
نعم أخي
هذه مقدمة على القواعد المنطقية لا أخالفك فيها إذ هي متسلسلة ولكل معرف تفريعات, وهي مبينة في كتب المنطق وبعض كتب الأصول كمختصر ابن حاجب وشروحه وكمقدمة الغزالي في علم المنطق من كتابه الماتع: المستصفى.
وكان انطلاقك على هذه القاعدة, فلتواصل موفقا إن شاء الله تعالى إلى أن نصل إلى ما يدعو للنقاش وطرح النقاط المختلف فيها.
أما نقلك لأصناف اللفظ كالمشترك والمترادف فصحيح ولا إشكال فيه, وهي أساسا من القواعد اللغوية.
أما عن المواضيع التي أشرت إليها وهي القواعد الأصولية فلا حاجة لذكرها لأنها معروفة وهي في جميع كتب الأصول.
إلا فيما يخص بموضوع الحقيقة والمجاز, وكذا موضوع الظاهر والمؤول, أرجو أن تضع لها تعريفات موجزة لعلنا نحتاج إليها.
وبعدها ننتقل إلى الدليل اللفظي المركب.
تعقيبا على قولك:
اقتباس:
أخي أحمد فهمك لما سبق ـ على إيجازه ـ يفتح لك فهما واسعا في كتب العقائد وعلم الكلام وفهم ابن تيمية في كثير من كتبه . إضافة إلى فهمك لكتب المنطق والأصول وفقه اللغة .
نعم يا أخي أبا هلا, القواعد التي ذكرت تعاريفها بإيجاز يساعد كثيرا في فهم كتب العقائد التي انطلقت على هذه الأصول.
يقال أن المنطق هو علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح
ويقال أن المنطق هو العلم الذي يضع القوانين للوصول إلى النتائج
ويقال أن المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر
ولعل أوجزهم من عرفه بأنه قانون التفكير الصحيح.
أما التعريف الأول فيه بيان وتفصيل, أما التعريفات الثلاثة الأخري ليست صحيحة عندي كما عند الكثير والله تعالى أعلم.
أما أهمية دراسته من أجل فهم كتب علم الكلام فنعم أرى أن دراسته من فروض الكفاية لأجل هذا المقصد.
أي فهم مصطلحات أهل الكلام والفلاسفة, وفهم الأصول التي استندوا إليها في مسائل العقائد خاصة والتمييز بينها, ومن ثمة الأمان مما ضلوا فيه, والتحذير منه, والرد على مخالفاتهم ومناظرتهم - وهذا ما فعله ابنُ تيمية -.
تماما كمن يدرس لغات المخالفين وعلومهم لفهمها ومن ثمة الأمان من شرورهم والرد والمناظرة في سبيل إظهار الحق والدعوة إليه, وإبطال الباطل الصادر عنهم بواسطة علومهم.
أما فقه اللغة وأصول الفقه أرى أن هذين العلمين في غنى عن المنطق والقواعد الفلسفية الأخرى والله أعلم.
هذا تعقيب فقط على ما كتبت في آخر مشاركتك.
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
جزاك الله خيرا. موضوع مهم ولكن حبذا الدخول في الحديث عن العقل مباشرة وجعل ما سواه من التوابع. استهلال الموضوع بكثرة التعاريف والحدود فيه شيء من التشتيت و طريقة المنطق اليوناني قبل الشروع في علم من العلوم أو قضية من قضاياه هي وضع "الحدود" ، وقد عاب ابن تيمية عليهم ذلك لأنه يفضي إلى التسلسل عند البعض وفائدته قليلة ، وحجته في ذلك أن وضع الحد الشافي يشترط له علم أو تصور سابق ، وما دام الأمر كذلك فلا حاجة للعناية برسوم الحد المرهقة ، لأن العلم او التصور قد حصل. لا أشك في فائدة التعاريف من جهة تقريب المعاني وتمييز المفاهيم بعضها عن بعض ، ولكن يراعى أن الدقة ليست ممكنة على كل حال ، خاصة إذا حرص المُعرّف على تحقيق الحد الحقيقي بدلاً من الرسمي الحكمي.
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
أخي عبد الله الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أنك لم تتابع الموضوع من بدايته, أقصد في صفحة سابقة دفعتنا لمدارسة هذا الموضوع من أوله, وهذا هو الرابط:http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22932
ووضعنا خطة للمدارسة وهي:
اقتباس:
ـ الدليل مفهومه وأنواعه .
ـ مفهوم العقل .
ـ مفهوم الدليل العقلي .
ـ الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد : ويتضمن مدخل عن منزلة العقل في الاستدلال .
والشرط الذي وضعه أخونا أبو هلا واتفقنا عليه هو:
اقتباس:
ولن نتجاوز محور من هذه المحاور حتى ننتهي من الذي قبله ، لذا أرجو من الإخوة عدم العجلة وترك الحديث عن أي محور لم نصله بعد .
لذلك أرى أن لا نستعجل ولا نأتي بأحكام مسبقة على مسائل لم ندرسها أو لم نصل بها إلى ما يدعو للنقد, فما زلنا في بداية المدارسة.
وبما أن الموضوع تابع لأخينا أبي هلا - مع اتفاقنا عليه - فله أن يمشي على خطته وما علينا إلا أن نلتزم بعدم الخروج عن محور البحث إلا إذا رأينا ما نزيد فيه أو ننقص, أو نعقب على ما يدعو لذلك, أو نعترض على ما نراه خطأ ونبين الصواب فيه.
وقد قال في الموضوع السابق:
اقتباس:
يجب أن تعلم أن المشروع طويل ولكنه مفيد وممتع
ولا تحرمنا يا أخي الشهري من فوائدك التي تعودنا عليها في مشاركاتك
وبارك الله فيكم أخي وأحسن إليكم.
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أخي عبدالله أن ينظم إلينا ( أنا وأخي أحمد ) رجل عاقل مثلك ، وهو مكسب لنا إن شاء الله ، أما هذه المقدمة المنطقية فهي مهمة لأنها ستريحنا فيما بعد ، وكما تعلم أن معظم الخلافات سببها اختلاف المصطلحات ، لذا لو دخلنا إلى دراسة العقل مباشرة وطرحنا مسألة العقل هل هو ذات أم عرض ؟ سيتساءل الجميع عما نقصده بذات وعرض . كما أنه مخالف لأسلوبي في تبسيط القضايا .
ولكن إن أراد شريكي ( أحمد ) التوجه لدراسة العقل مباشرة فأنا لن أخالفه وإن كنت لا أميل لذلك .
أما أنت أخي أحمد فإليك ما طلبته ولعلك بهذا الطلب تريد إثارة المناقشات والخلافات مبكرا :
الحديث عن الحقيقة والمجاز حديث شائك لأن هناك من ينسب لابن تيمية ـ وهو إمام كما تعرف ـ نفي المجاز ، والمتعصبون لابن تيمية كثر ، وعلى الرغم من أن بعض الباحثين أثبت أن ابن تيمية لا ينكر المجاز إلا أن بيننا من هو تيمي أكثر من ابن تيمية نفسه .
على كل حال المسألة نوقشت كثيراً ولن نطيل بنقاشها هنا ، وهي لا تعدو أن تكون قضية اصطلاحية للتمييز بين الألفاظ :
تنقسم الألفاظ من حيث الاستعمال إلى حقيقة ومجاز .
ـ الحقيقة : وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له .
ـ المجاز : وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له بسبب قرينة مانعة .
مثال : كلمة ( أسد ) تستعمل في الدلالة على الحيوان المفترس حقيقة ، وتستعمل في الدلالة على الرجل الشجاع تجوزاً .
والأصل حمل اللفظ على الحقيقة ، ولا ينقل إلى المجاز إلا إذا وجدت قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي ، مع اشتراط وجود علاقة بين المعنى الحقيقي للفظ والمعنى المجازي المنقول إليه .
وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام : لغوية وشرعية وعرفية .
وينقسم المجاز إلى استعارة ومجاز مرسل .
أما الظاهر والمؤول ففيهما شبه شديد بالحقيقة والمجاز لحد الالتباس ، ويفرق بينهما بوجود احتمال إرادة أحد المعنيين في الظاهر والمؤول ، أما في الحقيقة والمجاز فلا يوجد هذا الاحتمال حيث اللفظ حقيقي فإن وجدت قرينة مانعة فهو مجاز .
والظاهر : هو حمل لفظ يحتمل معنيين ـ أحدهما أرجح من الآخر ـ على المعنى الراجح منهما .
والمؤول : هو حمل لفظ يحتمل معنيين ـ أحدهما أرجح من الآخر ـ على المعنى المرجوح منهما . كما يفعل المعطلة في باب الأسماء والصفات .
مثال : كلمة ( غائط ) تحتمل معنيين عرفي وهو الراجح ( الخارج المستقذر ) ولغوي وهو المرجوح ( المكان المطمئن من الأرض ) .
والأصل حمل اللفظ على الظاهر والمعنى الراجح ، إلا إذا وجد دليل يرجح المعنى المرجوح عندها يصير المعنى المرجوح هو الراجح بسبب الدليل ، ويتحول المؤول حينئذ إلى ظاهر .
أخي أحمد حتى لو لم تجد تعليقا على مشاركتي قل لي : إلى الأمام - أحسنت .... ، حتى أشعر بوجودك وبأنك قرأت مشاركتي .
رد: الاستدلال بالدليل العقلي على مسائل الاعتقاد
أخي أبو هلا ألسنا في بداية المدارسة؟
كل ما أردته منك هو وضع تعريفات لما طلبته وقلت لك: لعلنا نحتاج إليها, أي في موضعها.
وليس ها هنا موضعها.
فكنت آمل أن لا تصير سببا في إيقاظ النسمات الآتية من مختلف الاتجاهات.
والتعليق على هذه التعريفات سيأتي في موضعه لذا تقدم موفقا إن شاء الله تعالى.