هل ابنتك قريبة منك؟
د.بسام خضر الشطي
عندما تبلغ البنت تعيش في عزله عن والدها وقد تكون قريبة من والدتها وإذا رأتها لا تتفق معها ذهبت إلى شقيقتها التي تكبرها، وإذا لم تجانسها وتكسبها سرعان ما تذهب إلى قريبة منها كابنة عمها أو جارتها أو صديقتها حتى تجد التي تطابقها وتتفق معها في توجساتها وتطلعاتها بحيث لا تنكر عليها وهنا منبع الخطأ.. أروي لكم ثلاثة روايات وصلتني حتى نرى كم نحن نبتعد عنهن:
< أمل - وهذا ليس اسمها الحقيقي - تقول: إنها من أسرة محافظة جداً ومتدينة ولما حصلت على نسبة عالية التحقت بالجامعة وحصلت على رخصة قيادة ثم ذهبت إلى سوق مشهور لتشتري بعض الملابس الجديدة للجامعة، تقول: لما وصلت إلى السوق إذا بفتاه تحملق بها من بعيد وتتابعها خطوة بخطوة حتى اقتربت منها وأبدت إعجابها ودعتها إلى «الكافيه» وهنا أخذت تجاذبها الحديث حتى أقنعتها بضرورة أن تتعرف على شاب يبادلها الأحاسيس وأرادت أن تجرب، وبالفعل كل يوم تكلمّه ساعة كاملة وقد تكون متقطعة أو تزيد، وتم ذلك خلال ثلاث سنوات، وبعدها دعاها إلى بيته وغرفة الزوجية (لأنه متزوج وعنده 4 بنات) بحكم أن زوجته ولدت وهي في بيت أهلها، ثم زنى بها وحملت ثم اتصلت عليه لتبشره فأمرها بإسقاط الجنين، وأصرت على عدم إسقاطه وفاتحت شقيقها الذي لا يتجاوز عمره 16 ربيعاً وأمرها بإسقاط الجنين وأصرت على رأيها حتى حملت بالجنين في أحشائها أربعة أشهر وبعد ضغوط عقد عليها ذلك الشخص! وبعد شهرين طلقها بحكم ضغوط قوية من زوجته الأولى. والزواج كان قد تم في غموض شديد من الأسرة حتى لم يعلم الأعمام والأخوال وعموم الأقارب فضلاً عن الجيران، فكان رأي أبيها ووالدتها «نحن نريدك يا أمل ولكن لا نريد الذي في أحشائك! فذهبت إلى امرأة مطلقة ومعها أطفالها لتسكن معها، وطلبت هذه المرأة منها أن تشاركهم في دفع إيجار الشقة وباقي المصروفات ولا يوجد عندها شيء. فتسأل ماذا تفعل؟
لاحظوا معي 3 سنوات تكلم رجلا غريبا وتعيش في أسرة محترمة وأهلها في منأى عنها. انظروا ماذا فعلت الثقة الزائدة (هاتف نقال، ولاب توب، وسيارة فتخرج لشراء حاجات أو للجامعة أو لكتابة بحوث أو لزيارة صديقة).
فقلت لها: ارجعي إلى أسرتك حتى لو أخرجوك، لا تخرجي حتى يجعل الله لك مخرجاً، وقد تابت. وأعتقد أن طرد الأسرة لها ردة فعل غاضبة، ولو كانت فاجرة لخرجت من شقة إلى شقة، ولكنها رجعت إلى نفسها وعرفت أن الذي فعلته خطأ وكبيرة.
< حصه - اسم مستعار أيضا - تقول: أنها دخلت غرفة المحادثة (في النت) وأدمنت عليها واستقت منه أقبح الالفاظ وسوء الطباع حتى ظهرت أمام الكاميرا بكل الأشكال. واستمرت على هذا الوضع قرابة السنتين تسهر طوال الليل وتركت الصلاة وتنام في أغلب الحصص في الثانوية العامة ثم تسأل عن سبيل التوبة! أين الوالدين والأشقاء طوال الفترة؟ ألم يروا حال الأعياء والنوم وأين المدرسة من إبلاغ (نوم البنت) إلى الوالدين. مثل حصه كثير وكثير جداً قلت لها. تذكري أن الله يراك، وسترك ولم يفضحك، فلو علم والدك أو أخذت هذه الصور وتم تسجيل الكلمات والعبارات ثم تمت المساومة من قبل الفسقة ماذا عساك أن تفعلي؟! أرجعي إلى ربك في الصلاة والذكر والرفقة الصالحة وافتحي باب غرفتك وابتعدي عن (النت) بجميع أشكالة.
< دلال - بنت وصلت الثلاثين من عمرها كلما تقدم لها خاطب رفضته بأسلوب التسويف ولم يتقرب إليها أهلها لمعرفة السبب ولكن أعطيت مساحة من الثقة وطريقتها تختار من تشاء وهكذا. لكنها قالت: يا شيخ منذ أن كان عمري 22 سنة جاءني طيف أسود ثم ضربني على أذني ثم على رأسي ثم عصر قلبي وأصدقك القول: وقتها لم أصلي وتركت قراءة القرآن وحتى الصيام في رمضان أصوم بعض أيامه. ثم قال لي: أحبك. ثم قلت له الذي يحب لا يضرب أو يعذب حبيبه ثم استمر على هذه الحال لا يكاد يمر شهر إلا ويأتي مره أو مرتين! يعني استمر معها 6 سنوات وأهلها في غفله عنها ولم تصارحهم.
فقلت لها: اقلعي عن الذنب، واعزمي على عدم العودة، وابكي على خطيئتك وتحصني بالصلاة والقرآن والذكر وإذا رأيتيه أغمضي عينيك ثم قولي أعوذ بالله منك 3 مرات ثم اتفلي في اتجاهه وكرري ذلك وستتغير أحوالك..
أيها الأهالي انتبهوا إلى بناتكم.
