رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// بارك الله فيك.. نرجو أن تكون كذلك.. ولكنَّك لم تبيِّن لنا ما مقصودك من هذا الموضوع؟ لم أوردَّته هكذا دون تعليق.
فما دامت الشكوك ونظريَّة المؤامرة حاضرة عند بعض الإخوة فلم لا تزيلها ببيان مقصودك من هذا الموضوع وفَّقك الله؟
-في هذا الموضوع أوغيره- أن يبيِّن لنا مطلوبه منه..
/// بارك الله فيك يا أيها الشريف.. ولكنِّي أراك قد أهملت طلبي إليك!
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف ابن الوزير اليماني
قال ابن تيمية رحمه الله :0000000000
(( وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم )). النبوات ص232
لي استفسار أريد له إجابة 00 في هذا النص قسم شيخ الاسلام المعجزات أو الكرامات أو خوارق العادات الى قسمين : قسم يشترك فيه الأنبياء وأتباعهم ، وقسم آخر يخص الأنبياء وحدهم
وجعل - رحمه الله - من القسم الأول احياء الموتى وتكثير الطعام والشراب بينما جعل من القسم الثاني القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر ، وقد سلم الجميع بذلك !
فهل من موضح لي الحد الفاصل بين ما يمكن أن يشترك فيه الأتباع مع رسلهم من خوارق العادات وبين ما يخص الأنبياء وحدهم ولا يجوز أن يشاركهم فيه أحد ، وما الدليل على ذلك ؟؟؟
ولماذا لا نجعل احياء الموتى من القسم الثاني الذي يخص الأنبياء وحدهم ، حيث هو أشبه بالقرآن والعصا وانشقاق القمر من حيث كانت دلالة على النبوة بخلاف تكثير الطعام والشراب ؟؟؟
وهل هذه الروايات التي رواها شيخ الاسلام تصلح دليلا على ما يقول ؟؟؟
وهل لو حكي أن ولياً أو صالحاً ضرب بعصاه حجراً فانفجر الماء منه ، وجب علينا أن نلحق هذه المعجزة او الكرامة بالقسم الأول ؟؟؟؟
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
المقصود من هذه النقولات الرد على من ينكر مثل هذه الكرمات من بعض العقلانيين الذين انتسبوا للسلفية...و كذلك لبيان أن كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ...
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف ابن الوزير اليماني
المقصود من هذه النقولات الرد على من ينكر مثل هذه الكرمات من بعض العقلانيين الذين انتسبوا للسلفية...و كذلك لبيان أن كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ...
اخي الشريف -جملك الله بالتقى- وان سلمت بشطر جوابك الاول ففي شطره الثاني كثير من "الايهام" فقولك -عفى الله عنك - "لبيان أن كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ" فيه نوع من التحامل فلا اظن عاميا -مثلي- ممن شرفه الله بحب السلفية واهلها -جعلني الله واياك منهم- ينكر كرامات الاولياء كما صحت بها النصوص فكيف بطالب علم ..!! الذي اعلمه ان طلبة العلم ممن تشرف بوصف "السلفية" من احرص الناس على تعلم وتعليم وتحقيق وتدقيق قضايا الاعتقاد بما فيها باب "الولاية والكرامة" ولا اظن احدا ممن كان هذا حاله يمكن ان يقال فيه "كثيرا من المسائل التي قد ينكرها من ينتسب للسلفية قد قال بها علماء أجلاء مجددون من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ." فليتامل -اخي- وفقني الله واياه لكل خير
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
/// نعم.. جزاك الله خيرًا أخانا الكريم العاصمي..
/// وأنا بدوري أسألك أخانا الكريم الشريف اليماني أن تسمِّي لنا بعض السلفيين ممَّن وصفتهم بـ(العقلانيين)، ممَّن قال بهذا القول؛ وذلك حتى تتمَّ مناقشة الملابسات -إن كانت- التي جعلت سلفيًّا يقول بذلك، وهو ينسب طريقته للسَّلف الصالح رضي الله عنهم وعنا أجمعين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي
فهل من موضح لي الحد الفاصل بين ما يمكن أن يشترك فيه الأتباع مع رسلهم من خوارق العادات وبين ما يخص الأنبياء وحدهم ولا يجوز أن يشاركهم فيه أحد ، وما الدليل على ذلك ؟؟؟
ولماذا لا نجعل احياء الموتى من القسم الثاني الذي يخص الأنبياء وحدهم ، حيث هو أشبه بالقرآن والعصا وانشقاق القمر من حيث كانت دلالة على النبوة بخلاف تكثير الطعام والشراب ؟؟؟
وهل هذه الروايات التي رواها شيخ الاسلام تصلح دليلا على ما يقول ؟؟؟
وهل لو حكي أن ولياً أو صالحاً ضرب بعصاه حجراً فانفجر الماء منه ، وجب علينا أن نلحق هذه المعجزة او الكرامة بالقسم الأول ؟؟؟؟
/// ملخَّص ما يُقال أنَّه لا إشكال في كلام شيخ الإسلام؛ إذ إنَّ المفهوم من كلامه أنَّه لم يمنع ولم يحصر شيئًا من شيءٍ عن أحدٍ أوعليه؛ بل حكى الواقع الذي وقع، ممَّا حكاه الله لنا، كانشقاق القمر، وفلق البحر، والقرآن.. وإن كان الأخير معلوم البداهة من نصوص الشرع كونه من اختصاص الأنبياء وعدم شراكة الأولياء لهم فيه؛ لأجل الوحي وانقطاعه دونهم.
/// ولم أرَ في كلامه رحمه الله أنَّ شيئًا من هذه -ممَّا سمَّيته قسمًا- فيه دلالة على النبوَّة، بل هذا من فهمك له، وهو غلطٌ. حاشا القرآن وهو معلوم البداهة من دين الله فلا يحتاج للتعريج عليه كما تقدَّم.
وبالله التوفيق.
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
ولم أرَ في كلامه رحمه الله أنَّ شيئًا من هذه -ممَّا سمَّيته قسمًا- فيه دلالة على النبوَّة، بل هذا من فهمك له، وهو غلطٌ. حاشا القرآن وهو معلوم البداهة من دين الله فلا يحتاج للتعريج عليه كما تقدَّم. وبالله التوفيق.
أليست عصا موسى دليل نبوته " قال إن كنت جئت بآية فائت بها إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " هل فهمي للعصا أنه دليل نبوة فهم شخصي خاطئ ؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن كلام شيخ الاسلام واضح في جعل هذه الخوارق قسمين وأرجوك أن تعيد قراءة كلامه مرة أخرى ؟
"وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم "
والسؤال مرة اخرى ما الحد الفاصل بين القسمين المذكروين وما الدليل على ذلك ؟
وسؤال آخر : هل يلزمني الايمان بأن إحياء الموتى يمكن أن يقع على يد ولي ؟؟؟؟ وما موقف من ينكر ذلك حيث إحياء الموتى من شأن الخالق عز وجل ، ولم يثبت بالنص عن أحد من خلقه سوى عيسى عليه السلام كآية من ربه على نبوته ، والمسيح الدجال لمرة واحدة فقط فتنة للناس في آخر الزمان ، في البخاري : فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ .
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي
أليست عصا موسى دليل نبوته " قال إن كنت جئت بآية فائت بها إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " هل فهمي للعصا أنه دليل نبوة فهم شخصي خاطئ ؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن كلام شيخ الاسلام واضح في جعل هذه الخوارق قسمين وأرجوك أن تعيد قراءة كلامه مرة أخرى ؟
"وأما مصدقوهم فهم معترفون بأن ما يأتون به هو من آيات الأنبياء مع أنه لا تصل آيات الاتباع الى مثل آيات المتبوع مطلقا وإن كانوا قد يشاركونه في بعضها كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فلا يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمر لأن الله فضل الانبياء على غيرهم "
والسؤال مرة اخرى ما الحد الفاصل بين القسمين المذكروين وما الدليل على ذلك ؟
وسؤال آخر : هل يلزمني الايمان بأن إحياء الموتى يمكن أن يقع على يد ولي ؟؟؟؟ وما موقف من ينكر ذلك حيث إحياء الموتى من شأن الخالق عز وجل ، ولم يثبت بالنص عن أحد من خلقه سوى عيسى عليه السلام كآية من ربه على نبوته ، والمسيح الدجال لمرة واحدة فقط فتنة للناس في آخر الزمان ، في البخاري : فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ .
/// من الملاحظ في بعض الناس انهم قد انتهجوا منهجًا عقلانيًا مقدسًا للعقل المريض الضعيف! ثم يتعب نفسه بمحاولة تأويل أوتمرير النصوص المخالفة له! فالأصل هو العقل ثم ننظر في النص ونحاول تمريره بتأويل.. أونرده إن لم ..!
/// مادام أنك -يا أخانا- مصر على (التقسيم الذي لم أفهمه أنا من كلام الشيخ) =فالحد الفاصل بين المعجزة والكرامة هو أن الأولى مرتبطة بدعوى النبوة، والأخرى ليست كذلك. وأيضًا.. الثانية تابعة للتصديق بالأولى.
/// وخلينا نتناقش بالنظر العقلي يا أخانا..
/// أولاً.. ما قال أحد حتى الآن إن الولي يحيى الموتى بإذنه هو، بل بإذن الله، حتى المسيح ابن مريم قيل له: ((بإذن الله))، فالله هو المحيي لكن على يد ذاك النبي أوالولي.
/// ثم أنت تثبته للدجال، وأضيف لك (المسيح ابن مريم) في الطير والإنس! فإذن ما جاز لمرة (واحدة) أوأكثر، من نبي أوشقي ما يمنعه أن يجوز مرات كثيرة من غيرهما؟ ما المانع العقلي منه؟
/// وثانيًا.. هل إحياء الموتى من اختصاص الله وشأنه! وطرح البركة في الطعام والشراب والرزق، أوشفاء الأكمه والأبرص، أوقلب العصا ثعبانًا =ليس كذلك، بل قد يشركه فيه غيره! ..
/// نعوذ بالله من الشرك، وحاشاك أن تقول بذلك.. لكنه إلزامٌ لو فهم ذاك كذاك.
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
هذا جواب من شيخ الإسلام ابن تيمة لعلكم تستفيدوا منه فقد قال رحمه الله في الرسالة ”الأصفهانية" (.. ثم قال المصنف: والدليل على نبوة الأنبياء المعجزات، والدليل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن المعجز نظمهُ ومعناه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذه الطريقة هي من أتم الطرق عند أهل الكلام والنظر... ثم لهم في تقرير دلالة المعجزة على الصدق طرق متنوعة وفي بعضها من التنازع والاضطراب ما سننبه عليه، والتزم كثيرٌ من هؤلاء إنكار خرق العادات لغير الأنبياء حتي أنكروا كرامات الأولياء والسحر ونحو ذلك. وللنظار هنا طرق متعددة منهم من لا يجعل المعجزة دليلاً بل يجعل الدليل استواء ما يدعو إليه وصحته وسلامته من التناقض... ومنهم من يوجب تصديقه بدون هذا وهذا، ومنهم من يجعل المعجزة دليلاً ويجعل أدلة أخري غير المعجزة وهذا أصحَّ الطرق ومن لم يجعل طريقها إلا المعجزة اضطر لتلك الأمور التي بها تكذيب لحق أو تصديق لباطل ولهذا كان السلف والأئمة يذمون الكلام المبتدع فإن أصحابه يخطئون إما في مسائلهم وإمَّا في دلائلهم ... وليس الأمر كما زعموا ـ أن لا طريقة إلا المعجزة ـ بل معرفتها بغير المعجزات ممكنة فإن المقصود إنما هو: معرفة صدق مدعي النبوة أو كذبه... وإن شئت قلت هذا خبر. فإما أن يكون مطابقًا للمخبر، وإما أن يكون مخالفًا له سواءٌ كانت مخالفته له على وجه العمد أو الخطأ إذ قد يظن الرجل في نفسه أو غيره أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير متعمد للكذب بل خطأ وضلال مثل كثير ممن يتمثل له الشيطان ويقول أني ربُّك ويخاطبه بأشياء وقد يقول له أحللت لك ما حرَّمْتُه على غيرك، وأنت عبدي ورسولي، وأنت أفضل أهل الأرض وأمثال هذه الأكاذيب... فإذا كان مدعي الرسالة لم يكن صادقًا فلابد أن يكون كاذبًا عمدًا أو ضلالاً فالتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما هو دون دعوي النبوة فكيف بدعوي النبوة، ومعلوم أن مدعي الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم، وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم، ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبيّ صلى الله عليه وسلم: واللهِ لا أقول لك كلمة واحدة إن كنت صادقًا فأنت أجلّ في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذبًا فأنتَ أحقر مِنْ أن أردَّ عليك، فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم وما أحسن قول حسَّان:
لو لم تكن فيه آياتٌ مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر
وما من أحد ادعي النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن له أدني تمييز، وما من أحد ادعي النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدني تمييز، فإن الرسول لابد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولابد أن يفعل أمورًا. والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة، والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة... إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور كما في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكم بالصدق فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ ولا يزال الرجلُ يصدقُ ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صدِّيقًا، وإيَّاكم والكذب فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجور وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذبُ ويتحري الكذبَ حتي يُكتَبَ عندَ الله كذَّابًا» ولهذا قال تعالى: " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون والشعراء يتبعهم الغاون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولن ما لا يفعلون " إلى أن يقول: فمن عرف الرسول وصدقه ووفاءه ومطابقة قوله لعلمه عَلِمَ علمًا يقينيًا أنه ليس بشاعر ولا كاهن ولا كاذب. والنَّاسُ يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة حتي في المدعين في الصناعات والمقالات كالفلاحة والنساجة والكتابة وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك، فما من أحد يدَّعي العلم بصناعة أو مقالة إلا والتفريق في ذلك بين الصادق والكاذب له وجوه كثيرة ... والنبوة مشتملة على علوم وأعمال وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ولا يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب من وجوه كثيرة لاسيما والعالم لا يخلو من آثار نبي من لدن آدم إلى زماننا وقد علم جنس ما جاءت به الأنبياء والمرسلون وما كانوا يدعون إليه ويأمرون به، ولم تزل آثار المرسلين في الأرض ولم يزل عند الناس من آثار الرسل ما يعرفون جنس ما جاءت به الرسل ويفرقون به بين الرسل وغير الرسل، فلو قدر أن رجلاً جاء في زمان إمكان بعث الرسل وأمر بالشرك وعبادة الأوثان وإباحة الفواحش والظلم والكذب ولم يأمر بعبادة الله ولا بالإيمان باليوم الآخر هل كان مثل هذا يحتاج أن يُطالب بمعجزة أو يُشكُّ في كذبه أنه نبيٌّ. ولو قُدِّر أنه أتي بما يُظنُّ أنه معجزة لعُلِمَ أنه من جنس المخاريق أو الفتن والمحن ولهذا لما كان الدجال يدعي الألوهية لم يكن ما يأتي به دالاً على صدقه للعلم أن دعواه ممتنعة في نفسها وأنه كذَّاب. إلى أن يقول: ونحن لا ننكر أن الرجل قد يتغير ويصير متعمد الكذب بعد أن لم يكن كذلك لكن إذا استحال وتغير ظهر ذلك لمن يخبره ويطلع على أموره، ولهذا لما كانت خديجة رضى الله عنها تعلم من النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه الصادق البار قال لها لما جاءه الوحي «إني قد خشيتُ على عقلي» فقالت: كلا والله لا يخزيكَ الله إنَّك لتصلُ الرحِمَ وتَصْدُق الحديث وتحمل الكَلَّ وتُقْرِي الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق. فهو لم يخف من تعمد الكذب فإنه يعلم من نفسه صلى الله عليه وسلم أنه لم يكذب لكن خاف في أول الأمر أن يكون قد عرض له عارض سوء وهو المقام الثاني فذكرت له خديجة ما ينفي هذا وهو ما كان مجبولاً عليه من مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم والأعمال وهو الصدق المستلزم للعدل والإحسان إلى الخلق ومن جمع فيه الصدق والعدل والإحسان لم يكن ممن يخزيه الله... وقد علم من سنَّةِ الله أن من جبله الله على الأخلاق المحمودة ونزَّهَهُ عن الأخلاق المذمومة فإنه لا يخزيه. وأيضًا فالنبوة في الآدميين من عهد آدم عليه السلام فإنه كان نبيًّا وكان قومه يعلمون نبوته وأحواله بالاضطرار وقد عُلِمَ جنس ما يدعو إليه الرسل وجنس أحوالهم فالمدعي للرسالة في زمن الإمكان إذا أتي بما ظهر به مخالفته للرسل عُلِمَ أنه ليس منهم وإذا أتي بما هو من خصائص الرسل عُلِمَ أنه منهم لا سيما إذا علم أنه لابد من رسولٍ منتظر وعلم أن لذلك الرسول صفات متعددة تميزه عن سواه فهذا قد يبلغ بصاحبه إلى العلم الضروري بأن هذا هو الرسول المنتظر ولهذا قال تعالى: " الذين ءاتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم إن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ".
والمسلك الأول: النوعي: وهو مما استدل به النجاشي على نبوته، فإنه لما استخبرهم عما يخبر به واستقرأهم القرآن فقرءوه عليه قال إنَّ هذا والذي جاء به موسي ليخرج من مشكاة واحدة.
والمسلك الثاني: الشخصي: استدل به هرقل ملك الروم. ثم يشرع شيخ الإسلام في شرح أسئلة هرقل لأبي سفيان عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأحواله معهم للاستدلال بها على صدقه. إلى أن يقول: إن من تأمل ما جاءت به الرسل عليهم السلام فيما أخبرت به وما أمرت به علم بالضرورة أن مثل هذا لا يصدر إلا عن أعلم الناس وأصدقهم وأبرهم، وأن مثل هذا ممتنع صدوره عن كاذب متعمد للكذب مفتر على الله يخبر عنه بالكذب الصريح أو مخطئ ضال هناك يظن أن الله تعالى أرسله ولم يرسله وذلك لأن فيما أخبروا به وما أمروا به من الاحكام والإتقان وكشف الحقائق وهدي الخلائق وبيان ما يعلمه العقل جملة ويعجز عن معرفته تفصيلاً ما يبين أنهم من العلم والمعرفة والخبرة في الغاية التي باينوا بها أعلم الخلق من سواهم فيمتنع أن يصدر مثل ذلك عن جاهل ضال، وفيها من الرحمة والمصلحة والهدي والخير، ودلالة الخلق على ما ينفعهم ومنع ما يضرهم ما يبين أن ذلك صدر عن راحم بار يقصد غاية الخير والمنفعة بالخلق وإذا كان ذلك يدل على كمال علمهم وكمال حسن مقصدهم فمن تم علمه وتم حسن قصده امتنع أن يكون كاذبًا على الله يدعي عليه هذه الدعوي العظيمة التي لا يكون أفجر من صاحبها إذا كان كاذبًا متعمدًا ولا أجهل منه إن كان مخطئًا. وهذه الطريقة تُسلك جملة في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتفصيلاً في حق واحد واحد بعينه. ثم يستطرد. إلى أن يقول: ولا ريب أنه يُعلم من أمور الربِّ سبحانه بما نصبه من الأدلة المعاينة الحسية التي يعقل بها بنفسها وبالأمثال المضروبة وهي الأقيسة العقلية ما يمتنع معه خفاء كذب الكاذب بل يمتنع معه خفاء صدق الصادق فالدجال مثلاً قد عُلم بوجوه متعددة ضرورية أنه ليس هو الله وأنه كافر مفتر وإذا كانت دعواه معلومًا كذبها ضرورة لم يكن ما يأتي به من الشبهات مصدقًا لها إذ العلوم الضرورية لا تقدح فيها الطرق النظرية فإن الضروريات أصل النظريات فلو قدح بها فيها لزم إبطال الأصل بالفرع فيبطلان جميعًا.
فإنه يظهر أيضًا من عجزه ما ينفي دعواه، وكذلك من أباح الفواحش والمظالم والشرك والكذب مدعيًا للنبوة يُعلم بالاضطرار كذبه للعلم الضروري بأن الله سبحانه لا يأمر بهذا سواء قيل أن العقل يعلم به حسن الأفعال وقبحها أو لا يُعلم به. فليس كلما أمكن في العقل وقوعه وكان الله قادرًا عليه يُشك في وقوعه بل نحن نعلم بالضرورة أن البحار لم تنقلب دمًا وأن الجبال لم تنقلب يواقيت وإن لم يسند ذلك إلى دليل معين وإن كنا عالمين بأن الله قادر على قلب ذلك لكن العلم بالوقوع وعدمه شيء والعلم بإمكان ذلك من قدرة الله سبحانه شيء، وكل ذي فطرة سليمة يعلم بالاضطرار أن الله تعالى لا يأمر عباده بالكذب والظلم والشرك والفواحش وأمثال ذلك مما قد يأتي به كثير من الكذابين. بل يعلم بفطرته السليمة ما يناسب حال الربوبية) إهـ. الفتاوى الكبرى، طبعة دار المنار، ج5، ص 509-529.
رد: من الكرامات التي قد يكرم الله بها بعض "الصالحين" لصلاحهم: إحياء الأموات.
هناك تفريق مهم بين الكرامة والمعجزة يا اخوان أرجو ألا يخفاكم.
فالمعجزة هي ذاك الخارق الذي يجريه الرب سبحانه على يد نبي من أنبيائه بغرض اعجاز قومه، اقامة للحجة المعضدة للحجة الرسالية عليهم.. (وأقول المعضدة، لأن دعوة الرسل ليست الخوارق والمعجزات سبيل اثباتها بالأصالة، وانما حجة الحق ببرهان العقل والحس هي طريق ذلك.. ثم تكون المعجزات اضافة فوق ذلك..)
بينما الكرامة هي كل خارق من سوى ذلك، لنبي أو تابع من أتباعه، يجريه الله باذنه سبحانه على يديه، بغير تطلب منه أو ارادة لذلك الخرق، تكريما له وابتلاءا للناس..
وبما أن غاية الاعجاز - وهي تعجيز قوم النبي عن أن يأتوا بمثل ذلك الذي أجراه الله على يده - تتطلب أن يكون الخارق عظيما، فمن المتوقع أن تجد عند النظر في النصوص أن أعظم الخوارق هي ما اختص به الأنبياء والرسل دون غيرهم، اعجازا لأقوامهم بوصفهم مرسلين اليهم من رب العالمين.. والله أعلم.