رأي العثيمين في كلمة (يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.. )
قال الشيخ العثيمين رحمه الله وأعلى درجته: عند تفسيره لقوله تعالى { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) } { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) }
(أما ما ينتشر عند بعض الناس من قولهم : يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه فهل لهذه الكلمة أصل في الشرع؟
هذا غلط في الجملتين جميعا فالجملة الأولى (يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) هي كقول بعض الفقهاء : لا إنكار في مسائل الاجتهاد لأن هذه العبارة معروفة عند الفقهاء وهذا على إطلاقه ليس بصحيح فما اختلفنا فيه إن كان الحق لم يتبين فيه تبينا لا يعذر فيه المخالف فهنا نعم نعذره لأن له رأي ولنا رأي أما إذا كان الحق واضحا فإن من خالفنا لا نعذره في ذلك فهي على إطلاقها غير صحيحة .
وأما الثانية وهي قول ) يعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه) فهذا غير صحيح أيضا لأننا لو اتفقنا على باطل لم يحل أن يعين بعضنا بعضا بل وجب أن ينهى بعضنا بعضا عن هذا الباطل فهو أيضا على إطلاقه لا يصح ولعل الذي قاله يقصد ما ليس بباطل ولا يخالف الشريعة لكن الجملة الأولى دخل فيها أنس عندهم انحراف في العقيدة وفي المنهج .والإسلام يسعهم قالوا: نحن يجب أن نستظل بظل الإسلام وإن اختلفنا ولذلك تجدهم يدخلون في حزبهم الفاسق حالق اللحية شارب الدخان المتهاون بالصلاة وما أشبه ذلك وهذا خطأ وفي المقابل الذي يريد من الناس أن يكونوا صلاحا في كل دقيق وجليل وإلا فليسوا أخوانا لنا فهذا خطأ أيضا.) انتهى من تفسير سورة آل عمران 2/14-15
رد: رأي العثيمين في كلمة (يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.. )
/// وللشيخ ابن باز تعليقٌ حسنٌ على تلك العبارة.
/// قال رحمه الله في ردِّه على محمد علي الصَّابوني: " نقل في المقال المذكور .... ما نصه: ( نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) .
والجواب أن يقال : نعم يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق والدعوة إليه والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله، أما عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل، فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض، أما ما خالف النص من الكتاب والسنة، فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملا بقوله تعالى (سورة المائدة: الآية 2): {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وقوله سبحانه : سورة التوبة الآية 71 وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية .
وقوله عز وجل (سورة النحل الآية 125): {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الإيمان (49),سنن الترمذي الفتن (2172),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5009),سنن أبو داود الصلاة (1140),سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1275),مسند أحمد بن حنبل (3/54). (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )، وقوله صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الإمارة (1893),سنن الترمذي العلم (2671),سنن أبو داود الأدب (5129),مسند أحمد بن حنبل (4/120). (من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) أخرجهما مسلم في صحيحه . والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
رد: رأي العثيمين في كلمة (يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.. )
وفقكم الله بالحق إلى الحق ، ورحم الله العلامة العثيمين _ما أفقهه_ !! 0
رد: رأي العثيمين في كلمة (يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.. )
ربمثل ما نقلت أخي الكريم عن الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - قال العلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله تعالى -.
وبارك الله في الأخ الغامدي على ما تفضل به، وللشيخ ابن عثيمين كلام آخر في أحد رسائله المطبوعة وهي شريط في الصل تتعلق بمسائل الخلاف ، وزعها بعض الإخوان سابقا ظنا منهم أنها تخدمهم في منهجهم هداهم الله تعالى..