توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار )
استضافت قناة المجد الليلة الكاتب الصحفي عبدالعزيز قاسم ليتحدث عن موضوع ( إسقاط الرموز ) ويقصد بالرموز ( العلماء الشرعيين ) ، وذلك في برنامج ساعة حوار ، وكان البرنامج رائعاً في الجملة بما طرحه الضيف والمقدم والمداخلون ، إلا أن الضيف في آخر البرنامج تعرض لمحاولات إسقاط الرموز مع التمثيل بشواهد في التأريخ ، هذه المحاولات التي ذكرها جعلها في ثلاثة أمور :
الأمر الأول : محاولات ناجحة تماماً ، واستشهد بقصة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وإسقاطه ، وبين وجه نجاحها من ناحية تحقيق ما أرادوا من ذلك حيث قُتل عثمان رضي الله عنه بالفعل .
الأمر الثاني : محاولات نصف ناجحة ( هكذا عبر الأخ عبدالعزيز ) ، واستشهد بمحاولات إسقاط دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وذكر بأن هذه المحاولات حققت نصف النجاح الذي أرادوا ، حيث إن تداعيات ذلك مستمرة إلى اليوم من قِبَل بعض الطوائف الشاتمة للوهابية .
الأمر الثالث : محاولات انعكست سلباً على فاعلها ، واستشهد بمحاولات إسقاط الشيخ اللحيدان، وبين أنها لم تحقق ما أرادوا بالكلية ، بل على العكس ، فأصبح الجميع من أهل السنة بمن فيهم السعوديين إلى الوقوف معهم بينما في السابق لديهم تحفظات على الشيخ اللحيدان ، ولديهم إنكار لبعض مايطرحه القرضاوي ، ووضح انعكاس محاولات إسقاطهم في توحيد أهل السنة للوقوف صفاً واحدا حتى مع الذين اختلفوا معه في السابق .
انتهى كلام الأخ عبدالعزيز قاسم ووافقه على ذلك بإعجاب المقدم فهد السنيدي .
ولدي تعقيب على الأمرين الأول والثاني ، فأقول :
بالنسبة للأمر الأول :
فليس من العدل أن نُصنف ماحصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه محاولة ناجحة لإسقاط رمز ، لأن القوم الذين أسقطوه مؤيدون في نفس الوقت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو رمز وأيضاً على منهج عثمان رضي الله عنه ، بينما لو كان إسقاط عثمان رضي الله عنه بيد التغريبيين لاجتهدوا في ترشيح مَنْ على شاكلة عبدالله بن أبي سلول لأجل إقناع المجتمع بأنه مصلح .
هذه المقارنة المستغربة بين انحراف الفكر المعاصر عما كان من انحرافات في الفكر القديم تجعلنا نحرر برامج القوم المعاصرين وأهدافهم ، ولايصح مقارنتهم مقارنة غير صحيحة بما حصل قديما من أشخاص منحرفين قديما ، ولا حرج من المقارنة إن كانت صحيحة .لكن فيما استشهد به الأخ عبدالعزيز في الأمر الأول فهو غير صحيح .
ثم إن الحق يعلو ولايُعلى عليه ، وإن أي محاولة لإسقاط الرموز الشرعيين فهي محاولة فاشلة ، وإن من اعتقد نجاحها فهو متوهم نجاحها ولو على منظورهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رمز الأمة الاسلامية الأول وجد محاولات لاسقاطه ، وكلها باءت بالفشل مع حصول المضايقات له صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لايمكن لأحدٍ أن يَصِفَ إخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بأنه نجاح لكفار قريش ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما وقف على شفير خارج مكة : ( والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إلي ولو أن قومك أخرجوني ما خرجت ) . ولاشك بأن العلماء ورثة الأنبياء ، ومن هنا تحصل مكانتهم ومنزلتهم .
وإن الهدف واحد في اسقاط الرموز الشرعيين قديماً وحديثاً وإ اختلفت بواعثه ، ولكن العجب أن يكون هناك خلط بين الأفكار المنحرفة قديماً ، وبين الأفكار المنحرفة المعاصرة .
وبالنسبة للأمر الثاني : فإن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة مباركة لم ينجح خصومها في إسقاطها ولو حتى نجاحاً نسبياً ، وكل مافي الأمر أنهم يسبون ويشتمون ويلفقون كما هو ديدن المعارضين للحق من قديم باختلاف بواعثهم لذلك .
وهل إذا لايزال هناك من ينتقد ويقول وهابية يُعتبر حصول نجاح لهم ؟!
هل يريد أخونا عبدالعزيز أن يكون هناك صفاء تماماً ولا يحصل صراع بين الحق والباطل في هذه الدنيا ؟! ، وماذا يسمي صراع أهل الباطل إذا حققوا شيئاً مما يريدون ؟!
هل يصح شرعاً أن نسميه نجاحاً ولو نسبياً ؟!
وهل سمى الله تعالى حصول كفار قريش لشيء من مبتغاهم نجاحاً ؟
حتى لو كان في لغة القوم بأنه نجاح فنحن لا ينبغي أن ننجر ونتأثر بمقولاتهم ، فهذا مثل قول المنافقين عن أنفسهم أنهم مصلحون ، فهل يصح لنا شرعاً أن نسميهم مصلحين ولو على تفكيرهم ولغتهم ؟ لاسيما والأخ عبدالعزيز ليس في مقام حكاية أقوالهم بالنجاح ، فحاكي القول ليس كالقائل وهذا معروف ، لكن أن يذكر ذلك ويُصنفه على أنه نجاح بمقياس وتعريف النجاح ، فهنا الخلل .
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
قد يكون الإسقاط للجانب الذي يُفرط الناس فيه من رمزية الرمز فيحسب الموالي ذلك إسقاطا فيدافع عنه بغير ما تؤدة ...! فيخرج عن ضوابط الشرع من جهة ..! ثم هو يمهد بفعله غير السوي ذاك لأن يقتنع الناس أكثر أن الأمر كله إنما هو دعوة عصبية في ثياب شرعية !! ؟
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي
قد يكون الإسقاط للجانب الذي يُفرط الناس فيه من رمزية الرمز فيحسب الموالي ذلك إسقاطا فيدافع عنه بغير ما تؤدة ...! فيخرج عن ضوابط الشرع من جهة ..! ثم هو يمهد بفعله غير السوي ذاك لأن يقتنع الناس أكثر أن الأمر كله إنما هو دعوة عصبية في ثياب شرعية !! ؟
اعذروني فلم أفهم تعليقك ، لكن أتمنى أن تذكر شواهد على ذلك .
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
قصدي يا سيدي أن الأمور قد جرت على غير هدي الشرع .. و تشابكت المفاهيم فيما بينها ..
فمثلا توهمنا بسبب طريقة التربية الفكرية و تقديم المسائل أن ما يقرره الشيخ محمد بن عبدالوهاب و يتصرف حسبه هو و من بعده أنه عين " السلف الصالح " فصار القدح فيهم قدحا في الشرع نفسه ..!!
فإذا جاء من ينبهنا نظرنا إليه شزرا ... مخالفين بذلك قواعد ذهبية عديدة ...
هذا باختصار فاعذرني .... و لعلك ترى التفصيل في الموضوع الموعود :
الكتاب و السنة بين التحكيم و التحجيم .
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
و هل تعلم أخي العزيز أن سقوط الرمزية قد حدث أصلا في فكر الناقد الذي كان قبلها متعصباً أصلاً للرمز... فلمّا اطلع أكثر و رأى الخطأ الفاحش من تصوراته عن الرمز..... راح ينتقم من نفسه و ربما خرج عن الإنصاف حتى مع نفسه و مع الرمز الذي كان يقدسه ...
هذا يا سيدي حكاية حال محدثك الآن .. ثم هي حكاية كثيرين ممن حاورهم ! ؟
نعم ... إنه لم يسقط الرمز من حيث حقيقة شخصه العلمي ... بل من حيث ضخامة و قداسة من تخيلناه نحن عنه ؟ !!
و سآتيكم بإذن الله بحادثة ذات عبرة بالغة من حياة الأستاذ النورسي تتعلق بهذا .... إن شاء الله .
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
أشكرك على صبرك و تفاعلك أخي العزيز :ميزان دقيق في محاورة:يقول النورسي :جرت بيني وبين أخي الكبير الملا عبد الله رحمه الله هذه المحاورة، سأوردها لكم:كان أخي المرحوم من خواص مريدي الشيخ ضياء الدين (قدس سره). 1 وهو من الأولياء الصالحين. واهل الطرق الصوفية لا يرون بأساً في الإفراط في حبـــــــــــــ ـــــــ 1 ( هو إبن الشيخ عبد الرحمن تاغي، كوفئ من قبل السلطان رشاد بذراع صناعي فقدها في الحرب مع مدالية تقدير. والملا عبدالله من مريديه. )ــــــــــــــ ــمرشدهم والمبالغة في حسن الظن بهم، بل يرضون بهذا الإفراط والمبالغة، لذا قال لي اخي ذات يوم:- ان الشيخ ضياء الدين على علم واسع جداً واطلاع على ما يجري في الكون، بمثل اطلاع القطب الأعظم!.. ثم سرد الكثير من الأمثلة على خوارق أعماله وعلو مقامه.. كل ذلك ليغريني بالانتساب إليه والارتباط به. ولكني قلت له:- يا أخي الكريم، أنت تغالي! فلو قابلت الشيخ ضياء الدين نفسه لألزمته الحجة في كثير من المسائل، وإنك لا تحبه حباً حقيقياً مثلي! لأنك يا أخي الكريم تحب ضياء الدين الذي تتخيله في ذهنك على صورة قطب أعظم له علم بما في الكون! فأنت مرتبط معه بهذا العنوان وتحبه لأجل هذه الصفة. فلو رُفع الحجاب وبانت حقيقته، لزالت محبتك له او قلّت كثيراً!أما أنا - يا أخي - فأُحب ذلك الشخص الصالح والولي المبارك حباً شديداً بمثل حبك له، بل أوقره توقيراً يليق به وأجلّه وأحترمه كثيراً، لأنه:مرشد عظيم لاهل الإيمان في طريق الحقيقة المستهدية بالسنة النبوية الشريفة. فليكن مقامه الحقيقي ما يكون، فأنا مستعد لأن أضحي بروحي لأجل خدمته الإيمان. فلو أُميط اللثام عن مقامه الحقيقي فلا أتراجع ولا أتخلى عنه ولا أقلل من محبتي له، بل أوثق الارتباط به اكثر، وأُوليه محبة أعظم و أبالغ في توقيره.فأنا إذن يا أخي الكريم أُحب ضياء الدين كما هو وعلى حقيقته. أما أنت فتحب ضياء الدين الذي في خيالك.ولما كان أخي المرحوم عالماً منصفا حقاً، فقد رضي بوجهة نظري وقبلها وقدرها.
رد: توهم النجاح في محاولات إسقاط الرموز (تعقيب على ماجاء الليلة في برنامج ساعة حوار
ثم إن حالنا مع رموزنا أشد من حال الملا عبدالله ..؟!!
و ادع الله لي أن أبين هذا الأمر الخطير و كيفية نشوئه و لم كان حالنا أخطر ؟!
و شكرا جزيلا لك أخي العزيز على التواصل البنّاء .. و في أجوائه انتقدني كما تشاء .
أخوك المحب خلوصي ذو الآثام و الآلام .