المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم هذه القصة التي قد تكون مكذوبة ومفبركة من بعض المعتزلة إلا أن طريقتنا أخذ العبرة وترك الباقي لفطنة رواد المنتدى :
قال القاضي : ولما منع الرشيد من الجدال في الدين وحبس أهل علم الكلام كتب إليه ملك السند : إنك رئيس قوم لا ينصفون ، ويقلدون الرجال ، ويغلبون بالسيف ، فإن كنت على ثقة من دينك فوجه إلي من أناظره ، فإن كان الحق معك اتبعناك وإن كان معي تبعتني .
فوجه إليه قاضياً ، وكان عند الملك رجل من السمنية وهو الذي حمله على هذه المكاتبة . فلما وصل القاضي إليه أكرمه ورفع مجلسه فسأله السمني فقال :
أخبرني عن معبودك هل هو القادر ؟
قال : نعم .
قال : أهو قادر على أن يخلق مثله ؟
فقال القاضي : هذه مسألة من علم الكلام وهو بدعة وأصحابنا ينكرونه .
فقال السمني : من أصحابك ؟
فقال : فلان وفلان وعد جماعة من الفقهاء .
فقال السمني للملك : قد كنت أعلمتك دينهم وأخبرتك بجهلهم وتقليدهم وغلبتهم بالسيف .
قال : فأمر ذلك الملك القاضي بالانصراف ، وكتب معه إلى الرشيد : إني كنت بدأتك بالكتاب وأنا على غير يقين مما حكي لي عنكم ، فالآن قد تيقنت ذلك بحضور القاضي . وحكى له في الكتاب ما جرى .
فلما ورد الكتاب على الرشيد قامت قيامته وضاق صدره ، وقال : أليس لهذا الدين من يناضل عنه ؟
قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ، هم الذين نهيتهم عن الجدال في الدين وجماعة منهم في الحبس .
فقال : أحضروهم .
فلما حضروا قال : ما تقولون في هذه المسألة .
فقال صبي من بينهم : هذا السؤال محال ؛ لأن المخلوق لا يكون إلا محدثاً ، والمحدث لا يكون مثل القديم ، فقد استحال أن يقال يقدر على أن يخلق مثله أو لا يقدر كما استحال أن يقال يقدر أن يكون عاجزا أو جاهلا .
فقال الرشيد : وجهوا هذا الصبي إلى السند حتى يناظرهم .
فقالوا : إنه لا يؤمن أن يسألوه عن غير هذا فيجب أن توجه من يفي بالمناظرة في كل العلم .
قال الرشيد : فمن لهم ؟
فوقع اختيارهم على معمر ( أي معمر بن عباد السلمي ) فلما قرب من السند بلغ خبره ملك السند فخاف السمني أن يفتضح على يديه وقد كان عرفه من قبل فدس من سمه في الطريق فقتله .
وسأترك ذكر الفوائد للرواد
ولكم مني خالص الدعاء