المفسِّرون القدامى يقولون: إنها الهباءة الَّتي تُرى في ضوء الشمس، فقد كان هذا أصغر ما يتصوَّرون من لفظ الذرَّة، ونحن الآن نعلم أن الذرَّة شيء محدَّد يحمل هذا الاسم، وأنه أصغر بكثير من تلك الهباءة الَّتي ترى بالعين المجردة، فهذه أو ما يشبهها من المثاقيل من خير أو شرٍّ تُحضر ويراها صاحبها، ويجد جزاءها، فلا يحقرنَّ الإنسان شيئاً من عمله خيراً كان أو شراً، ولا يقولنَّ هذه صغيرة لا حساب عليها ولا وزن لها !
ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنه عندما استطعم مسكيناً وكان بين يديها عنب , قالت لإنسان خذ حبة فأعطه إياها فجعل ينظر إليها ويعجب فقالت :أتعجب كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة ؟!
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير)) رواه البخاري.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر, ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان))رواه ابن ماجه.
مقتبس بتصرف
.